لن يقسم المسجد الأقصى المبارك
قلم // غسان مصطفى الشامي
تحيا القدس آلاما وأوجاعا يومية لا تعبر عنها كلماتنا أو سطورنا القليلة، ولا تعبر عنها البيانات والاستنكارات التي تصدر يوميا في كافة الفعاليات رفضا لما يحدث في القدس والمسجد الأقصى المبارك من جرائم صهيونية، بل إن خطر التقسيم المكاني والزماني أصبح يداهم المسجد الأقصى المبارك.
رسالتي هنا لكل الحكام العرب ولكل الأحرار وأصحاب الضمائر الحية، ماذا بقي من القدس ؟؟ أين الشرف العربي والقدس تنتهك في كل يوم ألف مرة ومرة؟؟ أين الضمير العربي الحي وحرائر القدس يواجهن الاحتلال ويدافعن عن المسجد الأقصى لوحدهن؟؟ أين الهامات العربية والسلاح العربي ليدافع عن مسرى الرسول صلى الله عليه وسلم وقبلة المسلمين الأولى؟؟ في عقولنا الكثير من التساؤلات عن وجهود العرب في الدفاع عن الأقصى أو دعم ومساندة المرابطين في المسجد الأقصى؟؟ أين الأموال العربية التي تصرف هنا وهناك أين هي من القدس والمسجد الأقصى .. لم نسمع يوميا أن أميرا عربيا دفع الملايين من أجل تراب القدس أو دعم القدس وأهل القدس، ولكننا نسمع باستمرار أموال بعض الأمراء العرب تصرف على اللهو والمجون وشراء العقارات في البلدان الأوربية، ولم نسمع يوما أن الأموال العربية وقفت في مواجهة أموال اليهود الذين يقدمون شيك مفتوح للمقدسيين من أجل شراء منازلهم وأراضيهم في القدس ..
نكتب عن القدس والمسجد الأقصى من شدة آلمنا لما يحدث هناك؛ وإن كانت الهموم اليومية في وطننا المحتل تحاصرنا إلا أن القدس تبقى جرحا داميا لن يندمل، ويبقى تحريرها الأمنية الأسمى والصلاة فيها أجمل الأحلام لدينا.
ومنذ خمسين عاما نرفع شعار القدس في خطر وأنقذوا المسجد الأقصى من دنس المحتلين، لكن سلطات الاحتلال تنفذ ما يحلو لها من مخططات التهويد والاستيطان منذ احتلال المسجد الأقصى والجزء الغربي من القدس عام 1948م، فيما تتوالى المخططات الصهيونية على القدس في كل يوم وسط الدعم المالي الكبير من قبل اليهود في كافة دولة العالم، في المقابل لم يحرك العرب ساكنا ولم نسمع منهم على مدار الخمسين عاما سوى التصريحات والكلام والشعارات دون الدعم المالي للقدس أو مساندة القدس أوالنفير من أجل المسجد الأقصى المبارك.
يفاجئنا الاحتلال كل يوم بانتهاكات واقتحامات لباحات المسجد الأقصى، ولكن هذه المرة ينفذ العدو مخططا خطيرا يهدف لتقسيم القدس المكاني والزماني، وقد بدأه الأسبوع الماضي، حيث تم إغلاق بوابات المسجد الأقصى أمام المصلين المسلمين لعدة ساعات، وذلك لتهيئة الاجواء أمام الجماعات اليهودية وقطعان المستوطنين، وذلك بحراسات مشددة من قوات الاحتلال لاقتحام باحات المسجد الأقصى وأداء( صلواتهم التلمودية)، فيما كان من بين الصهاينة عدد من الوزراء ونواب واستمر منع المسلمين من دخول باحات المسجد لساعات طويلة.
ويرى كاتب السطور أن التقسيم الزماني والمكاني يعتبر من كبرى المؤامرات التي تواجه المسجد الأقصى اليوم، وتحتاج منا كمسلمين وعرب إلى خطط عملية لمواجهة والتركيز على الدعم والحشد الاعلامي لفضح المخططات والجرائم الصهيونية في القدس، ونسأل الله أن يوفق شباب الاعلام الجديد في فضح المؤامرات (الإسرائيلية) القدس .
وقد أوضحت الهيئة الإسلامية العليا في القدس قبل أيام أنه لا حق لغير المسلمين في المسجد الأقصى المبارك بكامل مساحته ومصلياته وقبابه، وباحاته، وحذرت من قيام سلطات الاحتلال بمنع النساء من دخول باحات المسجد الأقصى في وقت اقتحام قطعان المستوطنين لباحات المسجد .
اليوم يا سادة لم يتبق وقت لإنقاذ المسجد الأقصى من خطر التقسيم الزماني للأقصى الذي يتمثل بتحديد أوقات زمنية للمسلمين وتحديد أوقات زمنية لقطان المستوطنين، كما أن العدو يسعى لتطبيق سياسة التقسيم المكاني للمسجد الأقصى بالسيطرة على عدد من مصليات المسجد الأقصى وتحويلها إلى كنس يهودية لأداء ( الصلوات التلمودية ).
ما يحدث في القدس والمسجد الأقصى يختصر حكاية وطن جريح، يختصر المعاناة والمآسي والآلام التي يحياها المسجد الأقصى، وليس أمام المسلمون والعرب سوى التصدي لخطورة التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى وعلى أبناء شعبنا الفلسطيني في الضفة المحتلة وأراضي48 شد الرحال للمسجد الأقصى والمرابطة فيه ليل نهار لمنع العدو الصهيوني في تنفيذ مخططاته بحق المسجد الأقصى المبارك.
والأمر الخطير الآخر الذي تواجهه القدس المحتلة، هو مواصلة بناء الكنس اليهودية بالقرب من المسجد الأقصى المبارك الأمر الذي يهدف لتغيير معالم القدس كاملة وجغرافية وتاريخ القدس، حيث تعمل السلطات الإسرائيلية جاهدة على تجهيز المخططات والعطاءات لبناء كنيس الجوهرة الضخم، وقبل خمس سنوات بنى العدو كنيس الخراب وهو لا يبعد سوى عشرات الأمتار عن باحات المسجد الأقصى المبارك، كما أفادت المصادر المقدسية أن قوات الاحتلال تسعى للسيطرة والاستيلاء على مقبرة باب الرحمة الملاصقة لجدار المسجد الأقصى من الجهة الشرقية الأمر الذي يهدد 6 دونمات بالمصادرة من رحاب المسجد الاقصى.
كلمتي الأخيرة أن القدس والمسجد الأقصى المبارك بحاجة ماسة لكل كلمة، ولكل منبر خطابي، ولكل دعم، ولكل مسيرة ومظاهرة، وتحتاج إلى جهد دعوي واعلامي وتثقيفي كبير من أجل التعريف بخطورة ما يجري في القدس و المسجد الأقصى، ومواجهة مخاطر تقسيم القدس زمانيا ومكانيا، ومواصلة الدفاع عنها وتوفير الدعم والمساندة لها ولو من مكان بعيد ..
إلى الملتقى ،،
قلم // غسان مصطفى الشامي