إلى عُديّ العُمر وأمِّهِ وصال باريش التي ثكلته وهو ابنُ خمسةَ عشرَ عاماً وأخيهِ أحمد الذي يكبره بثلاثة أعوام في لحظةٍ واحدة, تصفيةً ميدانية على باب بيتِهما بعد اقتيادِهما عنوةً من خلفِها.
وصال باريش (خنساء سراقب) التي افتقدت أيضاً أخويها سعد والبطل المقدام الخلوق الغيور على أهله ووطنه محمد حاف على يد العصابات الأسدية.بِغُصَّةٍ في الحَلْــقِ والبُلعومْ
كأنَّما نَقْتـــــــــــــــاتُ بالزَّقومْ
تغتالُنا ذِكْـــــــــراكَ يا عُدَيُّ
يا بُرْعُماً مُغَلَّقـــــــــــــاً مختومْ
يا يافِعــــاً مِنْ خمسَةٍ وعَشــرٍ
أُنهِيتَها لمّا قضـــــــــــى مأزومْ
يا رعدُ يا ســــــــماءُ يا رياحُ
يا شَرُّ يا قُنـــــــــــوطُ يا وُجومْ
يا أرْجُلَ الجُنودِ يا نعــــــالاً
أُقَبِّلُ النِّعــــــــــــالَ والخُطومْ
هذا عُدَيُّ مُهجَتي وروحي
فاعفوا عن المُنَكَّلِ المظلومْ
بحقِّ ربِّ العـرشِ لو قضيتُمْ
غيرَ القَضاءِ المُبْــرَمِ المحتومْ
قدْ فَرَّ كالعُصفـورِ من عُقابٍ
بأُمِّهِ قد لاذَ من جَهــــــــــــومْ
لكنَّما الرجاءُ يا "وِصـــــالُ"
لا يُجْدِ عندَ الجاهِلِ الظَّلومْ
يا ويلتي اقتادوكَ يا حبيبي
ليُحْكِموا قضـــــــاءَهمْ دُهُـومْ
جَرُّوكَ كالخَروفِ نحوَ حَتْفِ
لا حولَ في عَــــــودٍ ولا قُدُومْ
فأطفأوا الحياةَ في المـــآقي
وأثخنوا في قلــــــــبيَ الكُلومْ
11/4/2012
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
مأزوم: مصابٌ بالضّيقِ حدَّ فقدِ الصَّواب، خُطوم: جمع خطم وهو الأنف أو مقدِّمَه، جهوم: غاضبٌ غيرُ متبَصِّر, الكُلوم: الجروح الغائرة، دُهوم: جموعٌ أتتْ أحَدَهم فجأة