الْفَرَزْدَقُ بَيْنَ يَدَيِ النَّوَارِ
لمحمد جمال صقر
لَفْظٌ صَغِيرٌ وَمَعَانٍ كِبَارْ
نُورٌ وَنَارْ
مَا اجْتَمَعَا إِلَّا لِأَمْرٍ كُبَارْ
شَكَكْتُ بِالشِّعْرِ ثِيَابَ الظَّلَامْ
فَأَيْقَظَ الْفَجْرُ طَرِيقَ الْغَرَامْ
وَأَقْبَلَتْ تَسْعَى نُفُوسٌ كِرَامْ
رَائِدُهَا مِنِّيَ مَعْنًى هُمَامْ
سَارَ بِهَا لَكِنَّ قَوْمِي الشِّرَارْ
عُذْرًا نَوَارْ
لَمْ يَرْتَضُوا إِلَّا طَرِيقَ الْعِثَارْ
رَوَّيْتُهُمْ شِعْرِي السَّلِيمَ الصُّدُورْ
أَفْهَمْتُهُمْ بَوْحِي بِمَعْنَى الْغُرُورْ
أَطْلَعْتُهُمْ طِلْعَ خَفَايَا الْأُمُورْ
حَتَّى إِذَا مَا غَادَرُونِي بُكُورْ
جَاؤُوكِ فَاسْتَعْدَوْا عَلَيَّ النَّهَارْ
عُذْرًا نَوَارْ
لَمْ يَعْرِفُوا سَاكِنَ هذَا الْإِزَارْ
أَنَا بِمَأْوَى الْقَلْبِ بَرٌّ رَحِيمْ
يَعْرِفُنِي أَهْلُ الْهَوَى مِنْ قَدِيمْ
كَيْفَ إِذَنْ تُنْكِرُ فَضْلِي تَمِيمْ
تَأْكُلُنِي وَأَكْلُ مِثْلِي ذَمِيمْ
هَلَّا انْتَهَوْا قَبْلَ بَوَارِ الدِّيَارْ
عُذْرًا نَوَارْ
لَمْ يَلْحَظُوا إِلَّا شُقُوقَ الْإِزَارْ
مَهْلًا تَرَيْ كَيْفَ أَفُضُّ النِّقَابْ
عَنِّي وَعَنْهُمْ وَالْجِهَارُ الْعِقَابْأَ
غَرَّهُمْ مِنِّي انْسِيَابُ الْحَبَابْ
لَنْ يَجِدُوا غَيْرَ كَشِيشِ الْحُبَابْ
صَرَخْتُ وَالْقَوْلُ كَلَوْكِ الْجِمَارْ
غَدْرًا نَوَارْ
تَرَكْتِنِي لِقَوْلِهِمْ يَا لَثَارْ