منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 4 من 4
  1. #1

    جيهان السادات: عرفت بموعد الحرب

    جيهان السادات: عرفت بموعد الحرب حين طلب زوجي حقيبة المبيت خارج المنزل

    تاريخ النشر : 2010-10-05
    القراءة : 10531

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    غزة - دنيا الوطن
    كشفت زوجة الرئيس المصري الراحل أنور السادات، السيدة جيهان السادات، عن أنها لم تكن تعرف بموعد حرب السادس من أكتوبر (تشرين الأول) عام 1973 التي شنتها مصر لتحرير أرض سيناء من الاحتلال الإسرائيلي، إلا حين طلب منها زوجها أن تجهز حقيبته الخاصة التي اعتاد أن يصطحبها معه حين يعتزم المبيت خارج المنزل.
    وأضافت في حوار مع «الشرق الأوسط» في القاهرة أن أول كلمة قالها لها السادات بعد عبور الجيش المصري لقناة السويس وصولا لسيناء: «أولادي حققوا النصر»، موضحة أنها حين قالت للرئيس السادات إن الجنود مستاؤون مما حدث من اختراق الجيش الإسرائيلي لصفوف الجيش المصري فيما يعرف بالثغرة، هز الرئيس رأسه بما معناه أن هناك ما يبرر هذه الخطوة، مشيرة في الوقت نفسه إلى أنها لم تكن في البداية متأكدة من قدرة الجيش المصري على تحقيق الانتصار في تلك الظروف.

    وقالت: إن السادات هدد بنسف الإسرائيليين الذين اخترقوا الجبهة المصرية في «الثغرة»، من خلال محادثة هاتفية كانت تدور بينه وبين وزير الخارجية الأميركي في ذلك الوقت، هنري كيسنغر، مشيرة في ذكرياتها عن حرب أكتوبر إلى أنها كانت تلاحظ أثناء الإعداد للحرب ضباطا يدخلون ويخرجون في قصر الطاهرة (إحدى دور الضيافة الرئاسية شرق القاهرة)، قائلة إن السادات كان يرتدي زيه الرسمي ويقول: «أنا سأحارب».

    وأضافت أن زوجها قال لها في أول لقاء لهما بعد الحرب، والفرحة ترتسم على وجهه: أولادي يا جيهان حققوا النصر. وتحدثت زوجة الرئيس الراحل عن طبيعة الحياة الأسرية مع زوجها، قائلة إنه منذ أول يوم زواج كان هناك اتفاق بينهما على أن كلا منهما له خصوصيته، وفيما يلي نص الحوار..

    * هل كنت تعرفين بموعد حرب السادس من أكتوبر من الرئيس السادات؟

    - كنت أشاهد كل يوم ضباطا يدخلون ويخرجون في قصر الطاهرة (إحدى دور الضيافة الرئاسية شرق القاهرة). كان السادات يرتدي زيه الرسمي و«رايح جاي» مع القادة، وكان يقول: «أنا سأحارب». أنا كزوجة محبة لزوجها كنت قريبة منه جدا.. كنت معه لحظة بلحظة، ومطلعة على كل ما يحدث. كان إحساسي أن هناك حربا، لكن متى؟ لا أعرف.. مثلي مثل الشعب المصري كله، الذي كان يعرف أن السادات سيحارب.

    * ومتى بالتحديد عرفت أنه سيحارب؟

    - عرفت أن الحرب قد أوشكت عندما قال لي السادات: «يا جيهان حضري الشنطة (حقيبة السفر). أنا هبات برة (خارج المنزل)». فهمت وقتها أن الحرب اقتربت.. وأدركت أنني لو سألته أي سؤال فلن يرد علي؛ لأنه كان هناك اتفاق بيننا منذ أول يوم زواج على أن كلا منا له خصوصيته، وألا يتدخل أي منا في شؤون الآخر ومسؤولياته؛ لذلك لم يسمح لي يوما بالتدخل في عمله أو السؤال عن تفاصيله.

    * وماذا حدث بعد ذلك؟

    - جهزت له (الشنطة) كما طلب. بعدها نزلنا إلى حديقة القصر، وسألته عما إذا كان يجب أن أحصل على إجازة للأولاد من مدارسهم، فرفض قائلا إنهم مثلهم مثل الآخرين، عليهم أن يستمروا في الدراسة. وبدوري، كزوجة، أخذت أشجعه.. أقول له: «ربنا معك.. ربنا يعرف أنك تريد أن تأخذ حق بلدك، وأنك لا بد أن تدافع عن مصر وتعيد لها حقوقها». وقلت له: «حتى لو، لا قدر الله، انهزمت، فإن العالم كله سيشهد أنك حاولت، وأنك وقفت مرة واحدة ضد العدو الإسرائيلي».

    * وماذا كان رد فعل الرئيس؟

    - رفع رأسه ونظر إلى السماء وقال: بإذن الله أنا منتصر. لقد كانت لديه ثقة كبيرة في الله. هذه الثقة تعود إلى التدريبات الجيدة والاجتماعات اليومية التي كان يعقدها مع قيادات الجيش، هذا بالإضافة إلى التنظيم السليم، واتباع عنصري المفاجأة والتمويه مع إسرائيل، كما أن الرئيس السادات كان يتعامل مع قيادات الجيش كأنهم أسرة واحدة، وكان دائما يقول: «الجنود أولادي»، علاوة على ثقته بالجنود؛ حيث كان يقول: «الجنود الذين حاربوا في 1967 (التي أسفرت عن احتلال إسرائيل لسيناء وأراض عربية أخرى) هم أنفسهم الذين سيحققون النصر في 1973».

    * هل تتذكرين أول لقاء لك مع الرئيس السادات بعد الحرب؟ وماذا قال لك فيه؟

    - فور علمي بالحرب خرجت إلى المستشفيات لزيارة الجرحى وأداء دوري في إسعاف المصابين؛ حيث كانت لي خلفية كبيرة في التمريض منذ عام 1967. بعدها رجعت إلى قصر الطاهرة ووجدته هناك. كان هذا هو أول لقاء بيننا، وكانت السعادة والفرحة ترتسمان على وجهه.. كان فخورا بالجنود. وأول كلمة قالها: «أولادي يا جيهان حققوا النصر».

    * هل تتذكرين تفاصيل ملامح وجه الرئيس السادات ليلة حرب أكتوبر؟

    - ما كنت أشاهده ليلا ونهارا هو أنه لم يكن مهموما، لكنه كان مشغولا بشيء ما لدرجة كبيرة، وكان حريصا على ألا يخرج سر موعد الحرب حتى لأقرب الناس إليه.

    * وهل لاحظت أي تغير في انفعالات الرئيس بعد الحرب لم يكن فيها قبلها؟

    - السادات كان طبعه هادئا في عز الأزمات. لم يكن يجعلك تنهار أو تنفعل وقت الأزمة، ويمنحك دائما إحساسا بأن كل شيء (تمام)، سواء قبل الحرب أو بعدها.

    * حدثينا عن شعورك وقتما سمعت أن الحرب بدأت بين مصر وإسرائيل.

    - كنت خائفة وأصبت بـ«خضة» (فزع)؛ لأنني عشت حرب 1967، وكنت بين الضباط والجنود في المستشفيات، وبصراحة لم أكن أرى أن النصر سيكون مضمونا بنسبة 100%، لكن السادات كان مطمئنا.

    * حدثينا عن ذكرياتك مع الجنود المصابين في الحرب أثناء زياراتك لهم في المستشفيات.

    - الجنود في المستشفيات كانوا ينادونني بـ«ماما جيهان». وذات يوم دخلت على أحد الجنود وقال لي: يدي هذه هي التي رفعت علم مصر على أرض سيناء. وقتها انحنيت وقبلت يده. ولم يصدق من كانوا معي أن زوجة الرئيس تقبل يد أحد الجنود، حتى وسائل الإعلام وقتها، لم تتحدث عن القصة خوفا من الحرج. وكان ردي عليهم: «هذا شرف لي أن أقبل يد هذا الجندي؛ لأنه بطل قومي، وأنا أفتخر به؛ لأنه رفع العلم».

    * وماذا عن تفاصيل ثغرة الدفرسوار التي حدثت في معركة السادس من أكتوبر (التي اخترق فيها الجيش الإسرائيلي أحد صفوف الجيش المصري بسيناء)؟

    - كنت يوميا أخرج من قصر الطاهرة (بالقاهرة) إلى المستشفيات لزيارة الجرحى. وينزل الرئيس إلى غرفة العمليات في بدروم (قبو) القصر. وفي ذات يوم وبالتحديد بعد 16 يوما من حرب أكتوبر، كنت في زيارة لجناح الضباط بمستشفى القبة (بالعاصمة)، ووجدت حالة من الحزن الشديد قد ارتسمت على وجوه الضباط والجنود. وكانوا يقولون إنها ستضيع من مصر ويقصدون (موقعة الثغرة). لم يكن لدي رد وقتها لأقوله للجنود، غير أنني قلت: انتظروا. أكيد الرئيس لديه أشياء عن الثغرة، لا يعرفها أحد غيره. وعندما رجعت مساء إلى القصر، وأثناء العشاء، كنت أحكي للرئيس ماذا يقول الضباط والجنود عن الحرب، والقصص البطولية التي قاموا بها، وكنت أقول له: رأيت رجالا خلقوا للبطولة والفداء للوطن وترابه، وإن كل جندي يحكي حكايته وكأنه يحكي عن فرحه الخاص. قلت للرئيس: الجنود يشعرون بالضيق مما حدث في الثغرة.. هنا هز رأسه وقال: «بكرة هيعرفوا الحقيقة».

    * من وجهة نظرك.. ما قصة الثغرة؟

    - تتلخص قصة الثغرة في أن أميركا أرادت تحسين وضع إسرائيل في مفاوضات إنهاء الحرب، فأمدتها بمعلومات عن أماكن الضعف في الجيش المصري بواسطة القمر الاصطناعي. وكانت عند الإسرائيليين معلومات كاملة عن كل ما يحدث في مصر، في الوقت الذي كانت فيه مصر لا تملك أي شيء عن إسرائيل، وبموجب المعلومات الأميركية تمكن الجيش الإسرائيلي من تطويق الجيش الثالث الميداني المصري من خلال ما عرف بثغرة الدفرسوار. كانت الثغرة بين الجيشين الثاني والثالث الميداني على امتداد الضفة الشرقية لقناة السويس. أدى هذا التطويق إلى تدمير دبابات مصرية بكامل أطقمها، ناهيك عن الخسائر البشرية وخسائر المعدات، وهو ما تم اعتباره ضربة موجعة للمدرعات المصرية. وفي إحدى الليالي سمعت السادات يقول لوزير خارجية أميركا حينذاك، هنري كيسنجر: أنا ممكن أنسفها. ورد عليه كيسنجر: هدئ من روعك، ولا تتسرع، سوف نحلها بالمفاوضات.

    * وهل حدث هجوم من الداخل على السادات بعد الثغرة؟

    - بالفعل حدث هجوم كبير عليه، وظهرت (نكت) كثيرة على السادات كان أشهرها «أن السادات راح للترزي، يحط له جيب، بدل الجيب اللي عنده، أي الثغرة». ولكن «عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم»، فلقد جاءت الثغرة في صف مصر.

    * تتحدثين دوما عن علاقة حب رومانسية جمعتك بالرئيس.. حدثينا عنها؟

    - كانت حياتنا تسير في إطار من الاحترام والتفاهم والمودة، وكان يحبني بشدة، ولا يسمح لأحد مهما كان بالتطاول علي ولو بكلمة، وكانت رحلتي مع الرئيس جميلة مليئة بالحب والاحترام والتقدير، فكانت حياة رائعة بكل معنى الكلمة. ولا أنكر أنه كانت تحدث بيننا خلافات كتلك التي تحدث في كل بيت، لكنها أبدا لم تخرج عن إطارها المعتاد. فالسادات كان إنسانا وزوجا وأبا مثاليا في عز مجده، وكان لديه إحساس وشعور كبير تجاه بيته وأسرته على الرغم من مسؤولياته الكبيرة، وكان موعد عشائه كل يوم الساعة السابعة مساء وكان موعدا مقدسا مع أولاده، يجلس معهم ويتسامر ويعرف مشكلاتهم.

    * وما طقوسك صباح يوم السادس من أكتوبر كل عام؟

    - أحرص عادة على التواجد في مصر خلال هذه الفترة من كل عام لإحياء ذكرى زوجي الراحل، وأزور أنا وعدد كبير من المواطنين قبر الرئيس السادات، الذي أعيش حتى الآن على ذكراه. فقد كان يتمتع بخفة ظل لا مثيل لها. وعلى الرغم من مرور 29 عاما على رحيل أنور السادات فإنه دائما في قلبي وعقلي وفكري وأشعر أنه معي. فالسادات كان رجلا واحدا في كل ما قام به من أعمال، وكان هدفه الأول خدمة مصر، وكان عشقه الأول لها، ليس بالكلام ولكن بالفعل، انغمس في العمل السياسي، وقاسى كثيرا، ولم يكن أبدا يحسب المقابل أو المردود من أفعاله.

  2. #2

    رد: جيهان السادات: عرفت بموعد الحرب

    وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر

    تاريخ النشر : 2010-10-06

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    غزة - دنيا الوطن
    قاد اللواء أحمد رجائي عطية، العمليات الخاصة بجنوب سيناء خلال فترة حربي الاستنزاف و6 أكتوبر (تشرين الأول) 1973، وتطلبت منه هذه المسؤولية التخطيط لعمليات خلف خطوط العدو قاد اثنتين وأربعين عملية منها بنفسه.
    وبعد مرور سبعة وثلاثين عاما على هذه الحرب، يتذكر لواء الصاعقة مع «الشرق الأوسط» بعضا من تجاربه في ساحة المعركة، التي يصر على تسميتها كذلك، مؤكدا أن حرب أكتوبر لم تكن إلا حلقة في سلسلة طويلة من المعارك التي بدأت عام 1967 ومثلت في مجموعها الحرب الأطول أمدا.

    * ماذا كانت طبيعة مهمتك الرئيسية خلال حرب أكتوبر؟.

    - كلفت وحدتنا، التي كان قوامها نحو ألف وخمسمائة فرد، بعدة مهام خلال معركة أكتوبر، ولكن أهم ما كلفنا به كان قطع خطوط ارتباط العدو في سيناء، أي عزل القوات الإسرائيلية المرابطة في جنوب سيناء عن تلك التي كانت معسكرة في الأجزاء الشمالية منها، وكان الهدف أيضا السيطرة على جنوب سيناء وخاصة منطقة شرم الشيخ ورأس نصراني بغرض إغلاق خليج العقبة أمام الملاحة الإسرائيلية لاستخدامها كورقة ضغط على إسرائيل للانسحاب من سيناء أو للتفاوض كما يتراءى للقيادة السياسية.

    * وما طبيعة التحدي الذي واجهكم خلال تنفيذ تلك المهمة؟

    - التحدي الذي واجهنا كانت له عدة محاور، أولها كيفية الانتقال إلى خلف خطوط العدو دون رصد، وقد فعلنا هذا عبر الانتقال بالمروحيات (طائرات الهليكوبتر) على ارتفاع منخفض للغاية لا يتعدى الأمتار الثلاثة، ومن ثم تنفيذ عمليات الإبرار. ونلاحظ في هذا الصدد أن الإسرائيليين لم يكونوا يتوقعون تنفيذ عمليات من هذا النوع برا، ولهذا فقد تركزت استعداداتهم في البحر، ظانين أننا سنختار هذه الساحة للهجوم، وقد اخترنا مراوغة هذه الرقابة المكثفة على البحر وتنفيذ العمليات عبر الانتقال جوا ثم الإنزال في مناطق لا يتوقعها.

    * وكيف نقلتم السلاح الذي كنتم تنفذون به هذه العمليات؟

    - كان هذا من التحديات المهمة جدا، فقد كان علينا تنفيذ عمليات التفجير وتكبيد العدو الخسائر بأسلحة خفيفة لا تتكافأ مع الترسانة الموجودة على الجانب المقابل. وكان نقل الكثير من العتاد خلال هذه الرحلات كفيل بإفشالها من بدايتها. وقد نفذنا المهمات التي كلفنا بها باستخدام الأسلحة التقليدية لقوات الصاعقة. وأحب أن أنوه هنا إلى أن البدو في هذه المنطقة قاموا بمساعدة القوات المسلحة على خير وجه، وقمت بنفسي بإعداد وتدريب مجموعة منهم تقدر بنحو ثلاثة عشر فردا من الشباب على فنون الاستطلاع والمراقبة والتصوير وزرع الألغام والضرب بالصواريخ، ونجحوا في إتمام المهام التي كلفوا بها على خير وجه.

    * وهل هناك لحظة لا تنساها في هذا المضمار؟

    - هناك لحظات، ولكن لعل أكثرها ثباتا في الذاكرة تلك التي تمكنت خلالها من التسلل وحدي إلى موقع في جنوب سيناء لاستكشاف مطار سري كانت طائرات العدو تقلع منه لتضرب طائراتنا في البحر الأحمر بمجرد إقلاعها، وقد قررت القيام بهذه المهمة بنفسي لخبرتي بدروب جنوب سيناء التي أحفظها عن ظهر قلب حتى أذهلت بعض الأعراب. وتنكرت في زي بدوي واستقللت زورقا نحو ساحل بجنوب سيناء، واتفقت مع المراكبي على أن يحضر إليّ بعد تسعة أيام. فقد كان ذهابي يستغرق أربعة أيام وكذلك رحلة العودة أما اليوم التاسع فقد كان احتياطيا، وأعطيت المراكبي حبلا عقدت فيه عقدة واحدة، ونبهت عليه بأن يعقد كل يوم عقدة حتى أحضر إليه في اليوم التاسع في نفس المكان. وبالفعل شققت طريقي عبر التضاريس الوعرة لأصل إلى الموقع الذي كان داخل مساحة لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال عبور «نقب» بين الجبال، والنقب ممر ضيق في الوادي بين جبلين، ولما عبرت هذه النقطة، وضعت يدي على فتيل قنبلة كنت قد وضعتها في جيبي سرا، رغم مخالفة هذا لتعليمات المهمة، ولكني لم أكن لأقبل بوضع الأسير أبدا، فخبأت هذه القنبلة لتكون ملاذي الأخير لو انكشف أمري رغم تنكري في زي الأعراب. ولكن كانت المفاجأة بأني تقدمت بثبات عابرا هذا النقب، ثم ألقيت التحية على من كان يحرسه من جنود العدو، فلم يلتفتوا إليّ وكأنما عميت أبصارهم، لم يكن هناك تفسير لهذا الموقف سوى أن الله أغشى أبصارهم كما جاء في الآية الكريمة.

    * وهل كانت هذه هي اللحظة التي لا تنساها؟

    - ليس هذا بالضبط، ولكن بعد أن أتممت هذه العملية عدت في اليوم التاسع لأجد المراكبي في انتظاري كما كان الاتفاق، ولا أنسى أنني اضطررت لاستعمال العنف معه غير مرة، لأضطره إلى تنفيذ تعليماتي التي كانت عصية على فهمه، ومنها مثلا أن أمرته بإيقاف محرك الزورق لوجود بارجة إسرائيلية تقترب منا وكانت على وشك رصدنا، كان يظن أن التصرف الصحيح هو الهروب بأقصى سرعة، أما خبرتي مع العدو فقد كانت تشير إلى أنه لا يلجأ إلى المراقبة بالعين المجردة إلا فيما ندر، ويعتمد على استعمال الرادار، وقد كان من السهل رصدنا راداريا إذا شغل المحرك، ولهذا أفلتنا من أمامهم ولم ينجحوا في معرفة طريقنا، وقد اخترت سبيلا أبعد لأصل إلى الساحل المصري.

    * متى عرفت بموعد معركة 1973 كما تفضل أن تسميها؟

    - كنت من بين العسكريين الذين يعدون على أصابع اليد الذين علموا بموعد قيام الحرب في الرابع من أكتوبر (تشرين الأول) عام 1973، فقد كانت مهمتي تقتضي هذا، ولكن بعد أن تم تغيير خطط التدريب لأكثر من مرة لتجنب تسريبها للعدو. كلفت من قبل الفريق محمد صادق للقيام بتدريب قوات الصاعقة المكلفة بالمهمة والتي كانت ستتم بواسطة أربعين قاربًا مطاطيا ومروحيات وناقلات بحرية للجنود واخترت منطقة الفيوم لاستغلال بحيرة قارون للتدريب على العبور بالقوارب وأعمال القتال في الجزء الغربي من الجبال المحيطة بالبحيرة التي تتشابه إلى حد ما مع الطبيعة الجبلية لسيناء.

    * ولكن ألم يكن هناك خطر تسرب هذه الخطة للجيش الإسرائيلي؟

    - بالفعل، كان لا يعلم بتفاصيل الخطة إلا أنا وعدد من قيادات القوات المسلحة، ومن قوات الصاعقة رئيس العمليات المقدم صالح فضل والمقدم فاروق الفقي رئيس الفرع الهندسي لقوات الصاعقة – وقد تحملت مسؤولية تدريب أربعين صف ضابط حديثي التخرج للتدريب على قيادة القوارب وصيانتها وكذلك الملاحة البحرية، وما يصاحب ذلك من عمليات الإنزال البحري والإبرار الجوى لقوات الصاعقة.. إلا أنه وقبل انتهاء التدريب الذي استمر قرابة الشهر رصدت وحدات الاستطلاع، والاستطلاع اللاسلكي وجود تدريب للعدو بنفس الأسلوب. مما يدل على أن هذه الخطة قد تسربت للعدو.. وفعلا استدعاني الفريق محمد صادق مع العقيد حسن الزيات للوقوف على الأمر.

    * وهل عرفتم من كان يقف وراء هذا التسريب؟

    - نشطت أجهزة المخابرات لتكتشف أن المقدم فاروق الفقي ما هو إلا عميل لإسرائيل بقصته المعروفة والتي أنتجت في فيلم الصعود للهاوية – حيث كان ضمن أربعة ملمين بالخطة وكان مشاركًا معنا في التدريب بمنطقة الفيوم مما جعله مطلعًا على التفاصيل التي أوصلها إلى إسرائيل.

    * وهل تم تنفيذ الخطة وقت المعركة؟

    - فوجئت بتغيير شامل للهدف والخطة وأسلوب التنفيذ، فجأة فالغرض كان التحكم في خليج العقبة. ولكن مع عدم وجود قوات للسيطرة على الأرض، تم إلغاء اشتراك أي وحدات من المظلات أو كتيبه المشاة التي كان من المفترض أن تعبر إلى منطقة الطور. واقتصرت المهمة على إنزال وحدات الصاعقة لتنفيذ مهمة دفاعية عن الأرض التي سيتقدم فيها اللواء الأول مشاة من خلال الجيش الثالث الميداني مخترقا عيون موسى إلى رأس سدر. ولكن كانت هذه المرة الأولى التي تحمل فيها وحدات خاصة (الصاعقة المصرية) مهمة دفاعية مما كان من شأنه أن يحكم على العملية بالفشل حتى قبل أن تبدأ ولهذا فقد اعترضت على هذا التغيير في الخطة.. لكن في النهاية تبقى الأوامر هي الأوامر، .

    * وماذا يمكن أن تقول للأجيال الجديدة التي لم تشهد هذه اللحظات؟.

    - أريد أن أقول إن قواتنا لم تصنع معجزة في معركة 73 كما تردد وسائل الإعلام خطأ، فهذا الإنجاز قابل للتكرار مرات وفي مختلف المجالات. بل إن عدم استثماره لتحقيق عبور اقتصادي يعد خيانة لهذا النصر، الذي لم يأت في صورة معجزة تخالف قوانين الطبيعة، ولكنه جاء بناء على استعدادات وتدريبات مكثفة.

    http://www.alwatanvoice.com/arabic/n...06/154866.html

  3. #3

    رد: جيهان السادات: عرفت بموعد الحرب

    أسرار جديده عن نصر حرب رمضان – اكتوبر
    http://egyptandworld.blogspot.com/2010/10/blog-post_05.html

    الكيان الصهيوني تكشف عن وثائق "سرية جدا" عن حرب أكتوبر
    http://www.moheet.com/show_news.aspx?nid=419192&pg=1

    موقع محيط -القدس المحتلة: تزامنا مع الذكرى السابعة والثلاثين لانتصار السادس أكتوبر المجيد عام 1973، افرجت الرقابة العسكرية الصهيونيه عن مزيد من المحاضر والوثائق التي تتعلق بالحرب، حيث سمحت امس وللمرة الاولى، بنشر محاضر مداولات "سرية جداً" بين رئيسة الحكومة جولدا مائير ووزير الدفاع آنذاك موشيه ديان.

    ووفق هذه المحاضر توقع ديان أن يهزأ العالم بإسرائيل كـ "نمر من ورق" جراء عدم صمودها أمام الهجوم العربي الأول رغم تفوقها النوعي.

    وكان رد مائير: "لا أفهم أمراً- لقد ظننت أنكم ستبدأون بضربهم لحظة يجتازون القناة، ماذا جرى؟".

    رد ديان: " دباباتنا ضربت،وطائراتنا لا يمكنها الاقتراب بسبب الصواريخ، فهناك ألف مدفع مصري سمحت للدبابات بالعبور ومنعتنا من الاقتراب،هذا نتاج ثلاث سنوات من الاستعدادات".

    وحسبما ذكرت صحيفة "السفير" اللبنانية ، يبدأ التقرير كما عرض في "يديعوت أحرنوت" العبرية بإشارة إلى الاجتماع المثير للحكومة الصهيونيه والذي عقد في السابع من اكتوبر 1973 ، بإفادة ديان عن المواقع العسكرية التي تتساقط واحداً تلو الآخر في سيناء والجولان.

    وقال إن "خط القناة ميؤوس منه"، مقترحاً الانسحاب إلى خط المضائق. ولكن أهم ما قاله هو السماح بالتخلي عن الجنود الصهاينه المصابين في أرض المعركة،
    واضاف: "في الأماكن التي يمكن فيها الإخلاء سنخلي، أما في الأماكن التي لا يمكننا الإخلاء سنبقي المصابين، ومن يصل منهم يصل، وإذا قرروا الاستسلام، فليستسلموا".

    وقدم ديان تقريراً عن مئات الخسائر والكثير من الأسرى،قائلا: "كل ما خسرناه وقع في قتال شديد وحتى النهاية، كل ما فقدنا من دبابات ورجال كان أثناء القتال، والصامدون على خط النار يرجون أرييل شارون أن يصل إليهم وهم لا يزالون يقاتلون".

    واعترف وزير حرب الكيان بأنه أخطأ تقدير قوة المصريين، وقال: "هذا ليس وقت الحساب، لم أقدر بشكل صائب قوة العدو، أو وزنه القتالي وبالغت في تقدير قوتنا وقدرتنا على الصمود.. العرب يحاربون أفضل من السابق ولديهم الكثير من السلاح.. إنهم يدمرون دباباتنا بسلاح فردي.. والصواريخ شكلت مظلة لا يستطيع سلاحنا الجوي اختراقها.. لا أدري إن كانت ضربة وقائية ستغير الصورة من أساسها".

    وقال ديان إن "العرب يريدون كل أرض إسرائيل"، ورسم سيناريو يوم القيامة. وردت جولدا مائير: "هذه هي الجولة الثانية منذ عام 1948".

    وشدد ديان على أن "هذه حرب على أرض إسرائيل، مشيرا الى أن العرب لن يوقفوا الحرب، وإذا أوقفوها ووافقوا على وقف إطلاق النار، فإنهم سيعودون لفتح النار من جديد، وإذا انسحبنا من هضبة الجولان، فلن نحل المشكلة".

    وحينها قالت مائير: "لا سبب يدفعهم لعدم الاستمرار، وليس الآن فقط، لقد ذاقوا طعم الدم".. فرد ديان: "يريدون احتلال إسرائيل، والقضاء على اليهود".

    وواجهت مائير، ديان بتقارير الاستخبارات الإسرائيلية التي تحدثت قبل الحرب عن أن الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات لن يدخل الحرب وهو يعلم أنه لن يفلح في عبور القناة، وألمحت إلى مصدر نوعي لدى أجهزة الاستخبارات وفر تقديرات دقيقة بشأن نيات المصريين.

    وهذا المصدر كان يسمى "صديق تسفي" ، تسفي زامير، رئيس الموساد حينها، وقالت: "طوال السنين كانوا جميعاً، بمن فيهم صديق تسفي، يقولون إن السادات يعرف أنه سيخسر".

    ورد ديان: "كان عندي انطباع أننا سنضربهم أثناء العبور، كان لدينا تقدير يستند إلى الحرب السابقة، وهو تقدير غير صائب. لنا ولآخرين تقدير غير صائب حول ما سيحدث إن حاولوا العبور".

    وطوال استعراضه اتخذ ديان خطاً متشائما، فقال: "أنا واثق أن الأردن سيدخل الحرب، لا يسعنا عدم الاستعداد لذلك، نحن بحاجة للحد الأدنى من الاستعداد، ينبغي استدعاء الاحتياطي، ويجب إعداد قوة ضد أي محاولة أردنية لاقتحام الضفة".

    ثم سألت مائير، ديان إن كان يقترح "أن نطلب وقفاً لإطلاق النار حيث نقف الآن"، فرد عليها: "لسنا واقفين". ثم اقترحت الاتصال بوزير الخارجية الأمريكي حينها هنري كيسنجر، فوافقها ديان وطلب التوجه للأمريكيين وشراء 300 دبابة منهم.

    وأنهى ديان استعراضه بالكلمات التالية: كميات السلاح لديهم فعالة، تفوقنا لا يصمد أمامهم، مؤكدا "ان اسحق حوفي قائد الجبهة الشمالية أكثر تشاؤما مني بشأن هضبة الجولان، لقد قال لي ليتني أستطيع تثبيت الخط، كما أن جورديش "شموئيل جونين، قائد الجبهة الجنوبية" قلق ومتشكك بشأن الجنوب".

    بعد ذلك دخل رئيس الأركان دافيد العازار وعرض ثلاثة احتمالات وقال إن القرار بشأنها مصيري:
    الأول نشر فرقتين على خط دفاع مؤقت ننطلق منه لاحقاً في هجوم مضاد وقال "لا ثقة عندي في قدرتنا على الصمود بقوات صغيرة في خط وبعد ذلك شن هجوم مضاد".

    والثاني التمترس في ممري المتلة والجدي ولكن "هذا خط صعب، وستكون الخسائر باهظة".

    والثالث "اقتراح ينطوي على مقامرة"، وهو إرسال قوة بقيادة أرييل شارون وعبور القناة، واعتبر أن الأمر مقامرة لأن قوة الهجوم هي فرقتان، هما الوحيدتان بين القناة وتل أبيب. فإذا لم ينجح الهجوم "فسنبقى مع ثلاث فرق محطمة وحينها سيأتي العراقيون والجزائريون وتغدو الحرب بعد يومين أو ثلاثة داخل أرض إسرائيل".

    واعتبر العازار أن اقتراح ديان بالانسحاب إلى خط الممرات في سيناء ليس أكثر من تفكير مرغوب. وسأل الوزير يغئال ألون عن قصف العمقين المصري والسوري،
    فرد ديان بأنه لا يعتقد أن للأمر قيمة الآن، فقصف دمشق لن يؤثر على الجبهة: "إذا بقي لدينا نفس فربما نضرب خطوط النفط، الكهرباء، ولكن ليس أكثر من ذلك. كل غارة منا تكلفنا خسائر".

  4. #4

    رد: جيهان السادات: عرفت بموعد الحرب

    ذكريات ضابط مخابرات في حرب رمضان – أكتوبر
    http://egyptandworld.blogspot.com/2010/10/blog-post_06.html

    اللواء نصر سالم يكشف مهام ضابط المخابرات فى حرب أكتوبر
    http://www.shorouknews.com/ContentData.aspx?ID=308794

    موقع صحيفة الشروق الجديد المصريه – حوار: أحمد البهنساوى -
    «سار داخل سحابة على أحد جبال سيناء.. وتخفّى داخل الجيش الإسرائيلى.. ونقل معلومات عن أهم 3 محاور للعدو فى حرب أكتوبر73» هذه ليس روايات من نسيج الخيال، لكنها بعض الوقائع التى لا تزال تزخر بها خزينة الذكريات لانتصار أكتوبر، يرويها لـ«الشروق» اللواء نصر محمد سالم، أحد رجال الاستطلاع فى حرب اكتوبر ، وقائد أحد أهم مجموعات الاستطلاع خلف خطوط الجيش الإسرائيلى أثناء ملحمة العبور.


    وأشار إلى أنه لم يكن هناك على الإطلاق مشكلة فى حجم توافر المعلومات عن العدو لأن عناصر الاستطلاع بدأت عملها لحرب أكتوبر منذ يوم 5 يونيو 67 وقبله، فعند صدور الأوامر بارتداد القوات أثناء النكسة كانت هناك أوامر موازية لجميع عناصر الاستطلاع بألا نفقد الاتصال بالعدو تحت أى ظرف وفى أى مكان، فتمت إعادة تجميع وتنظيم عناصر الاستطلاع على المسرح السينائى لوضع العدو تحت المراقبة المستمرة على مدار الساعة.

    ولفت إلى أن العمل المخابراتى يؤمن بحكمة مصرية وصينية قديمة تقول «لا بد أن تعرف كل شىء عن عدوك قبل أن تحاربه فإذا عرفت مصادر قوته فقد كسبت نصف المعركة قبل أن تبدأ، أما إذا عرفت واستعددت له فأنت كسبت 75% من المعركة».
    وأكد اللواء نصر أنه كان أحد قادة مجموعات الاستطلاع الإستراتيجية التى تعمل خلف خطوط العدو وكانت مهمتها معرفة أوضاع العدو وحجم نشاطه لمدة 6 أيام فقط، إلا أن المجموعة استطاعت أن تستمر فى عملها لمدة 6 أشهر بعد انتهاء الحرب،
    وأوضح أن المسرح السينائى لم نفقد سيطرتنا عليه من الناحية المعلوماتية،
    وقال «كنت أراقب محورين طوليين من عمق العدو فى اتجاه الجبهة يربط بينهما محور عرضى بالإضافة إلى منطقة تعبوية غاية فى الأهمية يوجد فيها باستمرار الاحتياطى التعبوى للعدو وأى قوات يتم تجميعها،
    بالإضافة إلى مراقبة أحد مطارات الجبهة الرئيسية للجبهة وتم توفير المعلومات عن اللواء المدرع الذى تم قصفه يوم 8 أكتوبر ومنعه من التدخل».


    يتذكر اللواء نصر موقفا طريفا حدث يوم 8 أكتوبر، حيث وصلت 4 طائرات من طراز ميج 23، وتم التعامل معها وأصيبت بنسبة خسائر عالية كما تم تدمير نحو 20 دبابة، فأصيب اللواء المدرع بالفزع، خاصة عندما شاهد طائرتين تحلقان فى السماء، حينها فوجئنا بانتشار الدبابات بسرعة كبيرة فتوقعت أن هناك طيرانا مصريا يضرب،
    ومع الفزع اكتشفنا أنها طائرات اسكاى هوك إسرائيلية لكن من فزع العدو ظن أنها مصرية فتكررت نفس الخسائر،
    وفعلا تحقق حديث الرسول (صلى الله عليه وسلم) نصرت بالرعب مسيرة شهر».


    وأضاف أنه بعد وقف إطلاق النار اكتشف العدو أن قوات الصاعقة تختبئ بالجبال فبدأ بعمل عملية تمشيط كاملة تمثل تهديدا للأماكن التى كنا نوجد فيها فكان القرار أن نختفى داخل مواقع العدو أو فى اقرب مكان لا يتوقع وجودنا فيه على الإطلاق.

    وواصل «من ضمن الطرائف الأخرى التى حدثت، أنى كلفت بمهمة لاستطلاع منطقة فتحركت فى اتجاهها وكانت المسافة لا تقل عن نحو 80 كيلو، ومن دراسة الخريطة اكتشفت أن العدو يحيط بلسان صخرى جبلى، وأن أفضل الطرق للوصول للهدف اختراق هذا اللسان الصخرى،
    وبدأت التحرك ليلا واحتسبت نحو 3 ساعات للوصول للموقع، وكان ذلك بعد وقف إطلاق النار، فتحركت فوق لسان الصخر بحيث عندما أصل لنهايته أسيطر على موقع العدو،
    وفى لحظة معينة وبدون أى مقدمات وجدت نفسى فى وضح النهار وكأنى فى غرفة مظلمة وتم إضاءتها مرة واحدة،
    فوجدت نفسى فى منتصف موقع العدو لأن اللسان الصخرى كان يخترق الموقع، وكنت ارتدى الزى العسكرى والساعة كانت الثامنة صباحا وعندما نظرت خلفى اكتشفت أنى سرت داخل سحابة فوق الجبل، وظننت أنها شبورة عادية،
    وبعد أن وجدت نفسى فى مواجهة العدو تأكدت أنه رآنى، واستعددت للشهادة لأن موضوع الأسر غير وارد بالمرة بالنسبة لضابط الاستخبارات،
    وتعلمنا أن نموت أفضل من أن يتم أسرنا لأسباب كثيرة منها الحفاظ على ما نحمله من معلومات مهمة فإذا لم يكن من الموت بد فمن العار أن تموت جبانا، وقلت لنفسى على أن ابلغ ما أراه قبل أن يصل العدو،
    فأخرجت اللاسلكى وأبلغت قادتى بكل ما رأيته، فى غضون 5 دقائق مروا على كالدهر، ولم يأتنى أى شخص من أفراد العدو فاستحضرت قول المولى عز وجل «فأغشيناهم فهم لا يبصرون» ثم عدت سالما.


    وحول معرفته بساعة الصفر أشار إلى أنه كلف بمهمة ليلة 5 أكتوبر وكان يعلم أننا سنحارب، لكن ميعاد ساعة الصفر كان مجهولا، واستطرد
    «كنا ننفذ مهمة استطلاع منطقة فى العمق الاستراتيجى التعبوى للعدو، ونحن نسير فى الثانية ظهر السادس من أكتوبر فوجئنا بالطيران المصرى يحلق فوقنا، وهذا يدل على مدى السرية التى أحاطت بميعاد ساعة الصفر، وبعد أن وصلنا لمنطقة الهدف سجدت لله شكرا لأنى كنت فى مكان يسيل إليه لعاب أى ضابط استطلاع،


    حيث تجمع لواء مدرع للعدو ومطار متقدم من مطارات الجبهة ومحورين رئيسيين ومحور عرضى يربط بينهما، كلها كنت أراقبها من مكان واحد، خاصة بعد تدمير احدى مجموعات الاستطلاع لأحد هذين المحورين وتعطل جهاز اللاسلكى للمجموعة الثانية، فقمت بعملهم جميعا، لذلك عندما طلبت الانتقال لمكان آخر رفضت القيادة تماما.

    وحول موضوع الثغرة أكد أن أمريكا دعمت إسرائيل بطائرات بدون طيار لإحداث الثغرة فى الدفرسوار وقامت بالتشويش على رادارات قواتنا، فى إطار الحرب الالكترونية حيث تم إبطال عمل كل عناصر الاتصال فى منطقة الثغرة فضلا عن وجود مسافة نحو 4 كم بين الجيشين الثانى والثالث، لذلك قال الرئيس السادات حينها «لن أحارب أمريكا»،
    وفى مباحثات الكيلو 101 العدو هو الذى طالب بانسحاب قواته من الثغرة لأنها كانت محاطة بقوات مصرية وقال كيسنجر لن نسمح بتدمير الأسلحة الأمريكية.


    وحول مهام ضابط الاستطلاع يقول اللواء نصر إنه الشخص المسئول عن نصف قرار القائد وشريك فى إعداد النصف الآخر، فمثلما قالت الحكمة إن تشخيص المرض نصف العلاج، نجد أن الاستطلاع هو المسئول عن تجميع المعلومات عن قوة العدو، بداية من تسليحه وأنواع الأسلحة ومرورا بنقاط الضعف والقوة، وصولا إلى تقديم أفضل الطرق لاستغلال نقاط ضعفه وإفشال نقاط قوته، وبالتالى فإن هذه المعلومات يجب أن تكون متوافرة دائما.

    وأوضح أن كلمة مخابرات مصطلح غربى وتعنى مخابرات الميدان أو جلب المعلومات، ويقابلها مصطلح شرقى يسمى استطلاع،
    موضحا أن الاستطلاع يمثل مكانة العين فى الجسد، حيث يتم اختيار ضابط الاستطلاع من خلال كل قائد بمعدل 20 فردا من بين ألف، وهو ما يعكس دقة وصرامة معايير الاختيار، خاصة أن المهمة الرئيسية لضابط المخابرات كشف فيم يفكر العدو، كما أنه القادر على الإجابة عن أى سؤال يخص العدو،
    وأشار إلى حتمية مواكبة كل التطورات المحيطة بنا فى العالم، خاصة وأن الصاروخ المستخدم فى حرب 73 ليس هو المستخدم الآن وهكذا الدبابات والطائرات وباقى الأسلحة.


    وكشف أن هناك سيناريوهات لحروب محتملة، لأنه لا تصلح أى قيادة ما لم تكن لديها خطط مستقبلية لأى عدائيات محتملة، وأن يستمر العمل حتى فى وضع السلم حيث يتم عمل دراسة مستمرة للعدو، ويتم ذلك الآن وعلى مستوى جيوش العالم كلها.
    .....................
    --


المواضيع المتشابهه

  1. نرحب بالأستاذة/جيهان الدجوي
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الترحيب
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 07-13-2014, 08:25 PM
  2. أمة أختلفت حتى بموعد مولد نبيّها
    بواسطة عزيز الحافظ في المنتدى فرسان السيرة النبوية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 01-31-2012, 08:25 PM
  3. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-01-2012, 03:53 PM
  4. ترزية القوانين وقانونا جيهان وسوزان
    بواسطة رضا البطاوى في المنتدى فرسان المواضيع الساخنة.
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 06-05-2011, 11:05 AM
  5. الدكتورة جيهان حسن في ذمة الله
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى أسماء لامعة في سطور
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 03-01-2008, 03:36 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •