الوحدة العربية
-الرؤية والمنهج –
لم تعد الوحدة العربية شعار يرفع ولا خطبة زعيم مفوه نصفق له ونسير على دبره بل اضحت ضرورة و حاجة وجودية ماسة لحياة لامة كلها ففي ضل الكم الهائل من التحديات التي تواجه الامة داخليا وخارجيا لابد من النضال من أجل تحقيق الوحدة العربية كي نحافظ على الكيان والهوية العربي ..ونصنع مستقبلا مشرفا لأجيالنا ولا نبالغ اذا قلنا أنها ضرورة حاسمة للإنسانية أجمع .فعندما تخلق دولة قوية كبرى تتمتع بثروات بشرية وطبيعية هائلة جدا فضلا عن عمق حضاري عظيم ستكون بالتأكيد عامل استقرار للعالم كله لقدرتها على موازنة قوى الشر بدولة قوية ذات رسالة حضارية مضمونها رسالة الاسلام السمحاء . اسلام العدل والمحبة .
وعليه لم تعد الوحدة العربية مطلبا عربيا بل اصبحت حاجة انسانية وواجب العرب تجاه أنفسهم والانسانية جمعاء لذلك يجب ان نقدم لشعبنا وللعالم مقاربة جديدة للوحدة العرية ترتكز الى رؤية تستوعب الواقع المفروض عليها وعلى العالم وتتجاوزه عبر منهج نضالي واقعي وصحيح وقابل للتطبيق على الارض .. من خلال خطاب وحدوي معاصر قادر على أن يصل الى كل فرد عربي بل الى العالم باسره .
لذك دأبنا على أن نقدم مقاربة للوحدة العربية ترتكز الى مجملة ركائز اهمها :
1- إن الطريق للوحدة العربية هو طريق الجماهير وليس النخب او النظام الرسمي لذلك يجب ان تكون الخطوة الأولى هي نشر ثقافة الوحدة العربية من اقصى الوطن الى اقصاه .ويجب أن يصل خطاب الوحدة الى فئات الشعب كلها .. وكل بلغته وحسب حاجاته و يجب ان نوصل للشعب ان الوحدة حاجة يومية له ولعائلته ولمستقبل اجياله
2- لذلك فإن البداية الصحيحة للوحدة هي الوحدة الثقافية بين ابناء لامة من اجل الحفاظ على الهوية الثقافية والحضارية للامة التي تجمع كل ابناء لامة والعمل على إنتاج خطاب وحدوي عربي يتجاوز كل الامراض القطرية والطائفية والقبائلية ..
3- يجب أن نوجه خطابا واضحا لشركاء الوطن بأن الوحدة قوة لهم .وانها لن تهمشهم بل على العكس سيكون لهم دور فاعل فيها .. فالدولة لاتي ننشد هي دولة المواطنة التي يتساوى فيها الجميع اما خط شروع الوطن
4- الوحدة العربية تستلزم اولا وحدة التيار القومي العربي على اساس واضح ورصين وتحت مرجعية واحدة . وهذا التيار يتحمل مسؤولية ـتاريخية قومية وإنسانية من أجل تحقيق الوحدة العربية ....لاسيما وأنه الوحيد القادر على تحقيق هذه الوحدة على الارض
5- نؤمن باننا لسنا بالساحة لوحدتنا بل هناك قوى وتيارات مختلفة نتفق معها هنا ونختلف هنا . لذلك يجب ان نتعامل معها بانهم شركاء في الوطن والعمل السياسي تحت خط الشروع الوطني
6- دولتنا المنشودة دولة مدنية ديمقراطية تتسم بالتداول السلمي للسلطة واحترام حقوق الانسان والفصل بين السلطات وسيادة القانون ,, دول تحمي المواطن وتخدمه .. دول تخدم الفقراء والمهمشين ... فهي دول للجماهير وليس للنخب ...... دولتنا دولة تحضر وإنتاج وعمل .
7- الدولة العربية المنشودة ستكون عامل سلام في المنطقة والعالم . استنادا الى رسالتها الحضارية التي تستند الى الروح الحقيقة للإسلام دين المحبة والسلام والعدالة .
8- وحدتنا ليس تجميع اعداد فحسب بل هي تفجير طاقات لامة كلها من اجل بناء دولة قوية ....................