وشاح القدس
عبدالوهاب محمد الجبوري
قال يحدث نفسه انه من قوم تمسكوا بحبل الله فاصطفاهم حتى ملكوا الجهات الأربعة وجبهة الشمس ومدارات النجوم وحملوا السحب نشيد حب لتهطل أينما شاءت ثمارها ، فأيقن أن هذا أوان القدس أن تحج حول نفسها وتلبس وشاح الله يوم عرسها ... أوحى إليه ربه أن زفافها قد اقترب تحت قوس الأمة المنتصرة ..
ومثلما كان صبر الرافدين رقيبها كان يسعى إليها ذيبها ويحوم حوله ذئابها ، كانت القدس تملأ كيسها زعترا وحطبا وصهيلا وتورده منهلا عذب المذاق حتى قام على انف المشيب شبابها فصارت المسافة بين زفافه وخضابها كالمسافة بين الواحد والعشرة ..
***