كُنْسُ المَزْبَلَة (!!)
نظرت حولي.. وجدتُني في مزبلَة (!!)
سَأَلْتُ نفسي:
أغادرُ المكان، أم أعتادُ عيشَ المَقْمَمَة (؟!)
حاولت الرحيلَ.. ما استَطَعْتُ،
فحيثما العين ألقت رَحْلَها،
أُفْقٌ غَطاَّه ريحُ المَخْمَمَة (!!)
فلا أنفٌ أسعَفني،
لا، ولا رِجْلٌ ولا أُذُنٌ ولا كَفٌّ،
في ذي المَسْخَمَة (!!)
قلت لا مفرَّ،
أعتادُ ذا الزِّبلِ وريحَ المَسْمَمَة (!!)
لكني رأيتُني أغدو مع الوقت،
قُمامةَ زبلٍ، حُثالةَ روثٍ، قُرادَ خيلٍ،
وسَقْطا قاءَه سَوادُ المَشأمَة (!!)
ما الحلُّ إذن بعد أن عزَّ الهَرَب (؟!)
ما الحلُّ،
إن كنت أرومُ النَّقا، وكلُّ ما حولي،
قذى عينٍ طالَ غَفْوُها،
حتى غدا العيشُ قهرا وحُنْقا ومَسْأَمَة (؟!)
* * *
"أُنْظُرْ غِمْدَك، أشْهِر سَيْفَك" قال الوفا،
"أُنْظُم شِعْرَك وانثُرْ حَرْفَك" هتفَ حادي السّما،
فأنُّ تحتَ وطءِ الجفا قلبي،
ولا زادٌ غيرَ اللقا دواً لقلبٍ سَقِم،
بات هجرُ الوغى فيه عِلَّتي،
ورعشةُ النَّفس حيرةٌ في عقلٍ حَلِم،
ما عدت أُخْفي سرَّ ذِلَّتي،
ولا عاد فيَّ صبرُ وردٍ لوخزِ النَّسِم،
ما خان سفحُ العُلا جارحي،
وما خنتُ قلبا رامَ الذُّرى في القِمَم،
لست أهوى خِباًّ لعزَّتي،
وما رغبتُ صحبةَ حامِدٍ لأنْ سَلِم (!!)
* * *
لبَّيْك سيفي،
لبَّيْك حرفي،
ولبَّيْك قلبي،
كُنْ بساطَ ريحٍ لكنسِ هذا الوَخَم،
كن دواً لِعِنَّةٍ أصابت ذكورا،
مُذْ تَرَكَ ساحَ الوَغى سيفُ مجدٍ،
وغاب عن حكمِنا عِلْمُ من عَلِم،
فسادَ فينا أميٌّ ورعديد وخائبُ كَلِم،
جنحوا للذُّلِّ، فباعوا أرضا وعِرْضا ودينا،
وغاب عنا فينا كلُّ من فَهِم (!!)