جمس الهيئة ..!!
هيفاء ماجد المشاري
حدثتني أم مفجوعة طالبة مني الكتابة عن الهيئة وحسن تعامل أفرادها وحبهم للستر ولسانها يلهج بالدعاء لهم.. فقد اشتبهت الهيئة في أحد مواقف السيارات في شابين وفتاة (ابنتها) التي أغواها رفيقات السوء.. وتمت مساءلتهم فارتبكوا وانكشف أمرهم وتم اصطحابهم للمركز التابع له المخالفة وهنا تم استدعاء ولي الأمر الذي تم إفهامه بضرورة حل الأمر والتعامل معه بحكمة وعقلانية حيث ان (الله سلم).. وتم توجيهه لحل مشكلة الفتاة من أساسها وأخذا التعهد على الفتاة بعد مناصحتها وتذكيرها بغايات هؤلاء الذئاب وتم تزويدها بالأشرطة والكتيبات النافعة وذهبت مع ولي أمرها ولم تحل قضيتها للشرع.. وتم إغلاق الملف بكل سرية..هذا باختصار ملخص الواقعة وهي أمر يتكرر مثاله كل يوم.
تنفرد المملكة بوجود أجهزة لها ارتباط بشعائر الإسلام ومقدساته بحكم ارتباطها بالإسلام موقعا وتاريخا وبحكم ارتباطها بالإسلام شرعة ومنهاجا عطفا على تأسيسها الذي ارتبط فيه الديني بالسياسي ..من هنا جاءت المملكة بانفراد في كثير من المناحي قد لاتوجد في أي دولة سواها بما يلائم ويتوافق مع واقعها..ويأتي جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كواحد من أبرز هذه الانفراديات التي تختص بها المملكة وهو جهاز قديم قدم المملكة ومنذ تأسيسها وتم تطويره حتى وصل إلى ما وصل إليه حاليا. هذا الجهاز الحيوي الهام دأبت بعض الأقلام الموجهة ( بالريموت) من هنا وهناك على تناول هذا الجهاز بالإساءة والقدح فيه وتضخيم بعض الأخطاء التي تحدث من أفراد قلائل فيه وصولا إلى الدعوة إلى إلغائه.. ويتناسون أن هذا الجهاز يمثل أداة تنفيذية لشعيرة دينية جاء القرآن بتأكيد وجوب القيام بها باعتبارها من أهم مقومات استمرار ودوام المجتمعات المسلمة ومن علامات إسلامها.. ويتناسون الأدوار العظيمة التي يقوم بها هذا الجهاز الهام في الحفاظ على الأمن بمعانيه الشاملة الأمني والفكري و الأخلاقي والذوقي وصيانة الفضيلة ..الخ.. ولعل الأرقام والإحصاءات التي يطلع عليها مجلس الشورى كل عام عن إنجازات هذا الجهاز (354 ألف مخالفة على مستوى المملكة1425هـ) تؤكد على أهمية الدور الذي يقوم به في الحفاظ على أمن المجتمع وصيانته من الانهيار والتردي..بل إنه حتى من الناحية العملية فالهيئة تقوم بأدوار تتطلب وجود جهاز يشرف عليها في ظل عدم انضوائها تحت مظلة أجهزة أخرى..وانه لمن الظلم أن يختصر دور هذا الجهاز في (جمسه الشهير) والنداء للصلاة فقط..
لو كانت نوايا هؤلاء الناعقين من الداخل والخارج حسنة لطالبوا بمعالجة الخطأ الصادر من فرد حسب حجمة دون الدعوة لمحاربة الجهاز والدعوة لإزالته فأخطاء وتجاوزات بعض جنود المرور ورجال الأمن وغيرهم موجودة ولم يدع أحد في يوم من الأيام لإلغاء هذه الأجهزة لأخطاء ارتكبها بعض أفرادها ؟ فلماذا الهيئة بالذات ؟؟ ولماذا الحملة عليها هل وصلنا إلى ما كان يقوله قوم لوط (أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون) هل أصبحت حراسة الفضيلة ذنب يجب التبرؤ والاستغفار منه؟؟!!
إن ميزة هذا الجهاز في ظل محدودية ميزانيته هو احتفاظه بميزة الهيبة في النفوس رغم عدم حمل أفراده لأي سلاح واحتساب القائمين عليه الأجر والثواب من الله دون أي غاية بل فهم يعملون حتى خارج أوقات العمل الرسمية دون تذمر ويواصلون السهر والتعب..
وهذا الجهاز بحاجة للدعم المادي والمعنوي ليقوم بأدواره وتدريب كوادره وهوبحاجة إلى إصدار لائحة بالمخالفات التي يقوم بمكافحتها والمعروف الذي يأمر به ليكون الناس على بصيرة وهو بحاجة إلى تنظيم هيكلي يرجع فيه كل مجموعة من الأفراد الميدانيين إلى طالب علم ثقة يوجه ويرشد تصرفاتهم ومبادراتهم لكي لا يفتح المجال للناعقين والمصطادين في عكر المياه.. وهو بحاجة إلى التدقيق في اختيار كوادره من جميع النواحي فالحماس وحده لا يكفي..وهنا أدعو إلى تعديل وتحسين كادر الجهاز وسلمه الوظيفي.. وأدعو إلى فتح باب الوقف له لدعمه ..من جهة أخرى أود الإشادة بما يلقاه هذا الجهاز من مؤازرة من قبل قيادة هذا البلد ولعل تصريحات سمو وزير الداخلية مؤخرا كافية لإخراس الألسنة الحداد التي دأبت على الفتنة ضد الجهاز.
بصراحه كتبت الموضوع أو نقلته بالأصح ..
كي نسكت الألسنه التي .. تتطاول على أهل الحسبة
التي تشنع أفعالهم الأصلاحيه ..
أنني والله أظن بهم خير ولن تهلك هذه الأمة طالما هناك من يوجهه أو يردعها عند الخطأ.
وأن حصل تقصير أو سوء تدبير فهم بشر .. الخطأ الذي أن حصل قد يثاب عليه ..
لا بد على كل فرد أن يدعو لهم في صلاته وسجوده.أن يثبتهم ويعلي رأيتهم
قالت السيدة عائشه رضي الله عنها ( أنهلك وفينا الصالحون يارسول الله قال نعم إذا كثر الخبث ..) بما معناهـ
لكننا لن نهلك بوجود المصلحون لأن الصالح خيرهـ يعود إلى نفسه اما المصلح فخيرهـ يتعدى إلى غيرهـ..
اللهم كنا مع أخواننا أهل الحسبة وشد من أزرهم وجازهم عنا أحساناً وغفرانا .
.....................
هذا والله أعلم