بسم الله الرحمن الرحيم
أحبتي في الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ 133
الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين 134َ
تأملات في آية
وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً
قال الله تعالى : ( وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً ) [ الإسراء :36 ] .
قال الامام القرطبي : ولا تقف أي لا تتبع ما لا تعلم ولا يعنيك .
قال قتادة : لا تقل رأيت وأنت لم تر ، وسمعت وأنت لم تسمع ، وعلمت وأنت لم تعلم ، وقاله ابن عباس رضي الله عنهما . قال مجاهد : لا تذم احدا بما ليس لك به علم ، وقاله ابن عباس رضي الله عنهما أيضا . وقال محمد بن الحنفية : هي شهادة الزور . وقال القتبي : المعنى لا تتبع الحدس والظنون ، وكلها متقاربة .
وقوله تعالى : إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا : أي يسأل كل واحد منهم عما اكتسب ، فالفؤاد يسأل عما افتكر فيه واعتقده ، والسمع والبصر عما رأى من ذلك وسمع . وقيل المعنى أن الله سبحانه وتعالى يسأل الإنسان عما حواه . سمعه وبصره وفؤاده ونظيره قوله صلى الله عليه وسلم : كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته . فالإنسان راع على جوارحه ، فكأنه قال كل هذا كان الإنسان عنه مسؤولا .
و قال الحافظ ابن كثير : قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس يقول : لا تقل . وقال العوفي : لا ترم أحداً بما ليس لك به علم . وقال محمد بن الحنفية : يعني شهادة الزور . وقال قتادة : لا تقل رأيت ولم تر , وسمعت ولم تسمع , وعلمت ولم تعلم , فإن الله تعالى سائلك عن ذلك كله , ومضمون ما ذكروه أن الله تعالى نهى عن القول بلا علم بل بالظن الذي هو التوهم والخيال , كما قال تعالى: "اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم" وفي الحديث "إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث". وفي سنن أبي داود "بئس مطية الرجل زعموا" وفي الحديث الاخر "إن أفرى الفرى أن يري الرجل عينيه ما لم تريا". وفي الصحيح "من تحلم حلماً كلف يوم القيامة أن يعقد بين شعيرتين وليس بفاعل". وقوله : "كل أولئك" أي هذه الصفات من السمع والبصر والفؤاد " كان عنه مسؤولا " أي سيسأل العبد عنها يوم القيامة , وتسأل عنه عما عمل فيها .
منقول