الكرتون صناعة جديدة بدأت تضيء في سمائنا

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
المصدر بلدنا
17 / 03 / 2007
منذ فترة عرض فيلم “خيط الحياة” كأول فيلم كرتوني سوري من إنتاج مشترك بين المؤسسة العامة للسينما و شركة “Tiger Production “، وقد لفت هذا الفيلم الأنظار لتقنيته العالية وجودته ودقة تنفيذه، وأكثر ما يدعو إلى الاهتمام هو بدء الالتفات إلى أهمية التوجه إلى الطفل وحاجاته وأهميته كركن أساسي من أركان المجتمع، والجدير بالذكر أن “خيط الحياة” فاز بجائزة ذهبية في مهرجان سينما الطفل في القاهرة مؤخراً...."بلدنا” توجهت إلى شركة “ Tiger Production “ المختصة بإنتاج الأفلام والمسلسلات الموجهة للأطفال، للاطلاع أكثر على آلية العمل وأهميته، والتقينا بالمخرجة “رزام حجازي”، والرسامين مصممي المناظر والشخصيات، وكان اللقاء التالي:

المخرجة "رزام حجازي"

¶ لنبدأ من اختصاصك كدراسة أكاديمية، أنت خريجة قسم الدراسات المسرحية في المعهد العالي للفنون المسرحية، كيف انتقلت للعمل بـ"الأنيميشن" والأفلام الموجهة للأطفال؟

- بالنسبة لدراستي، أنا دخلتُ المعهدَ لكونه المكان الأكاديمي الوحيد الذي يدرّس الدراما، وطموحي الأساسي كان أن أدرس الإخراج، وبما أنه لا يوجد اختصاص في الإخراج، اخترتُ دراسة المسرح واتبعت دورات في الإخراج خلال دراستي في المعهد في سورية وخارجها كفرنسا مثلاً، والدروة كانت في الإخراج السينمائي، كما قمت بالعديد من الدورات الأخرى منها في مركز التدريب الإذاعي والتلفزيوني للسيناريو والإخراج، أما وجودي في شركة تنتج للأطفال هو بمحض المصادفة، فقد دعيت للعمل بشركة للأطفال ووجدت هذا شيئاً جميلاً جداً، فحاولت تنمية قدراتي من خلال دراسات وبحوث عن التربية فتعلمت كيف أوجّه صورتي للطفل.

¶ ما أهمية أنك تتوجَّهين للطفل؟

- أهم شيء أن الطفل هو الأساس، فعندما تقدمين شيئاً للطفل فأنت تعدّين شاب المستقبل، وهذا مهم جداً، ولدينا قلة في الاختصاص بالطفل، أنا لا أدعي أنني مختصة طبعاً وأنا قدَّمت أعمالاً للكبار، ولكن فعلاً هناك ندرة بالتوجه للأطفال من قبل المؤلفين والمخرجين ويعتبرونها درجة ثانية حتى إن وجدت شركة ترغب بالإنتاج للأطفال تستدعي مخرجاً من الدرجة الثانية، وحتى الميزانية المخصصة لعمل الأطفال تكون قليلة، على الرغم من أنه فعلياً العمل الموجه للطفل مسرحياً كان أم سينمائياً مربح أكثر لأن مجتمعنا كبنية اجتماعية أكثر نسبة فيه هم الأطفال، ونحن نفتقد للوسائل الترفيهية المخصصة للأطفال فعندما يوجد عمل للأطفال، الأسرة كلها تحرص على حضور هذا العمل، وبالتالي تحصل الشركة المنتجة على مردود مادي مربح.

¶ إلى أي مدى الأعمال المخصَّصة للأطفال والتي تنتمي إلى مجتمعنا لها تأثير إيجابي على الطفل وبالتالي على المجتمع؟

- النقطة الأهم هو أنها عندما تؤثر على الطفل يمتدُّ هذا التأثير على المجتمع بأكمله وإذا أردنا أن نتحدَّث حول أن تكون الأعمال نابعة من بيئة محلية، فهذا مهم جداً فأنت من خلال الأعمال الدرامية بشكل عام توجهين رسالة حتماً، والطفل لديه رؤية وقدرات واستيعاب كما الكبير تماماً وهو ينتظر أن يرى صورة جميلة ودراما ممتعة، ولكنه يختلف عن الكبير بأنه أقل تجربة ويمتلك ذائقة أنظف، وهذا يساعده على استقبال ما يقدم له والتأثر به بشكل أكبر، فلماذا لا أقدّم له همَّه ومشاكله وأفراحه النابعة من بيئته هو، فالمهم أن يرى الطفل نفسه، العلاقات المحيطة به، عادات مجتمعه، وهذا كله أهم من أن يرى ماهو مستورد ومن أن يرى طبيعة مختلفة وعلاقات بعيدة عن بيئته، فهذا قد يشكل حاجزاً بالنسبة له، أما عندما يرى نفسه فستصله رسالة العمل أسرع.

¶ ألم تشعري بالخوف عندما بدأت بالعمل للأطفال، وخاصة أن فيه مسؤولية كبيرة، فكما قلت كل ما يدور أمام الطفل يؤثر فيه ويحفر في ذاكرته، فالطفل يتعلق بشخصيات الكرتون ويتأثر بها ويردّد كلماتها؟

- لأنه ليست لدينا خبرة متراكمة نستند إليها، فهذا يعني أنك تبدأ من الصفر تقريباً، وعندما أقوم بعمل للكبار فأنا أضع رأيي الذي يمكن أن يخالف كل آراء المجتمع، أو رأيي الذي يمكن أن يضرب قيمة معينة لدى بعض الأشخاص لكن برأيي، هذه القيمة خطأ، لكن عند التوجه للطفل يجب أن تسيطري على نفسك وهذه السيطرة تستند إلى معايير تربوية فعملياً كل كلمة تقال أنت مسؤولة عنها فقيمة خاطئة قد تؤدي إلى تشوه الفكر إلى تشوه أخلاقي، ومن هنا تنبع صعوبة العمل للأطفال، وهذا لا يلغي طبعاً أنني أقدم رأيي لكن ضمن ضوابط تربوية وأخلاقية معينة.

¶ هل تستعينين باختصاصيٍّ تربوي أو اختصاصي نفسي عندما تعملين على فيلم للأطفال؟

- بما أنني أعمل في شركة Tiger Production يوجد لدينا في الشركة رقابة تربوية ولدينا قسم كامل ليقوم بدراسات وأبحاث حقيقية وليقوم بترجمة كتب مختصة، وكل من يعمل في هذا القسم خريج بالتربية وعلم النفس ومختص بالتربية وعلم النفس الإعلامي، وهذا جانب ممتاز، أنا أطلب منهم أبحاثاً معينة حول كل عمل أقوم به، فكل فئة عمرية لها توجه معيَّن ولها مطالب وحاجات نمو خاصة، فمثلاً العمر من السنتين إلى ست السنوات له طريقة مخاطبة معينة فأنا أتعرف من خلال القسم التربوي على حاجات ومطالب النمو كي أنمّيها ونعمل على زيادة الجرعة قليلاً ونعمل على التوافق العصبي والفكري والعضلي، ونحن نعمل على كل هذا كي نراه في العمل وحسب نوع العمل فأحياناً نقدم أعمالاً موجهة علمية وأحياناً أخرى سلوكية وأحياناً أفلاماً مثل "خيط الحياة" أو مسلسل مثل "كليلة ودمنة"، الذي يعرض حالياً على قناة الجزيرة، فهذا مثلاً عمل دراما يحوي السلوكي والتربوي ولكن الأساس فيه هو الحكاية التي تقدم فكرة أو هدفاً أو عبرة.

¶ أعمالك التي قدمتها للأطفال ماهي؟

- الجزء الثاني من مسلسل "دمتم سالمين"، "وعليكم السلام" وهو من إنتاج مجلس التعاون الخليجي، مسلسل عن مكافحة التدخين، أفلام قصيرة لليونيسف، مسلسل "كليلة ودمنة"، وحالياً أقوم بالعملية النهائية لفيلم "كليلة ودمنة"، وأنا سعيدة جداً بالعمل على كليلة ودمنة، فهو عمل من بيئتنا تماماً حتى إننا في هذا العمل حافظنا على ثقل اللغة العربية الموجودة في الكتاب الأصلي، ولاحظنا أن اللغة العربية الفصحى لم تكن حاجزاً، فالأطفال معتادون على سماعها من خلال أفلام الكرتون حتى المدبلجة.

¶ هل يمكن أن نعتبرك مختصة بالعمل للأطفال؟

- ممكن، لكن أنا الآن لدي فكرة عمل للكبار أعمل عليها، لكنني في الحقيقة أحببت العمل للأطفال.

¶ معظم أعمالك هي "أنيميشن" فماذا يختلف عمل "الأنيميشن" عن العمل مع الأشخاص، وما الذي يصل إلى الطفل أكثر؟

- العمل الناجح ناجح بغض النظر عن نوعه، فالذي يصل إلى الطفل هو العمل المتقن المدروس، أما كتنفيذ، فالكرتون أصعب بكثير، لكن كجوهر دراما هو واحد، لكن تقنية العمل للكرتون أصعب وتحتاج إلى جهد أكثر.

¶ ماهو دور المخرج في عمل الكرتون؟

- عمل مخرج الكرتون هو نفس عمل مخرج الـ"لايف" باختلاف أن الأشخاص الذين نعمل معهم هم أشخاص مختلفون، وبالتالي طبيعة التوجه لهم مختلفة، يبدأ عمل المخرج من النص، فيضبط النص درامياً يدرس الشخصيات، ثم نقوم بما يسمى characterization أي نبني الشخصيات على الورق، أي أوصِّف الشخصية تماماً بشكلها وبجميع تفاصيلها كما أتخيَّلها، مستندة بذلك على البنية الدرامية فمثلاً هذه الشخصية أريدها بحاجب سميك وأنف حاد وملامح عربية كي يعبر لي عن كذا، تماماً كما أختار ممثلاً، وأبدأ بالعمل مع الرسام إلى أن نصل إلى الشكل النهائي، والشيء ذاته مع الخلفيات، فأنا مثلاً أعطي الرسام مفاتيحاً، فأقترح أن نستند مثلاً إلى لوحات "رامبرانت"، لكن أنا لا أريد مطابقة "رامبرانت" لكن أستمد منه حالة أو لوناً أو طبيعة، يصبح لدي "شخصية مرسومة غير متحركة وخلفية بجوها العام، وعندما يبدأ التحريك نعمل على الـ decoupage أي التقطيع كأي عمل درامي، بعد التقطيع نقوم بما يسمى الـ Storyboard التي تعني توصيف سينارريو الصورة، فاللقطة الدرامية مثلاً ترسم بعدة لوحات، فالرسام يأخذ حركة الشخصية تماماً بعد التوصيف الذي يقوم به المخرج، فهو يطبق هذا التوصيف ويبقى تميز رسام عن آخر بكيفية إعطاء المشهد الكرتوني حساً أكبر وحياة أكثر.

¶ كيف تختارين الممثلين الذين سيقومون بتأدية أصوات شخصياتك الكرتونية؟

- نبدأ بما نسميه sound bed أو فرشة الصوت، فبعد أن أوصف الشخصيات أختار الصوت الذي يناسب توصيف الشخصية، ثم نسجل النص قبل رسم أي شيء، فالمدبلج يرى الشخصية المرسومة غير متحرِّكة، ثم يدخل إلى الدوبلاج ونعمل معاً على التعبير عن الحالة من خلال الصوت، ثم نطبق الصوت على الـ storyboard غير المتحرك، فنحصل على فيلم غير متحرك، والرسام عندما يبدأ بالرسم يستند إلى sound bed، وهذا يساعده على رسم الشخصية أكثر.

¶ إلى أي درجة يتجاوب الممثلون السوريون النجوم معكم للقيام بتأدية صوت شخصية كرتوينة، مع العلم أن أهم نجوم هوليوود يقومون ببطولة أفلام الكرتون؟

- أعتقد أن ممثلينا السوريين لن يكون لديهم مانع في العمل في مسلسل أو فيلم سوري كرتوني للأطفال، لكن ماحدث أنه لدينا مجموعة من الممثلين الذين اعتدنا العمل معهم في الدوبلاج، والدوبلاج هو فن بذاته وهو عمل صعب ويحتاج لتقنية وحرفية، طبعاً أي ممثل موهوب يمكنه القيام بها، لكن كما قلت هناك عدد من الممثلين الذين أصبحوا شبه مختصين بهذا العمل الذي يتطلب تخصيص وقت وجهد، وأعتقد أن الطفل ينجذب لفكرة أن ممثلاً نجماً يؤدي صوت شخصية كرتونية ما.

¶ ننتقل للحديث عن فيلم "خيط الحياة"، كيف بدأت فكرته؟

- قصة الفيلم مأخوذة من التراث العالمي، أخذتها الكاتبة "ديانة فارس" وصنعت نصاً دراميا وقدمته إلى المؤسسة العامة للسينما، الني أخذته بدورها وقدَّمته إلى شركة tiger production وطلبت العمل عليه، وعندما جاءنا النص لم يكن جاهزاً لأن يكون كرتوناً، فأعدنا بناء النص ليصبح جاهزاً لتقديمه كفيلم كرتون، وأنجز فيلم "خيط الحياة" بسرعة قياسية بالنسبة لما يأخذه عادة فيلم كرتون، فمثلاً فيلم "cars“ الذي حصل على "الغولدن غلوب"، استغرق إنجازه ست سنوات، بينما "خيط الحياة" أنجز بحوالي السنة لكن فعلاً عملنا ليل نهار.

¶ كيف تختارين فريق عملك؟

- نحن ليس لدينا دراسة أكاديمية لصناعة "الرسوم المتحركة"، فنعتمد في العمل على خبرات شخصية سواء خريجو فنون جميلة أو معهد أدهم إسماعيل، أو موهبة خاصة أو مبدعون يحبون العمل في الأنيميشن، ونحن لدينا في الشركة عدة ورشات والجديد فيها يتعلمون ممن سبقهم، وأنا عندما أريد أن أعمل أنتقي إحدى الورشات من ضمن الورشات الموجودة في الشركة.

¶ وللموسيقا دور مهم في فيلم الكرتون، كيف تنتقين موسيقى عملك؟

- الموسيقا جداً مهمة في العمل، ومن ألف موسيقا "خيط الحياة" التي نالت إعجابا كبيرا، هو "سيمون أبو عسلة"، وهو في الأساس يعمل في الشركة ويقدم أعمالاً للأطفال، نبدأ مع الموسيقي من النص، فمثلاً أنا اخترت أن يكون المشهد الفلاني هو أغنية، فأتفق مع مؤلف الأغاني على سيناريو الأغنية، التي اعتمدها لتكون ضمن نسيج العمل، ثم أنتقل للحديث مع مؤلف موسيقا الفيلم فأشرح له حكاية النص وما الذي أريده من كل أغنية، ونعمل على صيغ إلى أن نصل إلى صيغة نهائية.

¶ بما أنك خريجة مسرح، ألم تفكري بعمل مسرحية للأطفال؟

- وارد جداً أن أقدّم مسرحية للطفل، وكانت لي تجربة لم تكتمل في بداية عملي.

¶ ماهي أهمية الأعمال الموجهة للطفل، وكيف تؤثر الأعمال الدرامية بمختلف أشكالها على الطفل؟

- الدراما تؤثر على الكبير، فما بالك بتأثيرها على الطفل، لأن الطفل يحب أن يسمع الحكايا، وفعلاً يأخذ العبرة منها فهي تثير خياله وتغذيه، وهو يحب اللعب والدراما فيها الكثير من اللعب، ويمكننا عبر الدراما أن نمرّر ما نريده عبرها إلى الطفل، فالدراما من أهم المؤثرات، فأن نقدم دراما موجهة بشكل صحيح ومدروسة تؤسس وتبني طفلا سويا.

¶ لماذا لا نحاول تقديم الدروس والمناهج التعليمية عبر الدراما، فبدل أن تكون دراسة جافة تنسى بسهولة تكون عبر كرتون مسلٍّ ومؤثر؟

- هناك مدارس مخصصة للتعلم عن طريق اللعب، وإدخال الدراما في المدارس شيء مهم جداً وينمي ويضيف الكثير إلى شخصية الطفل، وفي كل دول العالم المسرح أساسي في كل مدرسة.

¶ هل تتوقعين مستقبلا أفضل لأفلام الكرتون في سورية؟

- أعتقد ذلك، فحالياً وعلى الأقل نحن كشركة tiger production نقوم بتحضير أعمال عديدة، وفعلاً هذه الأعمال مطلوبة جدا، وأنا أستغرب قلة الشركات المنتجة لهذا النوع من الأعمال لأنه فعلاً لدينا نقص كبير في أعمالنا الخاصة، وهذا فنٌّ قائم بذاته، ولدينا عددٌ كبير من خريجي الفنون الجميلة الذين يمكنهم الاختصاص في هذا المجال، والأجدى أن يفتتح قسم خاص بالـ "أنيميشن" الذي هو رسم ودراما معاً.

¶ هل سيعرض الفيلم جماهيرياً؟

- نعم، وقريباً سيتم عرضه في جميع المحافظات السورية إن شاء الله.

¶ هل لديكم طموح بأن تدخلوا من خلال أفلام الكرتون في مسابقات عالمية؟

- بصراحة، لم يخطر هذا الموضوع ببالنا مطلقاً، بل كل ما فكرنا به هو تطوير أدواتنا، وأنا بشكل شخصي لدي شعور بأن كل عمل جديد أقدّمه يكون أقوى من سابقه وهذا منذ بدايتي مع الشركة، حتى إنني الآن عندما أعيد النظر في "خيط الحياة" أشعر بأنني تجاوزته ويمكنني القيام بالأفضل، ويبقى المهم بالنسبة لنا هو تقديم عمل جيد، إن شارك في مهرجان وفاز فهذا ممتاز.

¶ مشاريعك الجديدة؟

- فيلم "كليلة ودمنة"، وفيلم مشترك بين مؤسسة السينما وTiger Production.

مصمّما المناظر والخلفيات: "نورس نهار وأشرف الأسدي"

¶ كيف تبدؤون العمل، هل تستوحون الجو من تعليمات المخرج أم تعتمدون على النص؟

- نحن نقرأ النص طبعاً ولكننا طبعاً نعتمد على رؤية المخرج، ونقدم اقتراحات من الطرفين حتى نصل إلى الصيغة النهائية.

¶ هل تعتمدون على مخيّلتكم أم على مرجعيات معينة؟

- إجمالا الخيال هو الأساس في العمل الإبداعي، لكن هناك المواضيع الموثقة أو التاريخية التي نستعين من أجلها بمراجع.

¶ العمل الموجَّه للأطفال عادة فيه مجال للخيال الجامح واللعب والأفكار الجديدة، فإلى أي درجة يجب أن يكون الفنان يملك الخيال والمرجعيات ؟

- في البداية هناك أمر مؤكد أنك عندما تعمل في فيلم الكرتون فأنت تخاطب طفل وبالتالي الخيال هو الأساس، وأنت عليك أن تعيش في جو العمل وتشطح بخيالك وتراه من زاوية رؤية الطفل، وعليك دائماً أن تغذي خيالك من خلال مشاهدة أعمال فنية ومناظر طبيعية.

¶ أنتم تقومون بتصميم الخلفيات والمناظر الثابتة، كيف تنسقون مع المخرج؟

- فكرة المخرج ورؤيته هي أساس العمل، لكن طبعاً يبقى للمصمم رأي ورؤية، وعلاقة المصمّم بالمخرج تبدأ مع بداية العمل ولا تنتهي إلا مع نهايته، وأحياناً نتناقش ونختلف بوجهات النظر وهذا الاختلاف قد يوصلنا إلى نتيجة جيدة.

¶ ماهي آلية عمل المصمم في فيلم الكرتون؟

- يأتينا الفيلم ضمن سيناريو محدَّد ضمن مكان موصف حسب دراسة المخرج، وعلى هذا الأساس نبدأ بتخيل العمل ورسمه في مخيلتنا، فمثلاً إذا كان الفيلم مثل "خيط الحياة"، غير محدد بزمان ومكان، لكن له نمط شرقي في عهد المماليك مثلاًُ، فاعتمدنا بعض المراجع التاريخية التي تدلنا على البناء والهندسة في ذلك الوقت، فنؤسس المصادر التي تخصنا وننطلق منها نحو الخيال، الذي نعالجه ونولفه ليتناسب مع ما يجب تقديمه للطفل.

¶ كيف يتم الربط بين مصممي المناظر ومصمم الشخصيات؟

- هذا دور المشرف الفني أي المخرج الذي هو ضابط العمل، الذي يوحّد العمل وينسج العمل من جميع خلاياه ووحداته الصغيرة.

¶ هل تجدون العمل للأطفال ممتعاً؟

- نعم ممتع جداً لكننا بحاجة على حرية أكبر للتعبير.

مصمم الشخصيات "بسام الإمام"

¶ هل أنت مختص الأنيميشن أم انت رسام بشكل عام؟

- أنا رسام لكن الكرتون هو مهنة حالياً.

¶ كيف تتخيَّل الشخصيات التي تصمّمها لفيلم كرتون معيَّن؟

- توصيف الشخصية هو المفتاح الأساسي، فأبحث في مخيّلتي عن أكثر شخص ملامحه قريبة من ملامح الشخصية الموصفة على الورق، تماماً كما هو الحال في الأفلام الحية مع ممثلين حقيقيين، وهناك ملامح عامة متعارف عليها تحدد صفات كل شخصية، أستند عليها ثم أبدأ بابتكار الشخصيات، وكلما كان التوصيف أدق سهَّل علينا العمل.

¶ وإلى أي درجة تتدخل أنت بملامح الشخصيات، فتقترح على المخرج وتعطيه أفكاراً من مخيلتك كفنان؟

- المخرج يتخيَّل الشخصية كمضمون، أما الرسام فعليه تخيلها وتنفيذها كشكل، وطبعاً يتم اقتراح عدة أشكال إلى حين الوصول إلى "الكاراكتر" النهائي.

¶ كيف تغذي مخيلتك وإبداعك؟

- بداية اعتمدت على متابعة تجارب أفلام الكرتون إلى مرحلة معينة ثم بدأت بالاعتماد على الواقع، فعندما أبدا العمل على شخصية أبحث في وجوه الناس عمن يشبه الملامح التي أريدها، طبعاً إضافة إلى الاطلاع على لوحات وفنون أخرى.

¶ إلى أي درجة يجب أن يكون الفنان مطلعاً ومثقفاً ويمتلك حسا بصرياً عالياً؟

- طبعاً يجب على كل فنان أن يمتلك ثقافة بصرية عالية، فكلما اطلع وشاهد أكثر كلما كوَّن مخزوناً وامتلك مفاتيح أكثر، وطبعاً ذلك عائد إلى شخصية كل فنان، وكل فنان بإمكانه توظيف مهاراته وخبراته في مجالات عمله.

آخر تحديث ( 17 / 03 / 2007 )