يا قوم ..يا قوم ..يا قوم : إن أمير المؤمنين جابر إبن هاشم بن خويلد بن ثعلبة بن عمر بن مصعب بن جحش بن طارق بن زياد....(إلى آخره) يدعوكم غدا للتجمع تحت شجرة التين قبالة بيته لمبايعته على القتال ضد الإفرنج و الروم و فتح الأندلس من جديد ..هكذا نادى فينا (شاويش) و خادم أمير المؤمنين رجب إبن مسعود بن مسعور بن مرة من قبيلة بني كلب في السوق على طريقة أجدادنا الأولين بعيدا عن إعلانات الفيس بوك و تويتر و رسائل الجوال أو التلفزيونات لقد كان أمير المؤمنين جابر حريصا على التشبث بالماضي و الإقتداء بالأجداد ...في الغد كان الجميع في الموعد تحت شجرة التين ..جلس أمير المؤمنين على منبره المتمثل في صخرة عليها جلد شاة و جلسنا نحن القرفصاء ناصتين إليه باهتمام يقول أمير المؤمنين في خطابه : أيها المجاهدون (البلاشغلاوش) عفوا الأشاوس لقد إنحرفت الأمة حين تخلت عن السيف و الرمح و الخنجر و الدواب في قتالها ضد أعدائها فهذه الأدوات كلها خير و بركة وهي التي أباحها لنا الإسلام دون غيرها أني أدعوكم اليوم إلى العودة و إنتهاج نفس الأساليب التي تمكن بفضلها الأجداد من الإنتصار على الأعداء عودوا لنكن على منوال عنترة إبن شداد و قيس إبن الملوح و ..و ..يا قوم : جهزوا خناجركم , نبالكم , رماحكم , أقواسكم و دوابكم و هيّا لنستعيد الأندلس ...رددنا وراءه جميعا : الله أكبر, الله أكبر نبايعكم يا أمير المؤمنين تحت شجرة التين على السمع و الطاعة ..
(بالروح بالدم نفديك يا جابر بن زياد ) بعد ذلك ألقى سيدنا جابرفي يد كل واحد منا (صرة )بها بضعة قروش ثم أمرنا بالإستعداد للزحف على بلاد الإسبان في القريب العاجل ... عدت إلى البيت ,إشتريت جحشا صغيرا لأني لا أملك لا ثمن حصان و لا ناقة , صقلت سكة محراث قديمة لأصنع منها شيئا يشبه الرمح ثم ذهبت إلى الحداد ليصنع لي سيفا و في اليوم الموعود :يوم الزحف ركبت الجحش ,لقد كان قصيرا جدا لدرجة أن رجلايا كانتا تلامسان الأرض.. شعرت أني كمقاتل في العصور الأولى من تاريخ البشرية حيث كانت قربة الماء التي هي من جلد الماعز متدلية على ظهري و الرمح بيساري و صاع من تمر هو زادي مربوط يتدلى على صدري و ها أنا أخيرا أقفت أمام بيتي ممتطيا الجحش لأودع أهلي : رفعت السيف بيميني ثم رددت بأعلى صوتي قول المتنبي : الخيل و الليل و البيداء تعرفني و السيف و الرمح و القرطاس و القلم : يا معشر الجن و الإنس أني ذاهب للقتال في بلاد الإسبان قريبا سوف تكون المغنية الإسبانية الشهيرة شاكيرا في أسري سوف نخيّرها بين أن ترقص بالنقاب أو أن تدفع لنا الجزية وهي صاغرة و كذلك كل لاعبي ريال مدريد و برشلونة بما فيهم ميسي أغلى لاعب في العالم ثم أنطلقت مُكِيلا للجحش ضربات لاذعة بالسوط , إلتقيت و الجماعة على شاطئ البحر الذي سنعبر منه لغزو الإسبان , وقف أمير المؤمنين جابر بن زياد شاهرا سيفه قائلا على طريقة القائد طارق إبن زياد :أيها الناس البحر من ورائكم و العدو من أمامكم و لا مفر لكم من القتال و النصر ثم إمتطينا الزوارق و خضنا عباب الموج و ما هي إلا لحظات حتى طوقتنا فرق حرس البحرية الإسبانية من كل جانب و قُبض علينا جميعا ليحتجزوننا كالخرفان لعدة أيام في مأوى خاص بأولئك المساكين الفارين من بلدانهم في نطاق (الهجرة الغير شرعية )بحثا عن لقمة العيش.. لم نجد من الإسبان سوى الطيبة و كرم الضيافة... لقد مكنونا جميعا من العمل و الوظيفة بما فينا أمير المؤمنين الذي كان يحثنا على القتل و الإرهاب بإسم الدين مستغلا حاجتنا..
طاب لنا العيش هناك و صرنا نلتقي في عطلة نهاية كل أسبوع مع أمير المؤمنين جابر بن زياد الذي حلق لحيته الكثة و صار يحثنا على الذهاب معه للحانة و هو لا يكاد يصحو جراء معاقرته (لمية الشعير)و للنبيذ الإسباني المعتق
أخيرا صحوت على أصوات الباعة المجاور للبيت ..الحمدلله لم يكن حقيقة تصوروا لو لم يكن حلما ماذا سنفعل بالسيوف لو رجمتنا طائرة بالقنابل من فوق لتجعل دماءنا تختلط و دماء حميرنا