ردا على رائعة الشاعر لطفي الياسيني / للشاعر الكبير ممدوح اسماعيل
* * *
عَجِبْتُ لِلُطْفي هَلْ تُراهُ مِنَ الحَجَـرْ
وَمِنْ أيِّ صِنْفٍ صَنَّفُوهُ مِنَ البَشَـرْ
فَمِطْرَقَـةُ الدُّنْيـا بِقَسْوَتِهـا هَـوَتْ
عَلي طَوْدِهِ عَبْرَ السِّنينِ وَما انْكَسَـرْ
وَمَازَالَ فِي أرْضِ الشُّمُوخِ مُنافِحـاً
عَنِ الحَقِّ حَتَّى لَوْ أحَاطَ بِهِ الخَطَـرْ
وَمِنْ حَوْلِهِ تَسْعىَ أفاعِـي صَهايِـنٍ
فَيَهْزِمُها بِالعَزْمِ يَلْقُـفُ مَـا انْتَشَـرْ
وَإنْ أقْعَدوا سَاقاً لَـهُ أوْ يَـداً تَـرَىَ
لَهُ هَامَةً شَمَّـاءَ حَتَّـى وَإنْ عَثَـرْ
وَجَادَلَهُ فِي حِقِّهِ الهُودُ مَا ارْتَضـىَ
وَأعْداؤهُ مَنْ جَادَلوا اللهَ فِـي البَقَـرْ
قَدِ اسْتَسْلَمَ الأصْحابُ نَامَتْ عُيُونُهُمْ
وَعَيْناهُ مَا نَامَـتْ وَتَقْـدَحُ بِالشَّـرَرْ
لَهُ فِـي رَسـولِ اللهِ أحْمَـدُ قُـدْوَةٌ
مَنِيعٌ فَلا يُشْرَى بِشَمْـسِ وَلا قَمَـرْ
فَمِنْهاجُـهُ القُـرآنُ يَسْلُـكُ دَرْبَـهُ
يَحُثُّ الخُطىَ مِنْ دُونِ خَوْفٍ بِلا حَذَرْ
وَتَارِيخُـهُ فِـي الحَـرْبِ يَكْتُبُـهُ دَمٌ
وَلوْ تَقْرَأُ الأسْفـارَ تَأتِيـكَ بِالخَبَـرْ
فَلوْ شِئْتَ تَدْري كَيفَ كَـانَ جِهـادُهُ
فَيَكْفِيكَ مَا يَبْدُو بِجِسْمِـهِ مِـنْ أثَـرْ
وَأبْلىَ بَلاءَ الليْثِ فِي أَكْمَـةِ الحِمـىَ
يُقاوِمُ مَنْ أفْنىَ الدِّيـارَ وَلَـمْ يَـذَرْ
وَكانَ لُواءُ العِلـمِ نُصْـبَ عُيُونِـهِ
فَمَا نَكَّسَ الأعْلامَ يَوْمـاً وَلا هَجَـرْ
وَقَدْ عَلَّمَ الأجْيالَ مِنْ فَيـضِ عِلْمِـهِ
فَأنْبَتَ فِي الألبَابِ عِلْمـاً لَـهُ ثَمَـرْ
وَراحَ بِساحِ الشِّعْرِ يُزْجـي بَدائِعـاً
تَدَلَّتْ ثُرَيَّاهَـا بِقَصْـرٍ مِـنَ الـدُرَرْ
فَعَنْ شِعْرِهِ حَـدِّثْ وَلا حَـرَجٌ وَقُـلْ
لِصادِي فَلاةِ الشِّعْرِ أبْشِرْ فَذَا المَطَـرْ
وَمَهْمَا جَرَىَ شِعْرِي بِوَصْفٍ لَهُ فَلَنْ
يَكُنْ كَوُرَيْقَاتٍ بِرَوْضٍ مِـنَ الشَجَـرْ
فَيَاسَامِـقَ القَـدْرِ الكبِيـرُ مَقَامُـهُ
لِيَ العُذْرُ إنْ قَصَّرْتَ فَاعْذُرْ مَنْ اعْتَذَرْ