.السلام عليكم
مازن المبارك :
اللغة أثمن ثروات الإنسان...لن يحلق مجمع اللغة العربية إلا بجانحين هما: المرجعية والمال
شؤون ثقا فية
الثلاثاء 11/7/2006
حوار: ديب علي حسن
(وان العقلاء والمفكرين وحملة الاقلام يجب ان يؤدوا لهذه الامة حقها من حصيلة عقولهم وافكارهم واقلامهم, ان لكل شيء زكاة, وزكاة العقل والفكر والقلم ان يقول كلمة الحق,وان عليه ان يظل مرابطاً يتصدى للباطل مهما يبلغ عتوه,
رافعا راية الحق مهما يتنكر له الناس. اننا نرى الغزو يجتاحنا من كل مكان, فلقد غزينا في عقر دارنا, وغزينا في افكارنا, وغزينا في قلوبنا فمتى يكون الجهاد فرضا ان لم يكن الآن..? واذا جاهد من يستطع الجهاد بالنار والبارود, او بالمال والعتاد, افلا اقل من ان يجاهد صاحب الفكر والقلم بكلمة حق يقولها? وان نور الكلمة المخلصة وضياء الحق الذي تحمل وتناصر ليس بأضأل ولا اخفت من وهج الدماء المتدفقة من جروح الشهداء. ان من مبادىء وعي الامة لذاتها ان تعي لغتها, فكيف اذا كانت الامة كأمتنا العربية? كيف اذا كان بين المتكلم ولغته من الصلات ما بين العربي واللغة العربية من صلة هي معنى من معاني وجوده وكيانه..).
لم اجد استهلالا ابدأ به خيرا من هذا الرأي الذي دونه د. مازن المبارك في مقدمة كتابه (نحو وعي لغوي) في ايلول عام 1970م وبعد ستة وثلاثين عاما على هذا الرأي كيف يرى صاحبه واقع لغتنا وثقافتنا, وما الذي فعله هو في سبيل نصرة هذه اللغة والدفاع عنها?.. وقبل هذا الرأي ومنذ منتصف القرن العشرين, ومازن المبارك في ساح العمل الفكري, يدرس ويؤلف وينشر آراءه هنا وهناك , مازن المبارك استاذ الجامعة والباحث اللغوي الذي تشعر وانت معه انك امام عالم زاده علمه وقاراً وتواضعاً وقدرة على التواصل, كل يوم لديه جديد, وكل مسألة في اللغة والنحو لها حل يجعلك مؤمنا ان لدينا من علماء اللغة والنحو من هم قادرون على ان يجذبوا الاجيال الى هذه اللغة بأساليب جميلة بعيدة عن اللغو والاطالة والاغراق في تفاصيل قد تنفر اكثرمما تشد..
مازن المبارك, ربط القول بالعمل, وكان جهاده علماً في ساحة العلم والبحث العلمي, جهاده في سبيل خدمة اللغة العربية وتراثها, كيف لا ...? ومؤلفاته وطلابه هم خير شاهد على ذلك.. على يديه تخرج الآلاف من الطلاب بدءاً من جامعة دمشق ومروراً بالعديد من الجامعات العربية.. ولا نبالغ اذا قلنا: ان د.مازن المبارك هو العالم اللغوي الاول الآن على مستوى الوطن العربي, ومع ذلك تشعر انك امام رجل تعرفه منذ سنوات حتى لو لم تكن التقيته سابقاً.. يوم كنا طلابا في قسم اللغة العربية كنا مشدودين الى هذا الكتاب الاحمرالكبير الذي اطلقنا عليه اسم ( مفني اللبيب ) وهو من تحقيق د.مازن المبارك , ومع اننا نشعر ان الكثير الكثير من مسائل هذا الكتاب قد بسطت وقدمت بأسلوب شائق لكنها حالة النفور التي تعتري الطالب من اي مقرر دراسي, وحين تخرجنا في الجامعة صار ( المغني ) المرجع الاساس وعادت حالة الود التي انقطعت .. واسأل الاستاذ الدكتور مازن المبارك عن هذه الحالة فيرى انها حالة صحية وطبيعية..
الدكتور مازن المبارك الذي انتخب وبالاجماع عضوا في مجمع اللغة العربية-وهو جدير بكل موقع علمي يبتوأه.
***
مؤلفاته
قدم مازن المبارك للمكتبة اكثر من عشرين كتابا اثرت بالدراسات اللغوية واصبحت مراجع لا غنى عنها في اي مكتبة جامعية,او لأي دارس للغة العربية ونحوها, نذكر من هذه المؤلفات:
1-قواعد اللغة العربية-بالاشتراك
2-الزجاجي, حياته وآثاره ومذهبه النحوي.
3-الرماني النحوي في ضوء شرحه لكتاب سيبويه.
4-النحو العربي, بحث في نشأة النحو وتاريخ العلة النحوي.
5-الدليل في دراسة الادب العربي (بالاشتراك)
6-النصوص اللغوية
7-الموجز في تاريخ البلاغة.
-نحو وعي لغوي.
-اللغة العربية في التعليم العالي والبحث العلمي.
-اللغة العربية لغير المختصين (بالاشتراك)
-مقالات في العربية.
- سعيد الأفغاني.
-الايضاح في علل النحو للزجاجي(تحقيق) .
-مغني اللبيب لإبن هشام (تحقيق).
-اللامات /الزجاجي (تحقيق).
-المباحث المرضية/لابن هشام (تحقيق).
-رسالتان لابن جني (تحقيق).
-المقتضب لابن جني (تحقيق).
-الحدود الانيقة والتعريفات الدقيقة للانصاري/(تحقيق).
-اشهر الامثال للشيخ طاهر الجزائري /(تحقيق).
***
محطات ودروب..
عن نشأته يقول د.مازن المبارك: نشأت في بيت علم ودين افعم جوه بحب الاسلام وحب العربية, وتقوم التربية فيه على الاهتمام بالجوهر والالتزام بالسلوك السوي دون الاهتمام بمظاهر النفاق الاجتماعي, وكان الفضل في تعليمي ما تعلمته مبكراً لوالدي الشيخ عبد القادر المبارك عضو مجمع اللغة العربية بدمشق واحفظ الناس في عصره للغة العرب, وسيرة النبي (ص) واعرفهم بتراجم الرجال,ولأخي الاستاذ محمد المبارك الذي كان ايضاً عضواً في مجمع اللغة العريبة وكان مرشدي واستاذي .
اتممت تعليمي الابتدائي والثانوي والجامعي في دمشق وحصلت عن الاجازة في الاداب والدبلوم في التربية عام 1952م ومارست التدريس في المدارس الثانوية ودور المعلمين والمعلمات, ثم اوفدتني جامعة دمشق الى القاهرة لأنني كنت الناجح الاول على دفعتي, وحصلت من جامعة القاهرة على درجتي الماجستير والدكتوراة وكان موضوع رسالتي في الماجستير ( كتاب الايضاح في علل النحو) للزجاجي تحقيق دراسة وموضوع رسالة الدكتوراة (الرماني النحوي في ضوء شرحه لكتاب سيبويه).
وقد حضرت دروس طه حسين ومصطفى السقا ولازمت الدكتور شوقي ضيف ست سنوات وحضرت بعض مجالس العقاد واحمد حسن الزيات وابراهيم مصطفى -صاحب إحياء النحو- وأفدت من العلامة محمود محمد شاكر وقرأت عليه في عام 1960م عينت مدرساً في قسم اللغة العربية بجامعة دمشق وافدت من اساتذتي الاستاذ سعيد الافغاني وشفيق جبري والدكتور امجد الطرابلسي, والاستاذ محمد المبارك ثم اصبحت استاذا مساعدا فاستاذا , درّست في جامعة الرياض ما بين 1965و1966م وفي الجامعة اللبنانية مابين 972و1973 وترأست قسم اللغة العربية في جامعة قطر والمسؤول ا لثقافي في الجامعة, وترأست قسم الحضارة العربية في الموسوعة العربية من 4/1/1987الى 1/7/1989م وترأست قسم اللغة العربية بكلية الدراسات الاسلامية والعربية بدبي من 1989 وحتى الآن وعملت استاذا زائرا في جامعات وهران وكلية الدعوة بطرابلس وشاركت في عدد كبير من الندوات والمؤتمرات المختصة باللغة العربية في دمشق وبيروت والجزائر والكويت وبغداد والبندقية في ايطاليا .
***
أخطاء المذ يعين و المذيعات مخجلة
لو كنت من مازن لم تستبح ابلي بنو اللقيطة من ذهل بن شيبانا.. وانت المازن والمبارك واعلم ان احد معنيي
المازن الوجه المشرق .. ماذا يعني لك الاسم في البداية?
(مازن) اسم عربي قديم حمله كثيرون من قدماء العرب في الجاهلية. منهم مازن الازدي الغساني الملقب بزاد السفر, ومنهم مازن بن ربيعة احد اجداد النحوي الاندلسي ابي بكر الزبيدي. ومنهم مازن شيبان جد ابي عثمان المازني النحوي استاذ المبرد.
ومنهم جدابني تميم مازن بن عمرو, ومازن بن مالك الذي كان حكما وقاضيا في سوق عكاظ وهو جد قطري بن الفجاءة ومن الصحابة في عهد الرسول مازن العماني.
واسم مازن من المزن وهو السحاب الممطر, وكذلك مزنة , وفي القرآن( أأنتم انزلتموه من المزن ام نحن المنزلون).
وكأن العرب كانوا يرون فيه معنى الخير والنماء والكثرة كما يرون ذلك في السحاب الممطر, لذلك سموا بيض النمل ( المازن) بالتعريف.
ويقولون تمزن فلان اي اشرق وجهه , والتمزن هو التفضل والتكرم .
وعلى كل فهو اسم عربي حلو خفيف على اللسان .
لو اتيح لك ان تعود الى بداية رحلة البحث والعطاء, هل كنت تختار الطريق ذاته, ولماذا ..? !
انا راض كل الرضا عن اختصاصي علمياً وعن سيري سلوكياً, ولو عدت الى البداية لأعدت الطريق نفسه, لأنني ارى ان اللغة اثمن ثروات الانسان فبها تطلع على ما سبقك , وبها تتعرف الى ما يعاصرك. وباللغة تخدم امتك ورسالتك وعقيدتك وترسخ انتماء الاجيال الى امتهم.
كيف يقضي د. مازن وقته , وماذا في الجعبة..?
لم يتغير نظام حياتي بعد بلوغي سن التقاعد عما كان عليه قبله , فأنا الآن القي عددا قليلا من المحاضرات والدروس, ثم لاتسأل صديقاً للكتاب كيف يقضي وقته .. انني اتمنى ان تطول الساعة ساعتين واليوم يومين لأزداد قراءة ومطالعة.
اذا سمحت لي ان انتقل الى الجانب الآخر, جانب العطاء وهو ثر وغزير , ولنبدأ من تحقيق ( مغني اللبيب) وقد قلتما في المقدمة : إن المغني كان اكثر اغناء لأهل عصره منه لنا اليوم فقد كانوا اصبر على العلم منا, وسؤالي: أين موقع مغني اللبيب اليوم بالنسبة لدارسي النحو, وقد كنا نسميه في الجامعة: (مفني اللبيب)
مازال كتاب( مغني اللبيب) هو الكتاب المعتمد في كثير من المعاهد العليا والكليات الجامعية لما يتمتع به من خصائص في مضمونه ومنهجه . على ان ما ذكرته من نظرتكم اليه يعود الى وضعه بين ايدي الطلاب قبل وصولهم علمياً الى مستواه,فالمغني ليس لكل دارس ولا لكل طالب نحو, ورحم الله ابن هشام فقد سلك في مؤلفاته طريقة التدرج من شرح القطر الى شرح الشذور الى اوضح المسالك الى المغني . فمن قفز وتجاوز فلا بد ان يتعثر .
لنعد الى قضية النحو, لماذا لما نصل بعد الى طريقة مثلى في تعليمه سواء في المدارس ام الجامعات...?