السلام عليكم
حقيقة منذ سمعت بغمكانية انتشار العصية الزرقاء الجرثومية في المشافي واهمية حرصنا على السلوك السليم فيها بحثت حول عدوى المشافي فوقعت على بحث هام جدا يجب ان يطلع عليها جمهور المواطنين والقراء الكرام:
رغم أن الأمر قد يبدو غريباً، إلا أن المنشآت الصحية قد تساعد على انتشار العدوى، و المشكلة لا تقتصر فقط علي كون هذه العدوى في مكان يعاني أغلب من فيه، من المرضى تحديدًَا، من حالات و درجات متفاوتة من الضعف، لكن المشكلة الأكبر هي أن الكائنات الدقيقة المسببة لهذا النوع من العدوى قد اكتسبت بحكم اختلاطها و مواجهتها علي المدي الطويل لعدد كبير من المضادات الحيوية و الفيروسية و مضادات الفطريات .. قد اكتسبت مناعة و مقاومة لهذه العلاجات، و هو ما يجعل مقاومتها و علاج ما تسببه من أمراض أمرًا شاقًا، لا سيما إذا كانت في صورة وبائية ..
إن مشكلة الأحداث الضائرة في الرعاية الصحية ليست حديثة، فلقد أشارت الدراسات التي أجريت في أوائل الخمسينات والستينات (1950- 1960) إلى هذه الأحداث، ولكن الموضوع ككل ظل مهملاً بدرجة كبيرة، ولقد بدأت جملة من البراهين في البزوغ في أوائل التسعينات عند نشر نتائج دراسة ممارسة هارفارد الطبية (Harvard Medical Practice) في عام 1991م.
و لقد قدمت البحوث التي تلت ذلك في استراليا و بريطانيا، و الولايات المتحدة الأمريكية وعلى الأخص الدراسة المنشورة في عام 1999م تحت عنوان: (أن تخطئ فهذا من سلوك البشر: بناء نظام صحي أكثر أماناً) To err is human: building a safer health system و التي قام بها معهد الطب في الولايات المتحدة الأمريكية، قدمت هذه البحوث معلومات أكثر و قفزت بالموضوع إلى قمة الاهتمامات على الأجندة الطبية، فأصبح في مقدمة الموضوعات المثيرة للجدل على مستوى العالم، و في هذه الآونة بدأت الكثير من الدول تنظر بجدية لهذه المشكلة بما فيها كندا- الدانمارك- هولندا- السويد- و الأعضاء الآخرين في منظمة التعاون و التنمية الاقتصادية OECD، و كذلك دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط.
و نحن إذ نتحدث عن عدوى المستشفيات و المنشآت الصحية باعتبارها تحديًا ينبغي علينا جميعًا أن نواجهه، فإن الهدف ليس الحديث عن العدوى و كيفية انتقالها، بل الهدف هو معرفة كيف نقاوم هذه المشكلة، لنتلافى آثارها الخطيرة علي المجتمع بأسره.
القسم الأول - تعريفات و مفاهيم أساسية
ما هي العدوي ؟ و ما هي عدوى المستشفيات ؟
ينبغي علينا أن نلم بعدد من التعريفات و المفاهيم الأساسية، قبل أن نخوض في الحديث عن عدوي المستشفيات، أو المنشآت الصحية لنكون أكثر استيفاء للواقع، فأي منشأة صحية، ابتداء من أصغر عيادة أو وحدة صحية نائية، و انتهاء بالمستشفيات العامة، كلها معرضة لهذا الخطر ..
أول ما يجب أن نعرفه هو ماذا تعني العدوى بالضبط ؟
العدوى في أبسط تعريفاتها تعني انتقال المرض من إنسان إلي آخر عن طريق انتقال الجرثوم أو الكائن المسبب للمرض من شخص إلي آخر، لكن هذا التعريف يبدو ناقصُا إذا علمنا أن المرض لا يتسبب بمجرد انتقال الجرثوم المسبب له من شخص إلي آخر، بل يجب علي هذا الجرثوم أن يخترق دفاعات الجسم الطبيعية و الحواجز التي خُلقت لصد مثل هذا الغزو، و التي تتمثل– علي سبيل المثال – في الجلد و الأغشية المخاطية و غيرها .. ثم إن الجرثوم المسبب للمرض لا بد و أن يصل الجسم بجرعة معينة، حتي يكون قادرًا علي إحداث المرض، و هو ما يعرف بالجرعة الممرضة الدنيا ..
و هكذا، و في ضوء هذه المعلومات، يمكننا إعادة تعريف العدوى علي أنها انتقال الجراثيم و الكائنات المجهرية الممرضة (الممرضات المجهرية) بتركيز يفوق الجرعة الممرضة الدنيا، بحيث تخترق الدفاعات الطبيعية للجسم و تصل إلي أنسجته الداخلية، أو المناطق المعقمة بطبيعتها في الجسم (و التي لا تحتوي في الأحوال العادية علي نبيت جرثومي، كالدم و السائل السحائي) و تستثير تفاعلاً يحاول به الجسم التخلص منها و القضاء عليها، و هذا التفاعل الأخير هو ما يعرف باسم الالتهاب ..
العدوى هي دخول الممرضات المجهرية بتركيز يفوق الجرعة الممرضة الدنيا بحيث تخترق الدفاعات الطبيعية للجسم
بعد هذا يمكننا الانتقال للتعريف المحوري في حديثنا هنا، و هو تعريف عدوى المستشفيات، أو المنشآت الصحية، فالطبيعي أن يدخل المريض حاملاً ممرضات مجهرية، هي التي سببت له المرض الذي كان سببًا في دخولها المنشأة الصحية من الأساس، لكن هل يعتبر هذا من عدوى المنشآت الصحية ؟
تُعرّف عدوى المنشآت الصحية بأنها العدوى التي تحدث للمريض أثناء تلقيه، أو بالتزامن مع تلقيه، العلاج في المستشفي أو أي منشأة صحية أخرى، علي النقيض من الأمراض التي كان مصابًا بها، أو في فترة حضانتها، لحظة دخوله المنشأة الصحية، و تشمل هذه الفئة – عدوى المنشآت الصحية - الأمراض التي تظهر بعد خروجه من المنشأة الصحية، و التي تعني أن عدواها قد أصابته أثناء تواجده فيها ..
و هكذا نري أن التعريف دقيق في تحديد مصدر هذه العدوي بأنها ناتجة بشكل مباشر عن الممارسة الطبية، كأن يستعمل الطبيب أساليب غير معقمة أثناء الحقن مثلاً، أو مصاحبة لوجود المريض في المستشفي نتيجة لحالة الضعف العام التي تعتريه، و نتيجة لوجود سلالات من الممرضات المجهرية أكثر شراسة من الأنواع البرية (الموجودة في الطبيعة) و ذلك لاحتكاكها المباشر و المستمر بالمضادات الحيوية و تطويرها لأساليب مختلفة لمقاومتها .. أما تلك الأعراض التي تظهر علي المريض بعد فترة وجيزة من دخوله المستشفي، و التي تميز – علي سبيل المثال – أحد الأمراض المزمنة، فإن هذا يعني أن المريض دخل المستشفي و هو في فترة الحضانة لهذا المرض، و بالتالي لا تعد هذه الأعراض نتيجة عدوى من المستشفي ..
هذه الدقة في تحديد مصدر العدوى و الممرض المسبب لها تنبع أساسًا من نقطتين مهمتين:
- أولاهما، أن معرفة نوع الممرض المجهري المسبب للمرض، و هل هو من الأنواع المقاومة للمضادات الحيوية و التي تتواجد في المستشفيات، أم من النوع البري القابل للإبادة بالمضادات الحيوية الموثقة .. معرفة هذا تحدد مسار العلاج، و هل سنستخدم العلاجات المعتادة، أم سنضطر للجوء لعلاجات أقوي، لأن الممرض المسبب للمرض مقاوم لها، و ما إلي ذلك ..
- ثانيهما، و هذه تقع تحت فئة الشئون القانونية، إذ أن إصابة المريض بعدوى أثناء تواجده في المستشفي أو أي منشأة صحية، فإنها تعني وجود خلل في برنامج مكافحة انتشار العدوى في هذه المستشفي أو المنشأة الصحية، و هو ما يستلزم معالجة هذا الخلل، و إجراء التحقيقات لمعرفة المتسبب فيه ..
و رغم أن تعريف عدوى المستشفيات اقتصر علي ذكر المريض، إلا أن الحقيقة هو أن الكل معرض للإصابة داخل المنشأة الصحية أيًا كان، ابتداءً من الطبيب، مرورًا بطاقم التمريض و عمال النظافة، و انتهاء بعامة الناس، سواء من زوار المنشاة الصحية، أو من الذين يحتكون لسبب أو لآخر بنفايات المنشآت الصحية، و التي تعد أحد مصادر نشر العدوى علي نطاق واسع ..
كيف تحدث العدوي ؟
توجد بداخل أجسام الأشخاص الأصحاء كائنات حية نافعة و لازمة للحصول على صحة جيدة، فالبراز يحتوي على حوالي 10 13 بكتريا في كل جرام حيث تساعد في عملية الهضم، كما يتراوح عدد الممرضات المجهرية الموجودة على الجلد ما بين 100 و 10000 من الميكروبات في كل سم2 ، و يفرز النبيت الجرثومي للجلد مواداً مفيدة لصحة هذا الجلد، و العديد من فصائل الممرضات المجهرية تعيش على الأغشية المخاطية و تكون نبيتاً جرثومياً، و لكن لا تصاب هذه الأنسجة بالعدوى. أما عندما تصل الممرضات التي تخترق الجلد أو حاجز الأغشية المخاطية إلى الأنسجة الواقعة تحت الجلد و العضلات و العظام و تجاويف الجسم (مثال ذلك: التجويف البلوري و المثانة) الذي يكون معقمًا بطبيعته (أي أنه لا يحتوي على أي كائنات مجهرية)، فيمكن أن تحدث العدوى نتيجة رد فعل الجسم العام أو الموضعي لهذا الاختراق مع ظهور أعراض سريرية.
لا تتم الإصابة الحتمية بالعدوى عند وجود عدد ضئيل من الممرضات المجهرية داخل الأنسجة أو حولها، و لكن عندما يزداد العدد عن حد معين، و هو ما يعرف بالجرعة الممرضة الدنيا، فمن المتوقع أن يصاب ذلك النسيج بالعدوى، و يختلف ذلك تبعاً لنوع الممرض المجهري و موضع دخوله من الجسم. و فيما يتعلق بالأمراض التي تنشأ داخل المستشفيات لا تكفى أعداد قليلة من الممرضات المجهرية لإحداث المرض، فمثلاً تزيد الجرعة اللازمة لإحداث المرض بواسطة الكلبسيلات Klebsiella و Serratia spp وأنواع المعويات Enterobacteriaceae عن 100000 (510) من الوحدات المكونة للمستعمرة/ملم، على عكس الحال مع فيروس التهاب الكبد نوع "بي" الذي يكفى فيه وجود 10 فيروسات لإحداث الإصابة.
أهمية برنامج مكافحة العدوى في المنشآت الصحية
تعتبر تلك الأمراض التي تنشأ أو تتم الإصابة بها داخل المستشفيات من أهم أسباب الوفاة، كما أنها تتسبب في ارتفاع حدة الإصابة ببعض الأمراض لدى المرضى الذين يتلقون خدمات الرعاية الصحية، وهذه الأمراض التي تأتى كمضاعفات لأنشطة الرعاية الصحية تتسبب في إهدار موارد الرعاية الصحية وزيادة التكلفة، حيث يرتبط ذلك بزيادة تعاطى الأدوية وإجراء الدراسات المعملية وتوفير المؤن للمرضى بالإضافة إلى إطالة فترة البقاء بالمستشفيات، الأمر الذي قد يؤثر بالسلب على حياة المرضى حتى بعد الخضوع للعلاج، ومن ثم لا بد من مكافحة هذه العدوى والحد من انتشارها حتى مع قلة الموارد لأنها عالية المردود.
تقرير لشبكة فوكس الأمريكية حول مستشفى سانت جوزيف، و برنامج مكافحة العدوى فيها، متضمنًا فكرة عامة عن أهمية برامج مكافحة العدوى في المستشفيات
و بعيدًا عن التأثير الفردي علي المرضي، فإن المجتمع يتأثر بعدوى المستشفيات تأثرًا كبيرًا، خصوصًا في النواحي الإنتاجية و الاقتصادية، إذ تضعف قدرة الفرد علي الانتاج نتيجة لإصابته المزمنة، أو علي الأقل إصابته التي تبلغ من الشدة ما يطيل فترة نقاهته، و هي فترة تقل فيها إنتاجيته بشكل كبير .. و بالإضافة لقلة الإنتاج، فإن العبء المالي علي الدولة ربما يكون من الضخامة بحيث يشكل بمفرده ميزانية منفصلة ..
ففي بريطانيا تسبب الإقامة الطويلة بالمستشفيات، و التي يتأتي بعضها نتيجة عدوى المنشآت الصحية، بمفردها تكاليف تبلغ حوالي مائتي مليون جنيه إسترليني في السنة، وتكلف دعاوي النزاعات "الخدمة الصحية الوطنية" حوالي أربعمائة مليون استرليني سنوياً، بالإضافة إلى احتمال 2400 مليون جنيه إسترليني للدعاوي القائمة و المتوقعة، بينما تقدر التكلفة الناجمة عن عدوى المستشفيات المكتسبة (15 % منها يمكن تفاديها) تقريباً بمليار جنيه إسترليني في السنة.
أما في الولايات المتحدة الأمريكية فتقدر التكاليف الوطنية الإجمالية للأحداث الطبية الضائرة بما فيها الدخل الضائع، الإعاقة و النفقات الطبية فيما بين 17000 - 29000 مليون دولار أمريكي سنوياً، ويضاف إلى تلك التكاليف تآكل الثقة و انخفاض مستوى الرضا فيما بين الجمهور و مقدمي الخدمات الصحية.
و يشيع اعتقاد خاطئ بأن برامج مكافحة الأمراض المعدية مكلفة وتفوق إمكانيات معظم المستشفيات، ولكن العكس هو الصحيح، حيث أن مكافحة عدوى المستشفيات يعتمد على التصرف الفطري السليم والممارسات الآمنة، ويمكن أن يتم تطبيقه بأقل التكاليف، فبرنامج مكافحة العدوى المصمم بطريقة متوازنة يوفر مبالغ لا بأس بها للمستشفى. على سبيل المثال يمكن مكافحة العدوى بين المرضى الموجودين في وحدات الرعاية المركزة عن طريق تنظيف الأيدي جيداً وعن طريق الالتزام بالأساليب مانعة التلوث وذلك بدلاً من وصف المضادات الحيوية المكلفة التي قد تتسبب في حدوث مشكلات أخرى.
دورة انتقال المرض أو سلسلة العدوى
لا تحدث العدوى إلا مع وجود العناصر الأساسية المؤدية إلى ذلك وهذه العناصر هي: عامل مسبب للعدوى، ومصدر لهذا العامل، وعائل معرض للإصابة بهذا العامل، والأهم من ذلك كله وجود طريقة ينتقل بها العامل من المصدر إلى العائل، ويعرف التفاعل بين هذه العناصر جميعاً باسم "سلسلة العدوى" أو "دورة انتقال المرض" ويركز ذلك التفاعل على الروابط والعلاقات بين جميع هذه العناصر.
و يهدف التركيز علي دورة انتقال المرض أو سلسلة العدوى إلي أنها الهدف الذي تتوجه إليه برامج مكافحة العدوي، خصوصًا وسيلة انتقال العدوى، لأنها النقطة التي يمكن أن نكسر عندها هذه السلسلة، و نمنع بها انتقال العدوى.
المكونات الستة لدورة انتقال المرض
- العوامل المسببة للعدوى: و هي تلك الممرضات المجهرية التي يمكن أن تتسبب في الإصابة بالعدوى أو المرض، و تشمل البكتريا و الفيروسات و الفطريات و الطفيليات.
- مخزن العدوى: و هو المكان أو الكائن الذي تعيش فيه الممرضات المجهرية و تنمو و تتكاثر، و قد يكون في الإنسان أو الحيوان أو النبات أو التربة أو الهواء أو الماء أو غير ذلك من المحاليل أوالأدوات والمعدات المستخدمة في المستشفيات، و التي قد تكون مكمناً لمسببات المرض.
- أماكن الخروج: يطلق على الطريق الذي تخرج من خلاله العوامل المسببة، و يمكن للكائن المسبب للعدوى أن يخرج من المكمن من خلال الدورة الدموية أو الفتحات الموجودة بالجلد (مثل الجروح السطحية، والجروح العميقة، والمواضع التي خضعت للجراحة و الطفح الجلدي) و الأغشية المخاطية (مثل العيون و الأنف و الفم) و الجهاز التنفسي (مثل الرئتين) و الجهاز البولي والتناسلي و الجهاز الهضمي (مثل الفم و الشرج) أو المشيمة، و ذلك عن طريق الدم أو الإفرازات أو الرذاذ الذي يأتي من هذه الأجزاء من الجسم.
- طرق الانتقال: تطلق على الطريقة التي تنتقل بها الميكروبات من المخزون إلى العائل المعرض للإصابة، وتوجد خمس طرق لانتقال العوامل المعدية وهي :
- التلامس: قد ينتقل الكائن المسبب للعدوى مباشرة من المكمن إلى العائل المعرض للإصابة عن طريق اللمس (مثال ذلك: المكورات العنقودية Staphylococcus) والعلاقة الجنسية (مثال: داء السيلان، فيروس العوز المناعي البشري "HIV") ويعتبر التلامس من أهم طرق انتقال العدوى وأكثرها شيوعاً في المستشفيات ويمكن تقسيمه إلى نوعين فرعيين:
- الاتصال المباشر: و يعنى به انتقال الميكروبات نتيجة تلامس سطح جسم شخص مصاب بالمرض مع سطح جسم آخر عرضة للإصابة بذلك المرض اتصالاً مباشرًا دون و سيط.
- الاتصال الغير مباشر: ويعنى به تلامس المعرض للإصابة بالمرض مع مادة ملوثة مثل المعدات والإبر و الضمادات الطبية الملوثة أو الأيدي الملوثة للقائمين على خدمات الرعاية الصحية أو القفازات الملوثة التي لم يتم استبدالها عند التعامل مع المرضى.
- الانتقال عن طريق الرذاذ: و يقصد به انتقال الممرضات المجهرية عن طريق الرذاذ الناتج عن الشخص مصدر العدوى أثناء قيامه بالتحدث أو العطس أو السعال أو الناتج عن بعض الإجراءات الطبية مثل عمل منظار الشعب الهوائية أو أجهزة شفط السوائل من الجهاز التنفسي، و ينتشر ذلك الرذاذ الملوث عبر الهواء لمسافة قصيرة لا تزيد عن متر أو اثنين، و يتم دخوله إلى جسم العائل عن طريق الفم أو مخاط الأنف أو داخل العين في الملتحمة، ويتميز الرذاذ بالكثافة التي لا تسمح له بأن يستمر معلقاً في الهواء.
- الانتقال عن طريق الهواء: قد ينتقل العامل المسبب للعدوى عبر نويات رذاذية صغيرة جداً (أقل من أو تساوى 5 ميكرونات) تحتوى على كائنات دقيقة تظل معلقة في الهواء الذي يحملها لمسافات بعيدة جدًا، بخلاف القطيرات الكبيرة، ثم يقوم العائل المعرض للإصابة بالمرض باستنشاق تلك النوايا الصغيرة ومن أمثلتها الحصبة و السل، و تظل هذه النوايا الصغيرة معلقة في الهواء لفترات زمنية متغايرة و هنا تفيد الاستعانة بأساليب التهوية الجيدة لمنع انتقال هذه الممرضات.
- الناقل الوسيط: قد تنتقل الممرضات المجهرية بطريقة غير مباشرة إلى العائل المعرض للعدوى عن طريق مادة ملوثة بالعامل المسبب للعدوى، و من هذه النواقل الطعام (مثال ذلك: السلمونيلا)، و الدم (مثال فيروس الالتهاب الكبدي (بي) و فيروس الالتهاب الكبدي (سي) و فيروس نقص المناعة لدى الإنسان) و الماء (الكوليرا و الشيجلا)، و الأدوات الملوثة (مثال فيروس التهاب الكبدي (بي) وفيروس الالتهاب الكبدي (سي) وفيروس العوز المناعي البشري "الإيدز").
- العائل الوسيط: يمكن أن تنتقل الممرضات المجهرية للعائل المعرض للإصابة عن طريق الحشرات و غيرها من الحيوانات البين فقارية (مثال: البعوض الذي قد ينقل الملاريا و الحمى الصفراء وحمى الوادي المتصدع، و البراغيث التي قد تنقل الطاعون).
- أماكن الدخول: تمثل أماكن الدخول الطريق الذي تسلكه الممرضات المجهرية لتدخل جسم العائل المعرض للإصابة، و تتشابه أماكن الدخول مع أماكن الخروج، فما دام هذا الجزء من الجسم يسمح بخروج الممرض المجهري منه، فإنه قد يسمح بدخوله إذا كانت الظروف مهيأة لذلك.
- العائل المعرض للإصابة: هو الشخص الذي يمكن أن يصاب بالعدوى عن طريق الممرضات المجهرية، وقد يكون هذا العائل هو المريض أو العامل بمجال الرعاية الصحية أو الأفراد العاملين كمساعدين بالمستشفى أو زوار المستشفى و غيرهم من أفراد المجتمع، و يختلف العائل باختلاف العامل المسبب للمرض، و يساعد التطعيم ضد أنواع معينة من الممرضات المجهرية في تقليل الإصابة بالأمراض التي تسببها.
المصدر
http://knol.google.com/k/%D9%85%D9%8...8A%D8%A7%D8%AA
يتبع