القدوة العربية


بواسطة : مجلة انت
12 أيار, 2009 |

«أنت» طرحت تساؤلات على مجموعة من جيل الشباب، بالمقابل وضعتها أمام بعض النماذج المحلية التي تصلح لأن تكون قدوة يحتذى بها، في وقت تسعى بعض المنظمات العربية حديثة الولادة إلى تعزي

ز مفهوم القدوة العربية، وترسيخ حضورها عبر مبادرات إقليمية تستهدف الشباب في العالم العربي.

السير على خطى سابقة أسهل وأكثر أمناً من ارتجال طرق جديدة
والبحث عن القدوة حاجة ملحّة لتحديد مسار حياة الإنسان، خاصة وأن الكثيرين يرون في السير على خطى سابقة أسهل وأكثر أمناً من ارتجال طرق جديدة.
ويأتي القصور في التوجه العربي لخلق أو إبراز نماذج ناجحة يحتذى بها في مختلف المجالات، بالتزامن مع لجوء الناس إلى اختيار القدوة الغربية رغم الاختلاف في منظومة القيم والظروف المحيطة بها.
الباحثون عن الثراء التفتوا إلى «بيل جيتس» كنموذج قيادي، والفتيات الباحثات عن الشهرة فضلن «برتني سبيرز»، وحتى في لفت انتباه الفتيات، ويفضّل الشباب نموذج الممثل ريتشارد جير.

«جيفارا» حاضر بقوة في ذهن الثائرين
«جيفارا» حاضر بقوة في ذهن الثائرين والداعين إلى المقاومة، ورونالدو البرازيلي يمثل حلم لاعبي كرة القدم الشباب.
والملفت أن الشباب وصغار السن في العالم العربي أخذوا يثبتون حاجتهم للنموذج عبر اختيارهم لشخصيات مهزوزة لم تقدم أي إضافة لمخزونهم المعرفي أو الشخصي.
والأنكى أن تلك النماذج أخذت مكاناً مؤثراً وبات ذكرها يتردد بشكل يطغى على أي شخصيات فعّالة.
ويتأثر الأطفال بشكل واضح بالأشخاص الذين يقتدون بهم، والذين هم عادة إمّا الآباء أو المعلمين أو القادة، حيث يعتبر أسلوب القدوة أهم الأساليب والطرق لإصلاح وتربية الأطفال، وهذا الطريق مؤثر جداً، فالآباء يجب أن يقدموا للطفل نموذجاً عملياً يقتدي به الطفل في سلوكه وأعماله، وكذلك بواسطة ذكر القصص والأعمال الحسنة لبعض الأبطال الصالحين، هذا الأمر من شأنه أن يخلق رغبة لدى الطفل بتقفي خطى وآثار هؤلاء.

في الأردن نماذج سطحية في
ظل غياب القدوة
أخصائيو الطب النفسي يؤكدون أن البحث عن القدوة حاجة غريزية عند الإنسان، تغذيها حاجته للبدء من خبرات سابقة تهديه إلى الطريق الصواب، وفي العادة، تكون شخصية المقتدى به مثالية وراقية ما يدفع أتباعها إلى تقليدها قلبا وقالبا. هنا في الأردن،دفع غياب القدوة بالمراهقين لتلتبس بنماذج غربية ل

تشكيل هويتهم، ما أفرز نماذج سطحية شائعة في الفضائيات تمثلت بنجوم«الكليبات» المصنوعين كالدمى. التوجه بالسؤال إلى شباب عمان حول تسمية قدوتهم حمل أجوبة ملفتة!!

لا أستطيع أن أعتبر العرب قدوة
العشريني فراس الحلايقة المحب للعبة كرة القدم، أكد أن قدوته هو لاعب كرة القدم البرازيلي «رونالدو» مشيرا إلى ولعه باللعبة، رغم يقينه بعدم قدرته لأن يصل يوما إلى مستواه إلاّ أنه يكتفي بإجادة بعض حركاته الكروية بشكل نسبي.
وفيما إذا كان الحلايقة يرى في أي من اللاعبين العرب نموذجا صالحاٍ ليكون قدوة في لعبة كرة القدم قال: «من الصعب التقيد بلاعب عربي، هم لا يتقنون اللعبة أصلاً، كما أنهم لا يصلون إلى الشهرة التي يصل إليها اللاعبون الأجانب».
وأضاف الحلايقة: «لا أستطيع أن أعتبر العرب قدوة لي، أحياناً أشعر أنني أنتمي لتاريخ العرب، ولكنني لا أنتمي للعرب في زمننا الحاضر».

أحلم بالوصول إلى جزء من ثراء بيل جيتس
الثراء من وجهة نظر جهاد محمد حلم يراوده منذ الصغر، غير أن الحلم العربي مرتبط بشخصية أميركية، رأى فيها جهاد قدوة صالحة وطريقاً للنجاح.
«أحلم بالوصول إلى جزء من ثراء بيل جيتس، ونجاحه في مجال عمله، تفاني جيتس لتطوير عمله وتوسيعه ابتداءً من نقطة الصفر ليكون من أكبر أثرياء العالم يعتبر نموذجا أقتدي به».
واعترف جهاد بالتناقضات البارزة بين جيل الشباب العرب، إذ إنهم يقتدون بشخصيات لا تنتمي لواقعنا ولا تعيش الأجواء والتقاليد العربية، غير أنه يتمنى أن يعود العرب إلى سابق عهدهم، علّه يجد فيهم روح الريادة والقيادة التي يراها في نماذج الغرب.

أبحث عن ذاتي في شخصية مثل جيفارا
محمد الرشق يرفض أي بديل لـ«جيفارا» قدوة له، ويعتبره «نموذجا للحرية والمقاومة والقيادة في الوقت نفسه».
مقتبس