أبَا بَصِيْرٍ إلَيْكَ الشِّعْرُ يَرْتَحِلُ........................................ ...
صَنَّاجَةُ العَرَبِ الأشْعَارَ تَرْتَجِلُ
لَكُمْ مُعَلَّقَةٌ قُلْتُمْ بِمَطْلَعِهَا..................................... ...........
(وَدِّعْ هُرِيْرَةَ إنَّ الرَّكْبَ مُرْتَحِلُ)
فَهَلْ هُرِيْرَةُ ذَاتُ الحُسْنِ أغْرَمَهَا......................................
أَعْشَى اليَمَامَةِ مِن أشْعَارِهِ الغَزَلُ
أخَذَتُ مِنْهَا حروفاً كَي أصَيِّرُهَا .......................................
قَصِيْدَ شِعْرٍ على مِنْوالِهَا الخَجَلُ
أبَا بَصِيْرٍ ألا فأذنْ لمُبْتَدئٍ .............................................
حَدِيْثِ عَهْدٍ بقَولِ الشِّعْرِ يَقْتَبِلُ
فَكُلُّنَا مُغْرَمٌ بالشِّعْر يَكْتُبُهُ ..............................................
هَاجٍ وَ رَاءٍ وَ مَحْزونٌ وَ مُبْتَهِلُ
وَ هَائِمٌ بِهَوَى دُنْيَا وَ زِيْنَتِهَا ...........................................
غَدَاً يُفَارَقُهَا حَافٍ وَمُنْتَعِلُ
تَكَادُ تَصْرَعُهُ حُبَّاً بِجِيْفَتِهَا .............................................
تَرَى الذُّبَابَ وَ مِنْ أقْيَاحِهَا جَفِلُ
يَسْعَى إلَيْهَا وَدَاءُ الفِسْقِ يَسْحَقُهُ .....................................
لُبَّاً وَ عَقْلاً وَجسْماً كُلَّهُ دُمَلُ
صَاحَتْ هُرِيْرَةُ لَمَّا جَاءَ يَطْلُبُهَا....................................... ..
وَيْلي عَلِيْكَ وَ وَيْلي مِنْكَ يَا خَبَلُ
وَدِّعْ فُؤادَكَ إنَّ العُمْرَ مُرْتَحِلُ........................................ ...
و اندمْ عَليْهِ فَقَدْ طَافَتْ بِهِ الزِّلَلُ
فَمَا الفُؤادُ بقَلْبٍ إنْ بَصيْرتُهُ........................................ ....
خَبَتْ بنُوْرٍ وَ أعْمَاهَا بِهِ الكَسَلُ
كأنَّ نُوْرَ الهُدَى إنْ مَسَّ بؤْرتَهُ........................................
عَافَ الصَّبَابةَ مِنْ أنْوَارِهَا يَئِلُ
إلى الحَمَاقَةِ مَسْجُوْناً بِظُلْمَتِهَا..................................... .....
أسَيْرَ جَهْلٍ بِهِ الأمْرَاضُ والعِلَلُ
يَخُوْضُ فيْ بُرَكِ الآثَامِ تَأْمُرُهُ........................................ ..
نَفْسٌ بِهَا الخُبْثُ والشّيْطَانُ والدّجلُ
تبَّاً لهَا حُرِمَتْ بالجَهْلِ مَكْرُمَةً........................................ ..
بهَا إلىْ جنَّةٍ للخُلدِ قدْ تَصِلُ
أمَا تَراهَا لعَهْدِ اللهِ قَدْ نَقَضَتْ.......................................... .
مِنْ بَعْدِ مِيْثَاقِهِ عَهْداً لهُ أزَلُ
وتَقْطَعُ الوَصْلَ و الشّيْطَانُ غَرّرَهَا.....................................
بالسّوْءِ تَأْمُرُ و المعْرَوفَ تَعْتَزِلُ
ويْلٌ لهَا خَرَجَتْ عَنْ حَدِّهَا مَلقَاً........................................
تمْشيْ دُروْبَاً بهَا العِصْيَانُ والفَشَلُ
تَرَ السَّرَابَ بِعَرْضِ الأرْضِ تَحْسَبُهُ....................................
مَاءً يَمُوجُ عَلى أرْجائِهَا شَمِلُ
تَجْري وَرَاءَ قِفَارٍ تّبْرُ تُرْبَتَهَا....................................... ....
غَرْثى وإنْ جَادَ فيها الوابِلُ الهَطِلُ
تَبْني جِنَانَاً بِدُنْيَا الوَهْمِ خَاوِيَةً......................................... .
عُرُوْشُهَا مَا بهَا فُوْمٌ ولا بَصَلُ
كَأنّها مَلَكَتْ عَرْشَاً يُخَلِّدُهَا...................................... ........
لسَوْفَ تَفْنى و تفنى الشمسُ و الزُّحَلُ
فازْجرْ بتَقْوى إلهِ العرْشِ شَهْوَتَهَا.....................................
فمَا لهَذا خُلِقْنَا أيُّهَا الرَّجُلُ
واسْلُكْ بَها سُبُلَ الإيْمَانِ طَائِعَةً.......................................
لرَبِّهَا قَبْلَ أَنْ يَدنوْ بِكَ الأجَلُ
ولا تَطَأ أرضَ فِسْقٍ إنَّ تُرْبَتَهَا....................................... ..
تُميتُ لُبَّاً و لا يَبْقَى بها أجَلُ
وَارْحَلْ إلى مَوئِلِ الأطْهَارِ خَادِمَهُمْ....................................
وَارْبأْ بِنَفْسِكَ عَنْ فُجَّارِهَا تَصِلُ
إنَّ الحَيَاةَ وَ في دُنْيَا تُعَمِّرُهَا...................................... .....
كَالرَّكَبِ فَاءَ بِظِلٍّ ثُمَّ يَرْتَحِلُ