شروط واهداف القص نستلهمها من القرآن الكريم
{نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ }يوسف3[ يوسف ] الله تبارك وتعالى يقول نحن نخبرك ونروى لك ونعرفك - يا محمد يا رسولي ومصطفاى وأحب خلقى - أحسن وأفضل وأجل وأقيم وأجمل القصص بما أوحينا إليك بإرسالنا جبريل يتلو عليك ويسمعك ويحفظك هذا القرآن الذى هو نور منا لك وللعالمين ، لنعرفك ما لم تكن تعرفه عن أخبار السابقين من الرسل والنبيين إخوتك وغيرهم الذين لم تعرفهم وتعايشهم من الأمم السابقة التى ليس لك بها علم أنت ولا أحد من أمتك ، لكى نثبت فؤادك ونطمئنك ونبهجك ونسري عنك ونعظك ونعلمك ، ونثبت قلبك على الإيمان 0 هذا هو المعنى الأول , وهنا القص والإخبار والتعريف خاص بسيدنا محمد أولا لأنه المعنى من الله بالدرجة الأولى لأنه نبيه ومصطفاه وأحسن خلقه إليه تبارك وتعالى 0 وبما أن القرآن بنى على التشابه والمثانى مما يحمل للكلمة أو الآية معنيين وقد عرفنا الأول ويبقى الثانى حيث ينصرف المعنى على العموم لمن يقرأ هذا القصص فى القرآن يصبح هو المعنى بنداء ومخاطبة الله له أنا وأنت وغيرنا , ويصبح المعنى من الله الذى يقول نحن نخبرك ونعلمك ونعرفك أنت يا من تقرأ القرآن المتضمن لهذا القصص نعرفك بما لم تكن تعرفه عما سبقك من أخبار المرسلين السابقين من الرسل والأنبياء والصاحين وغيرهم من الطغاة الفاسدين والكفرة الملاحيد لكى تتعظ وتتعلم وتعرف قدرة الله وأحكامه وثوابه وعقابه ووعده ووعيده لمن يخالف أوامره ونواهيه ويكفر أو يؤمن برسله ، وكيف ينال من آمن واستحق ثوابه ، ومن كفر كيف استحق عقابه وناله فى الدنيا والآخرة ، وذلك من أجل أن نطمئن ونسعد ونفرح ونقوى من إيمان من يؤمن بالله ، ونخيف ونرعب ونرهب من يكفر ، كما تكون تسرية وتسلية وإمتاعا واتعاظا لمن يريد أن يفرج عن نفسه من كرب يلاقيه ، أو من حزن يرفل فيه أو من يأس يعانيه فيقرأ هذه القصص ويتذكرها ويفهمها ويعيها حتى تكون له السلوى والعلاج النفسى الذى يعالجه من كل ما علق به من أدران ومخاوف وأحزان وغيرها ، فتكون سببا لتجديد الأمل والاصطبار على صعوبات الحياة وتكون الزاد لمواصلتها والإحساس بجمالها وحلاوتها والتمسك بطاعتي ومحبتي وشكواه واللجوء إلىَّ فى كل شىء , فأنا المعين وأنا مفرج الكروب وقابل التوبة وباعث السرور ومبدل السيئات بالحسنات وأنا الذى أجزى وأنا الذى أعاقب وأمرى بين الكاف والنون ، وإنى قادر على كل شيء بالحق والعدل والإحسان ، وأنا أقرب لك حين تنادينى من جوارحك نفسها لأنى أراك وأعرفك ولا تخفى على خافية لأنى لا أنام وأنا الرحمن الرحيم اللطيف بك 0
ونقصُّ عليك يا محمد - صلى الله عليه وسلم - من أخبار الرسل الذين كانوا قبلك ، كل ما تحتاج إليه مما يقوِّي قلبك ويشد من أزرك ويزيد من صبرك ليعينك على القيام بأعباء رسالة الإسلام التى هى للناس كافة ، وقد جاءك في هذه السورة التى تشمل القصص المتنوعة وما اشتملت عليه من أخبار وتعريف وتسرية وتعليم لبيان وتوضيح الحق الذي أنت عليه ، وجاءك فيها موعظة تزيد من إيمان المؤمنين وردع يرتدع به الكافرون ، وذكرى يتذكر بها المؤمنون وإيقاظ لضمائر العاصين والخارجين عن طاعتك وطاعتي0
نعرفك يا محمد أخبار ما قد سبقك من إخوتك من الرسل والأنبياء الذين سبقوك وآتينا كل واحد كتابه وقد آتيناك من عندنا هذا القرآن العربي معجزة لك وتشريفا لأمتك من العرب وذكرى لمن يتذكر 0
ما سبق هو خلاصة الفائدة والهدف الأعظم من القصص ، حيث فيها العظة والعبرة والنصيحة والتعليم والذكرى والتسرية والتسلية والاقتداء والعلاج النفسى بالخلاص من الأحزان ، والتسرية عن الفؤاد والسرور والبهجة للقلوب ، والتطهير للضمائر من الأدران والشرور والآثام ، والعلاج للنفوس من الأحقاد والكره والعداء وتخليص العقول من اليأس والقنوط والشرور ، وزرع الآمال فى النفوس0