ظلمه انتحاؤه المنحيين العقلي والصوفي في وقت كان زملاؤه مندفعين بشدة نحو العاطفية البحتة (الرومانسية)، فاستطاعوا أن يخاطبوا رغبات الجماهير الأدبية المتعطشة إلى الجديد في عصر كانت أمواج التحديث تضرب عقول المثقفين العرب بشدة وعنف.
وظلمه أنه كان صديقاً لشخص عرف كيف يجمع في كتابته السمو بالقدرة على مخاطبة العامة (عامة المتأدبين) هو جبران، وتلك موهبة لا تتأتى لكل أحد، ولم تتأت لنعيمة الذي بقيت كتابته أعلى من أن يحيط بها الجميع.
وبهذا عاش ناسك الشخروب مطوّحاً في أرجاء فلسفاته وتصوفه و عوالمه الروحية لا عوالم الرومانسية البحتة التي غشيت أدب زملائه، لكنه استطاع أن يثبت نفسه مفكراً وناقداً ومعلماً أدبياً راسخاً، أشد رسوخاً من أي من أعلام مدرسته المهجرية في عصره عند الدارسين المتمكنين وأهل المعرفة الحق بالأدب.