ولدي بلال يريد أن يطالبَ بمُدرّسة مُحتشمة وإن كانت غير مُحجّبة ؛ فقد تعِب وهو يصف لي كَركَبة الشعر والماكياج ' الأوفَر ' للمُدرّسات ، والحالة الضيّقة التي تزجّ المُدرّسة في مواقف مُحرجة أثناء عملية التّدريس ؛ ويصعب على الطلاب غضّ الطّرف عنها ..
أذكرُ مدير المدرسة ااثانوية المُختلطة التي كنتُ أُدرّس فيها التربية الإسلامية منذُ سنواتٍ خلت ؛ وقد كان مسيحي الديانة ، جاءته آنسة مُكلفة بالتدريس في مثل هذا اليوم ، يعني في بداية العام الدراسي ، وكان شكلها عجيب ، يبتلع الواحد منا تجاهها سؤالاً منطقيّاً جداً كونه بعيد عن موقع المسؤولية والتدخل فيمالا يعنيه ..
عُذراً ..قد تكونين مُخطئة في العنوان ، هذه ' مدرسة ، جامعة ، أكاديمية ' علم وكتاب وشرح وأسئلة وتفاعل واحتكاك بالشباب والشابات مع كثييرٍ من التّشرد أحياناً ، وليس حَفلاً ساهراً !
لكنّ المُدير المَسؤول الشاب لم يبتلع شيئاً من الكلام ؛ وتفاجأنا بموقفه وقد تجاهلَ أوراقها واختصاصها وقصصها ثم سألها ، هل حقّاً ستُدرّسين في مدرستنا وأنتِ على هذه الهَيئة ؟! ' والله أنا المدير وخفتُ على نفسي من الإنحراف ' فكيف بالطلاب الشباب المساكين ، تلك كانت عبارته تماماً ، لقد تجمّدت الأخت في مكانها ، لكنّه عاد وأكّد لها مع اعتذاره منها ، أنه لن يسمحَ بذلك مادام مديراً في تلك الثانوية ، توقّعنا أنها ستَحتشم ثم تعود ، لكنّها خرَجَت ولم تعُد .
أعتقد أن ولدي بلال إن صار مكانه - أو أكثر - يوماً ما بإذن الله ، سيُصدر قانوناً يُحدّد لباساً يليق بشرَف العِلم ومكانة المُعلّم مهما كانت ديانته أوطائفته .
ليلى نبيل الكردي