منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 5 من 5
  1. #1

    مرحلة «الجحيم»: روسيا وأميركا تطلقان يد النظام

    مرحلة «الجحيم»: روسيا وأميركا تطلقان يد النظام

    عبدالوهاب بدرخان *
    الخميس ٣ يناير ٢٠١٣
    لماذا اندفع الروس والأخضر الابراهيمي الى «حل سياسي» ما لبثوا أن أفشلوه بإدارتهم السيئة والمكشوفة الأهداف؟ ولماذا لم يتصرف المبعوث الدولي – العربي بأسلوبه واختار الطريقة اللافروفية؟ إنه التفاهم الاميركي – الروسي، أو تفاهم هيلاري كلينتون – سيرغي لافروف في 7/12/2012 في دبلن. الاميركيون يريدون أن يستبعدوا مسبقاً أي تطوّر قد يضطرهم لاحقاً الى التدخل. حتى «الخط الأحمر» الكيماوي ليس جدياً على رغم أن باراك اوباما نبّه اليه مراراً، واذا تجاوزه النظام السوري فلن تتدخل الولايات المتحدة ولا حلف الأطلسي، وقد فهم النظام أن في إمكانه استخدام هذا السلاح شرط ألا يتخطّى نطاقاً جغرافياً معيناً، وإلا فإن واشنطن و «الناتو» سيعتمدان على تدخل اسرائيلي.
    يتبيّن الآن أن ما أوحاه الاميركيون للمعارضة من اعتماد عليها وما أغدقوه من وعود بالمساعدات المالية والأسلحة النوعية، قبل استيلاد «الائتلاف» في الدوحة وبعده، كان مجرد كلام. وما لا يريده الاميركيون يُحجم عنه «أصدقاء سورية» الآخرون، بدليل أن كل مصادر المعارضة تجزم بأن الدعم المالي والعسكري تضاءل منذ أواخر آب (اغسطس) الماضي ثم توقف كلياً منذ اعلان «الائتلاف». فواشنطن بحثت دائماً عن حل سياسي، صيغته المثلى أن ينخرط فيه الجزء «المقبول» من النظام وأن يتنحّى بشار الأسد فوراً أو بعد بضعة شهور، لأنها لم تعد تستطيع التعامل معه. لكن موسكو حاججت باستحالة الشروع في أي حل اذا لم يكن الاسد جزءاً منه ومتعاوناً فيه، خصوصاً أن المطلوب عاجلاً اعادة هيكلة الجيش والأمن. بعد تردد طويل، سلّم الاميركيون المهمة الى الروس ليعالجوا الأمر مع النظام طالما أنه حليفهم. اشترط الروس التحرك في اطار «اتفاق جنيف» الذي لا يقارب مسألة تنحي الاسد ولو تلميحاً، ووافقوا على تعديل «طفيف» في سياق التطبيق ومن خارج النص. هذا التعديل تمثل في عبارة «حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة»، ما عنى أن الاسد مدعو الى التوقيع على تفويض صلاحياته، أي على «نقل السلطة» الى رئيس الحكومة الذي يُفترض أن يكون نائبه فاروق الشرع. اذا صحّ ذلك، فإنها صيغة متقدمة بل اختراقية، حتى لو عَنَت أن الاسد باقٍ في الصورة لبعض الوقت. وسواء أكانت حقيقة أم وهماً، فإنها تعطي الأولوية لوقف القتل والتدمير ولإغاثة المنكوبين وفتح الأفق أمام تغييرٍ في النظام، أما محاسبة القتلة والمجرمين فتأتي لاحقاً.
    ما الذي حصل؟ انه السيناريو نفسه: جاء الابراهيمي. قابل الاسد. سلّمه «المقترح». استُمهل للجواب. وفي الانتظار ملأ بعض وقته بلقاء مع «معارضة الداخل» التي يعرف مسبقاً أنها لا تقدّم ولا تؤخر شيئاً في تحركه. ثم علم أن فيصل المقداد طار الى موسكو. أي أن الاسد اختار أن يناقش جوابه مع روسيا. اذاً، فالابراهيمي دُعي أيضاً للذهاب اليها ليتبلّغ أن رأس النظام يرفض نقل الصلاحيات، وأنه مصمم على البقاء حتى نهاية ولايته في 2014 وعلى ترشيح نفسه للرئاسة في الانتخابات المقبلة. وطالما أن المبعوث الدولي – العربي جاءه بصفته رئيس الدولة، فليس له أن يتدخل في صلاحياته، فهو من يعيّن رئيس الحكومة ويحدد له مهمّته... وللغرابة ها هي موسكو، وعلى هامش استقبالها المقداد، توجّه دعوة الى ائتلاف المعارضة للحضور والتباحث بشأن الحوار. أي حوار، مع مَن، وكيف، وبأي أجندة، ووفقاً لأي شروط؟
    لم تكن موسكو تمكنت بعد من تسويق «الحل» لدى النظام، فإذا بها تقفز الى تسويقه عند الائتلاف. كانت هذه خطوة غير ديبلوماسية قابلها رئيس الائتلاف بردّ غير ديبلوماسي. لم يكتفِ بأن موسكو المتماهية مع النظام لا تُزار، بل يطلب منها الاعتذار عما ارتكبته بحق الشعب السوري، لكنه لم يرفض مبدأ الحوار، وهذا ما تلقفه ميخائيل بوغدانوف ليقول إن الحوار ممكن في أي عاصمة اخرى. طبعاً دار نقاش ساخن في مختلف أوساط المعارضة حول ردّ معاذ الخطيب، تحديداً حول مسألة «الاعتذار» والذهاب في العداء مع روسيا الى هذا الحدّ، لكن «الائتلاف» شعر بأن الروس والابراهيمي تعمّدوا تهميشه وأنهم لا يقدّمون له أكثر من كرسي الى طاولة حوار مع النظام يعرفون مسبقاً أنه يرفضه.
    هي جولة أولى خاضتها روسيا، وسط صمت اميركي مطبق، وخرجت منها بتهديدات واضحة أطلقها لافروف كما لو أنه يتوجّه بها الى الطرفين، لكنه كان يعني المعارضة. وساهم الابراهيمي بدوره في التخويف من «الجحيم» و «الصوملة» واحتمال سقوط مئة ألف قتيل، مع علمه أن النظام لا يكترث وأن المعارضة لا تستطيع العودة الى الوراء. وإذ يستعد الروس والاميركيون لمعاودة التشاور قريباً لتقويم ما حصل في ضوء واقع أظهر بوضوح أن الطرفين غير جاهزين لعقد تسوية، ما يوجب تركهما ليحرق أحدهما الآخر، لعل الاكتواء بالنار يُنضج «الحل». ماذا يعني ذلك واقعياً؟ في الجانب السياسي ستطلب موسكو، طالما أن واشنطن أطلقت يدها، أن يبادر الاميركيون الى الضغط على المعارضة وضبط «أصدقائها» ولا سيما تركيا التي كان واضحاً أنها لم توضع في صورة ما تحاوله روسيا والابراهيمي. لكن الأسوأ سيكون في الجانب الميداني، لأن النظام تلقى من التحرك الروسي رسالة تطلق يده لإشعال «الجحيم» غير آبهٍ بالاستنكارات الدولية أو العربية التي لم يسمع شيئاً منها بعد مجزرتي حلفايا ودير بعلبة (استخدمت فيها صواريخ «الفاتح» الايرانية، ولم يشر «الناتو» اليها على رغم أنها أقوى من صواريخ «سكود»). في المرحلة الوشيكة سيخوض النظام معركة روسيا، التي باتت الآن تحضّه على الحسم، وتدعم اعتماده على خبرات ايران و «حزب الله»، لأنها تريد وضعاً ميدانياً مختلفاً تماماً حين تعود الى طرح الحل السياسي بعد أسابيع قليلة. وفي الوقت الذي كانت المعارضة تنتظر مدّها بأسلحة نوعية، صار المتوقع أن يحصل النظام على أسلحة كهذه. فموسكو تريد منه أن يظهر قدراته وأن يذهب الى أقصى ما يستطيعه. لذلك يشعر النظام راهناً بأنه في صدد اكتساب الصمت الدولي الذي مكّنه قبل ثلاثين عاماً من ارتكاب مجازر حماه، اذ تتحدّث مصادره عن آلاف القتلى في «مفاجآت مروّعة» في ريف دمشق.
    لم تكن واشنطن وحدها صامتة طوال الاسبوع الديبلوماسي بين دمشق وموسكو، فهل تركت الروس والابراهيمي يحاولون لتقول كلمتها من بعد؟ لا، الأرجح أنها قالت ما عندها يوم 11/12/2012 في العشية المباشرة لمؤتمر «أصدقاء سورية» في مراكش، عندما أعلنت وضع «جبهة النصرة» على قائمتها للدول والتنظيمات الارهابية. فهذا الموقف أفصح عن حقيقة الموقف الاميركي بأكثر مما عبّر عنه الاعتراف بائتلاف المعارضة في اليوم التالي. في النهاية لم تفصل واشنطن مقاربتها للوضع السوري عن العقدة التي ورثتها من تجربتها العراقية، كما لو أنها بلغت في مراجعتها ليس حدّ الندم على اسقاط نظام صدّام حسين فقط، بل أيضاً حدّ الحرص على الإبقاء على نظام بشار الاسد. أما الصمت غير الطبيعي فيبدو أشبه بالفسحة الضرورية الفاصلة بين موقفين ووجهين، فليس مستبعداً أن تستهلّ أميركا 2013 بوجه آخر يقول إنها تقف وراء المساعي الروسية من خلال مساندتها مهمة الابراهيمي، وأنها تعتقد أن الحل المقترح جيد بالنظر الى الفوضى التي غرقت فيها سورية. وفي أي حال أمكن المعارضة، في الاسابيع الاخيرة، أن تلمس انكماشاً في تعامل «الاصدقاء» معها... فتّش عن اميركا!

    * كاتب وصحافي لبناني


    المصدر:
    http://alhayat.com/OpinionsDetails/468522

  2. #2
    المعارضة السورية ارتكبت عدة حماقات جعلت منها لعبة تتحرك بخيوط بيد غير السوريين ، فالمنشقون توجهوا لتركيا ، وهذا خطأ قاتل جعل مما يسمى بالجيش الحر يفقد بوصلته ، ويسير بحسب المصلحة التركية وما وراء ذلك من تراكمات تاريخية سلبية في الذهنية السورية ، ثم دعوتهم للتدخل الأجنبي وما في ذلك من حساسية مفرطة بالنسبة للشعب السوري الذي عانى من الاستعمار ، وانتخابه رموزا محسبوبة على الخط الصهيوأمريكي ، غليون ، وخدام ، والغادري .... الخ .
    كما اعتمدت على السلاح والمال القطري والسعودي ، المرتبطتان ذهنيا وفعليا في العقلية السورية بالسياسة الأمريكية ، وما نجم عن هذا التحالف من نتائج أهمها تدمير العراق وإدخاله في فوضى انعدام الأمن الشخصي ، وما صاحب ذلك من مصائب وفضائح ونكبات وفساد سياسي ومالي وأخلاقي ، فضلا عن الطائفية البغيضة التي تتحكم الآن بمصير السياسة العراقية ، وتحويل العراق لدولة فقيرة لا مياه نظيفة فيها ولا كهرباء منتظمة ، وتقسيم العراق على مستوى الفعل إلى دويلات ثلاث ، رغم تبجحات المالكي الذي جاء نتيجة إفرازات احتلالية ، وبالتالي فالسعودية ليست سوى محمية أمريكية ، وقطر ليست سوى دويلة محتلة تبتلع القواعد العسكرية الأمريكية ثلثي أرضها في السيلية والعديد .
    كل هذا أضعف الحراك الشعبي السلمي المطالب بالحرية وعدد منالمطالب العادلة التي استجاب للعديد منها النظام ، وكان تحول الحراك السلمي للقتال المسلح والمواجهة الدموية نقطة قاتلة في ظل التوازنات التي أفرزتها الحرب على ليبيا ، كما كان تدخل المنظمات التكفيرية والتي تحمل أيدولوجيات منحرفة نقطة سوداء أخرى وما قامت به من أعمال الذبح والإجرام تحت شعار الله أكبر ، وتكبير ....!!
    وتناست الجهات المعارضة التوجهات العالمية والتحالفات الدولية فرفعت سقف مطالباتها فوق ما هو ممكن ، وبالنتيجة كان التغير للحراك العسكري ووضع الثورة تحت رحمة الأجنبي ، ورفع سقف المطالب ، والثقة المطلقة المفرطة بالوعود المرتبطة بأمريكا ، كل ذلك سيجعل الثورة تأكل أصابعها ندما فمن ناحية هي لم تحقق الحرية والعدل للشعب ولا هي أسقطت النظام ، ولا حافظت على ثوبها السوري من اللطخات الاستعمارية والقطرانية والتكفيرية ، وهذا سيحملها تاريخيا المسؤولية كاملة عن الدمار الذي حاق بسوريا والدماء التي أهريقت ، والمشاكل الاقتصادية والسياسية الناجمة عن الحرب الداخلية بعد التسوية المنتظرة ، فالروس والأمريكان يعملون حسب أجندتهم لا بحسب أجندة السوريين بكافة طوائفهم وانتماءاتهم .

  3. #3
    ان اخطات المعارضة فانت اخطات استاذ عبد الرحبم بخوفك من الاعتراف بخيانة النظام ايضا بالاستغانة بروسيا ووو..وقتل الشعب...
    ايها الفلسطيني الحر..
    سامحني فالجمبع مخطئ والجميع استعان بالغرب..
    واخطا....بحق سوريا وانت ايضا..
    انت تخش على راسك لكنني لا...

  4. #4
    محاضر ومسؤول دراسات عليا في جامعة القاضي عياض، المغرب
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    1,497

    ليس في القنافد أملس
    أَسْرِي سَقَى شِعْرِي الْعُلا فَتَحَرَّرَا = وَرَقَى بِتَالِيهِ الْمُنَى فَتَجَاسَرَا

  5. #5
    صيدلانية/مشرفة القسم الطبي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    2,020
    الامم المتحده ...تقديرات الضحايا جاءت بعد دراسه دامت خمسة اشهر .؟؟؟
    حتى هي بدها دراسه ؟؟؟؟
    نحنا بدون دراسه عادينهم ...عل الواقف عم نعدهم ...حفاريي القبور عادين القبور ...المكفنين عم يعدوا .....
    شكرًا ما بدنا منيتكم ...يا حرام ...لو طلع بايدكم عل الاحياء شي ....ما كنتوا ركدتوا تتقاووا عل الأموات .....لأنكم ميتين ...مثلهم .


    من كل شيءٍ اذا ضيعتهُ عوضٌ
    وما منَ اللهِ إن ضيعتهُ عوضٌ
    **********

    واعلم ان الله ما منعك الا ليعطيك
    وما ابتلاك الا ليعافيك
    وما أمرضك الا ليشفيك
    وما اماتك الا ليحييك

المواضيع المتشابهه

  1. الطرب الأصيل والطرب الدخيل
    بواسطة د.أنس تللو في المنتدى فرسان الأدبي العام
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 12-27-2016, 06:45 PM
  2. الجحيم العربي!!!!!!!! للشاعر : عبد الرحيم محمود
    بواسطة عبد الرحيم محمود في المنتدى الشعر العربي
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 02-26-2013, 03:37 AM
  3. مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 07-02-2009, 10:09 AM
  4. من ضفاف الجحيم
    بواسطة د. حسين علي محمد في المنتدى الشعر العربي
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 05-06-2009, 09:04 AM
  5. الجحيم
    بواسطة جريح فلسطين في المنتدى فرسان النثر
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 07-24-2006, 01:11 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •