سلامٌ علينا إنْ شَقِينا بعِرضِنا /عبد الملك الخديدي
هنيئاً لك الثوب الموشَّح بالمنى = وبالموعدِ المأمولِ في ساحةِ الهنا
هنئياً لك الشوكَ المغلَّف بالرضا = زراعةُ من يرضى الغوايةَ بيننا
إذا المجدُ في ثوبِ الدعايةِ غايةً = فإنَّ نقاءَ الثوب ضربٌ من العنا
أتمسي مع الداعينَ للهِ مخلصاً = وتُصبحُ للغاوي دليلاً ومُعلِنا
تُخالفُ أخلاقَ الحبيبِ محمدٍ = وأعرافَ من أهدوا لك المجدَ والثنا
تُصرِّحُ في أمرٍ وتدعو لفعلهِ = وتنكرُ آيات الكتاب وشرعَنا
ألم تقرأ ( النورَ ) المبين ضياؤها = لتعلمَ أنَّ الغيَّ منكم تمكَّنا
أما والذي أرسى الجبالَ بأمرهِ = وسوَّى نفوسَ الخلقِ طوراً إلى الفنا
لأنتمْ أشدّ الناسِ جهلاً وظلمةً = تراؤونَ بالمعروفِ ديناً وموطِنا
ولولا ضياء النورِ مازالَ موقداً = لقلتمْ بأنَّ الكونَ يمشي بأمرِنا
إذا كانَ طبعُ الخلقِ يمشي مُخالفاً = لسُنَّةِ أخلاقِ الكرامِ ونهجنا
فليسَ سوادُ الطبعِ مجداً وسؤدداً = إذا غُطَّتِ البيضاءُ بالجهلِ والخنا
تريدونَ خلطَ الزيتِ بالنار رغبةً = بنيلِ المنى من كلِّ وجهٍ تحصّنا
فهيهاتَ للأوغادِ أن تقربَ الحمى = سوى ما تبدَّى من خلاقٍ تعفَّنا
فكمْ حرّةٌ تسمو بدينٍ وعفةٍ = وتعلو بآياتِ الكتابِ تيمُّنا
فما أعظم الأخلاق في دين أحمدٍ = هو القدوةُ الأولى ومفتاحُ رشدِنا
ستبقى بلادُ الوحي قصراً مشيَّداً =بأركانِ دينِ الحق شرعاً مثَمَّنا
سعوديةُ التوحيدِ حكماً ومنهجاً = على السنَّةِ الغرَّاءِِ نوراً مبيِّنا
لنا الفخرُ إن قلنا سلاماً لجهلهم = فلا تخجلوا يا قوم من أمر ديننا
فما العلمُ إلا ما يكونُ هدايةً = وينشر بين الناسِ عدلاً مؤمَّنا
يُعِدُّون للإسلامِ قبراً يضمهُ =لتغدو رحاب الشرك فكراً يضمُّنا
غداً تورقُ الأشجارُ في جنَّةِ الرضا = ويسعى إلى الأثمارِ من كان مؤمنا
ويدنو من الشيطانِ خلٌّ وصحبةٌ = فبئس القرين السوءِ من كان قد دنا
سلامٌ عليكمْ إنْ ظفِرتمْ بمغنمٍ = سلامٌ علينا إنْ شَقِينا بعِرضِنا