ترانيم الفصول/عمر سليمان /رؤية نقدية

[ريمه الخاني]

السلام عليكم
في مهرجان الحكايا الخامس إن لم اكن مخطئة والذي كان في مكز كفر سوسة الثقافي بدمشق أهداني الشاعر الشاب:
عمر سليمان مجموعته الشعرية ولم اكن قد طبعت أي ديوان من قبل وتمنيت لو قابلته بهدية مماثلة ولكن سبحان الله...كل شيئ في وقته سيكون جميلا:
ولهذا حكمته البليغة ربما عند الله أكيد:
قلبتها للمرة الثانية بعدما ازدحمت مكتبتي وحان الوقت كي أتعرف على مالم تسنح لي الفرص لقراءته وزحمة الوقت والقراءات تحاصرنا:
لفت نظري التقديم:
...
من يحاكي أرواح المدن التي سقطت والتي ستسقط عما قليل؟وحده الشاعر يؤرخ للوجدان بعيدا عن عمل المؤرخين والاعلاميين
فغالبا يكونوا منحازين لجهة دون اخرى لذا نجد لكل امة غير تاريخ ولكل حدث أكثر من رواية
( الامة التي ليس لديها شعراء تموت من البرد
هكذا راى الفرنسي الفذ اراغون...
ولكي لاتموت من البرد مازالت امتنا الحية النابضة بالشعرا الدافئين وهم على قلتهم سيكفون ليكون العالم اكثر جمالا.
الخ...
***
وللتقديم بقية نكتفي بهذا من خلال ديوانه:ترانيم الفصول وأعتذر لتقصيري في سبر غور المجموعة مبكرا:
ولكن ألا ترى معي أخي عمر أن امتنا تعيش فصلا قائظا من حمى الشعر المكشوف العورة؟
إننا نريد شعرا يخدم تراب الوطن أو يخدم جهودنا لآخرتنا المشوهة او هدف سام نبحثه فترانا نؤرخ لأنفسنا فقط! لأننا نحوم حول الوجدان والوجدان فقط وهو في صمصمه لم يتغير:
جميل بثينة وعنترة بن شداد الخ..لكنه في هذه المرة لم يكن عذريا لقد ضاجعها وأنجبا ولدا مشوها!!!
مجموعة من القطع الصغير وغلاف أسود أنيق تألف من16 قصيدة نثرية و70 صفحة.الطبعة الاولى 2006
ودون أن نسهب ندرج نصا للشاعر ردا على جميلة وثقته:
ضياع في ازدحام خريفي
كدمعك َتنثنيْ
يا أيها الثاوي بعيدا
تقتفي طيفا من الذكرى وتعدو في شتاءات ِ الشهور ِ
غريب ٌ أيها الباكي بعيدا!
كيف كفنت المآقي بامتحانات الليالي
واشتهاءات العبور؟
غريبٌ!!
كيف تنكأ جرحك َ المفون َ
في حمى السنين ِ كتائب ٌ منْ ناي صمت ٍ
في ترانيم العصور؟
غريبٌ...
ليس مثلك غيرُ طيف ٍ من خيال ٍ
أو ندى من ياسمين ٍ
أو نسيم ٌ من غدير ِ
فديدنك الحنينُ
وصمتك َ الذكر
وظلك َ ماثلا بيت المآقي .. والسطور ِ
***
وحيدا تكتري ورق الفصول ِ
تنتفض ُ الجمر الدفين بدمعة ِ الذكرى
وتخدشك ارتعاشات ُ الرمادْ
فما فعلت ْ شتاءات ُ الطفولة ِ في محاصيل السنينْ؟
قيودك َ تصطلي الحمى على فرش ِ الصقيع ِ
وتصلب ُ العصفور إذ يعلو لسقف ِ الليل في قبر ِ الذهول ْ
فما تركت ْدموع ُ الشمس ِ في خلجات جفن ِ الساقية ؟
هل ألجمت ْ أحلامك َ السمراء قوسا من فضاءات الشتاء؟
أتحزن أيها الثاوي على سفح الشرود ْ؟
أتذرف ُ عمرك َ الممتد ملحا بين أمواج اللياليْ؟
هل تركتَ الوجه تمضغه الفصولُ
ويستبينه النحل ُ في حلم الربيع؟
كأنك أيها الباكي خريف ٌ
تعبث العبرات ُ في أغصانه ِ منْ
بعد أن عرت ْ أنامل َ بردها ذكرى الرجوع ْ
كأنك مرجلٌ
أواه كم رقصت على أجفانه كف ُّ الرياح ِ
وكم سبت أحلامه الظمأى
لجذوته همسة ٍ تشفي غلالته ُ
وتطفئُ فيه ِ أنات ِ الهجوع ْ
***
صحوتَ لتنفض َ الأجفان من جمر اللياليْ
تحتسي شهد الصباح ِ
وتغمر َ الأفق َ البعيد َ
فول ِّ طرفك َ شطر دربك َ صحوة ً
وانس َ الرجوعْ
فإنك إذ غدوت َ على طقوسك َ بعد غفو ٍ -لم تجدها ..
إنها كانت دموع ْ!!!
***
حقيقة لمست روحا رومانسية رقيقة بين جناحي القصيدة تاخذك بعيدا في تعابيرها وتقترب مما يريد الشاعر ان يقوله فالعنوان تقريبا حاول الإفصاح عن حالة الحزن التي تعتري
الشاعر والوحدة رغم ان الصور لم تكن موفقة في بعضها وجاءت معماة غير معبرة عما يريد ان يقول مثل:
وتصلب ُ العصفور إذ يعلو لسقف ِ الليل في قبر ِ الذهول ْ
فالشاعر هو العصفور المصلوب على جادة الحزن والوحدة فهو يعلو لكن في ليل وعلى قبر الذهول...
***
وتخدشك ارتعاشات ُ الرمادْ
لم تكن الصورة هنا واضحة وموفقة ولم تعد البعد الذي كان واضحا في القصيدة فالصور على معظمها جاءت شرحا لحالة الشاعر بطريقة أليفة وجميلة مثل:
وحيدا تكتري ورق الفصول ِ
جميلة تلك الصورة وذات أفق بعيد
***
بعد أن عرت ْ أنامل َ بردها ذكرى الرجوع ْ
هنا وألم الذكرى يوجع الصدر الحزين
***
صحوتَ لتنفض َ الأجفان من جمر اللياليْ
جمر السهر أزاحه الصبح بصحوته وبرد بدايته
*****
جائت القصيدة وحدة جميلة تمسك في معظم أقسامها محور مشاعر الشاعر بمحورية واضحة لتدور حول الغرض الوحيد فيها.
نرجو له النجاح دوما
ولقد نقلتها بحذافيرها رغم ان هناك بعض سقطات طباعية فيها أو ربما كانت زلات في التشكيل دون انتباهة من الشاعر او المدقق.
أعيد شكري الجزيل وقد راقني شعره./بالتوفيق له دوما وإلى المزيد من العطاءات
ريمه الخاني

[منى البزال]

السلام عليكم
أغبط همتك اخيتي ريمه
بالتوفيق ادعو لك بها دوما
منى