أصدقائي...
في دروب الموت في المنفى وفي همّ القضيهْ
أيّها الجرح الذي مازال يغتال حروفي
أصدقائي....
ها أنا جئت إليكم
من جذور الزّمن الغابر من عمق الفيافي
أحمل وجهي و مرآةً لوجهي...
كي أراكم و تروني .. أصدقائي فارسا
يصعد من جوف الليالي
يمتطي صهوة شمسٍ
يحمل سيفا....
ويغتال طواحين الهواءِ
أصدقائي...
يوم كنتم أصدقائي
كنت في الساحة عملاقا أغني وأقاتلْ
للغد الآتي أغنّي للسماءِ
يومها كان الإيمان بالقضيهْ
أكبرُ منّي ومنكم أصدقائي..
*2*
و يمر الزّمن عاما فعاما
ثم أعواما وتكبرْ....
بين عينيَّ و بين أصدقائي
هوةٌ كبرى مسافة...مرعبهْ
وسقطتُ...
تذكرون يوم متُّ...
وبعينيَّ من اللهفة شوق الابتداءِ
فبكيتم...وعزفتم لحن موتى..
و أناشيدَ الجنازهْ
يومها لملمت جرحي
وبقاياي وسرتُ
يومها أدركت أنّي كنت وحدي..
دونكشوت..
يحمل سيفا ...ويغتال طواحين الهواء
*3*
أصدقائي إن شممتم ريح إعصار بشعري
وعبير الأرض يجتاح ظنوني وجنوني...
فاعذروني...
فلأنّي عربيٌّ أحمل دمّ القبيلهْ..
ولأنّي كنت في الساحة وحدي
كنت مقتولا و كنت القاتل كنت الضحيّهْ