أذرعُ النَّخيل
.................
في ليلةِ العيدِ عُمْري غادرَ البِشْرا
يخشى على القلبِ يمضي يمقُتُ الصَّبْرا
يا مُعْصراتِ همومي ، صوتَ مَن زفروا
هَـــلاّ تركـــتِ لباقــــي مُهجتـــي قَطْـــرا ؟
يا ليلةَ العيدِ عُودي دمعَ أجنحتي
أو فاتركـــي للفتــــى بينَ الهَنـا شِـبْرا
مُري صَداكِ يُداوي قيْحَ حَشْرجتي
عسى الأمانــــي تُهادي أيكتــي جِسْرا
عسى الشَّواطِىءُ تنعى قيظَ أوْردتي
ولا تَـؤوبُ عيونُ الملتقــى حسْـــــــرى
أترعتُ منكِ دُخانًا ، وانحنى حَدَسي
لأنّـه مُـنْــذ ألفٍ بايـعَ القَهْــرا
المفرداتُ عصيّاتٌ مصادرُها
والحالمونَ علــى إسْقاطـــها أسْرى
والطيّباتُ نسى الوجدانُ حائطَها
بحالها قلقــي – يا موطنـــي – أدرى
فلو ترَقْرَقَ بؤسٌ شفّ ساريتي
سفائنـــي عنـدهُ طولَ المدى حَيْرى
هي الحياةُ هزيلٌ بَوْح منطقِها
تغفو فتســلبــَـــنا الأحـلامَ والشِّعْرا
ترجرجُ الزيفَ من أضغاث بُهرجها
وَعَلَّــهُ يمتطـــي إيهامُها الشِّـــعْرى
هو الفراتُ حزينٌ نخْلُ أذرعهِ
في ضفّتيـــهِ جراحاتُ المَها تـتـرى
فارجعْ إلى برزخي يا عيد منتظرًا
ركائبَ الجاهِ ، واسْتوْصِ السَّما خيرا !
ولا تلُمْ عاشقًا تستافُ لوعتُهُ
من كلِّ بِئرٍ سَــرابًــا في الدُّجـــى يُشرى
عذرًا لمن هنّئوني لستُ مُدّكرًا
رسائِلاً ، كي أُمَنّــي شوقَهــــم سطْرا
فإنّهم خيرُ مَن صانوا شواردَنا
وخيــرُ مَن قَـدَروا للمبتلــــى عُـذرا
ما كنت أعلمُ – والرَّمْضا لها غُصَصٌ –
بأنّنـــــي بالغٌ فــي ظِـــــلِّــهــــا الفِطْـرا
إليك عنّي أخا الأعياد ، تعرفني
أنا الشَّجــــيُّ ، وذي فلّوجَــــتـــــي المَسْرى
أنأى وتسْحَرُني ، أدنو وتحْمِلُني
ملءَ الحنايـــا شعـــورًا يَسْحـــرُ الذكرى
ناجيتُها فتزاهى شوطُ قافيتي
وراح مِن حِكمــةٍ يسْــــتـنطـقُ السِّــــــحْرا
إيهٍ حبيبةَ أسفاري ستذكرنا
طيوبُ ريّـــاكِ يومًا ، فاحملي البُشرى
وعانقي حينَ يحنو الصَّبرُ عافيتي
قد كِدتُ أفنــــى متى أهْـدَيْـــتِـــنـــي عِطرا
وحينها تنشر الآفاقُ قِصَّـــــــتَــــــنـــــا
والعيدُ ينسُــــجُ مِن أوراقِـنـــا عُـمْـرا
عيد الفطر 1435- 2014