عن صناعة أسطورة مانديلا
1. كان مانديلا قائدا سياسيا ومناضلا عظيما ضد التمييز العنصري، تحول بحق إلى رمز للنضال ضد العنصرية.
2. لا علاقة لمانديلا وتاريخه بالأسطورة التي تصنع عنه في إطار الاستهلاك الغربي للرموز والصور.
3. الأسطورة المعولمة التي تحاك عن مانديلا تشبه في صناعتها أسطورة "ليدي ديانا" وغيرها من المشاهير والنجوم.
4. يمكن للعنصريين أـن يتعايشوا مع هذه الأسطورة. فهي لا تتضمن مراجعة للذات، ولا تطلب من الدول الغربية نقدا ذاتيا على دعمها للأبارتهايد.
5. يمكن حتى لأساطين الاستعمار الاستيطاني والابارتهايد في فلسطين أن يحملوا صورة مانديلا وأن يشيّعوا جثمانه.
6. لم يقد مانديلا المؤتمر الوطني الأفريقي في أي مرحلة. كان منذ شبابه في السجن حين أسس المؤتمر فعليا وقاده آخرون تعتم عليهم الاسطورة التي تشخصن القضايا في النجوم.
7. لم يكن نضال شعب جنوب أفريقيا نضال شخص أو مجموعة، بل نضال شعب وقيادة ممأسسة ومنظمة.
8. ولكن قادة المؤتمر أحسنوا صنعا إذ حولوه إلى رمز نضالي في سجنه، وهذا غير الرمز الذي يصنع عنه حاليا.
9. مانديلا لم يكن مناضلا سلميا، ولم يتنازل عن فكرة الكفاح المسلح مبدئيا، ورفض التنصل منها مع أن الفضل لانهيار الابارتهايد يعود للمقاطعة الدولية وليس للكفاح المسلح الذي لم يحسم المعركة.
.10. من يحمل صور مانديلا اليوم يدين الكفاح المسلح في فلسطين، ويرفض مقاطعة إسرائيل.
11. من أهم آليات احتواء القضايا العادلة ضد الظلم شخصنتها وتحويلها إلى رموز يصنعها الظالمون السابقون ويتعايشون معها.
12. أولئك الذين دعموا الأبارتهايد في جنوب أفريقيا ، ويدعمون إسرائيل حاليا يصنعون بهيمنتهم الثقافية والإعلامية صورة المضطهَدين، تلك الإيجابية التي يمكنهم التعايش معها بعد التسوية، وتلك الشيطانية التي تستخدم في الحرب على الضحايا.
عزمي بشارة