سيدتي الجميلة
***
شعر
صبري الصبري
***
واصلت سيدتي الجميلة حرفها
أعطى لشعري وارف الأوزان
وعشقت شدو جنانها وترسَّمت
روحي خطاها بالبيان الحاني
فحروف نبراس العذوبة أيقظت
قلبي المعنَّى من سبات العاني
ورقائق البوح الجميل بخطها
بثت عطورا في هوى وجداني
حقا عشقت بيانها وعروضها
من بعد هدأة خافقي الولهانِ
هل حان وقت صبابتي بإفاقتي
للحب جاء بموكب جذلان ؟!
أأعود أكتب للأحبة ما أرى
في قلب صب عاشق لهفانِ ؟!
أتكون فائقة الجمال هي التي
ينساب فيها سلسبيل بياني ؟!
إني سطرت قصيدتي من أجلها
لتكون في روض المنى عنواني
وجعلت حبي للفضيلة وجهتي
ليكون في سوح النقاء مكاني
ورسمتها رسم المحب لطلعة
كالبدر تشرق في سماء كياني
مثلى تفيض طهارة ونضارة
كالودق فاض على رُبى البستانِ
حسنى بإجلال الملاحة بوحها
بالطهر بثت رقة استيقانِ
هلت على قلبي أزالت فجأة
ما كان من هجر ومن حرمانِ
يا قلب مالك قد أرحت بجنبها
ركبا أراد نفائس الديوانِ
أرغبت حبا بعد شيبك هل أتى
للقلب شوق دافق الطوفانِ؟!
أم أن نبضك يستحث قريحتي
لأبوح بوح حبيبتي بلساني ؟!
كيف السبيل إذا الندية أوصدت
باب الغرام وغلقت بنياني ؟!
وتبدل الحب الكبير عداوة
من فرط جرأة شاعر الأحزانِ
عذرا لسيدة الشفاه أميرتي
فالحب أشعل جذوة التبيان
وأهاج نبض قصائدي برقائق
شتى يلاقي بالمداد بناني
وتراقصت أقلام تدويني لها
تغزو مروج حدائق الرمانِ
وطيور أوكار السكينة ترتدي
ريشا بديعا باهر الألوانِ
وبلابل الشدو الرقيق لحونها
أضفت مزيدا من سنا أشجاني
بمهارة الغواص غاص بقاعها
قلبي بعشق غائر بِجَنَاني
بلآلئ الأصداف يحصد ما بها
من در هذا المحتوى الإنساني
أنا عاشق الآلاء أخرج للورى
مكنون تعبيري بمحض حناني
وصدوق تقديري لكنز ذاخر
بحروف ضاد إنارة الأذهانِ
إن قلت أنثى فاسمها أنثى به
ما بالأنوثة من شذا النسوانِ !
لكنها تحوي الجميع بقلبها
وتريح مهجة شاعر ظمآن !
وتمد أصناف الأنام مدادها
ببلاغة منبثة الألحانِ
بجمال موسيقي المحاسن أبدعت
حورا بسمت مشرق لحسانِ !
أحببتها حقا وبحت بحبها
أألام يا أهلي ويا خلاني ؟!
صارت أسيرة غربة بديارها
عانت إساءات الأثيم الجاني
ماجت بها الأنواء حتى أُعطبت
وبدت بلهجة لوثة الغربانِ
واصلتها وصلا جميلا أرتجي
منها الرقائق بانبلاج جمانِ
أهديتها شدوي .. بشعر صبابتي
لحبيبتي في منطق العرفانِ
وحففتها بالود أحمي حرفها
من ويل مكر مكائد العدوانِ
يا درة البوح الأصيل تألقت
أنوار حسنك بالبيان الهاني
قد صغت حبي بالغرام قلادة
لك بالمحبة ربة التيجانِ !