أيها الحزن......




أيها الحزن

الخمـْرُ تـُلهـِبُ جـَـــذوةَ الأحشـــــاء
وتـَصــــدُّ عني وحـْــــشة الظلمــاء

الليل أقبلَ والنـــــــــــجومُ ضواحك
نِــعْـمَ الضيوف وخيرة الندمـــــــاء

لا خير في ودِّ امـــْـــرءٍ إنْ لم يـكنْ
عند النوائب وارفَ الافيــــــــــــاء

يا أيها الحـزن المسافر فــي دمــــي
هلّّا اقـْتـَنـَصْتَ بقية الأعـضــــــــــاء
قلــبٌ تـَعَـوّدَ أنْ يَـقومَ غـنــــــــــاؤه
بين الصروف وحمـْــيةِ البـــــــلواء

إنّ المشـــــــــيبَ و إنْ أتاني سهمُه
في المـفـرقين كطــَـعــْنةٍ نجـْــــــلاءِ

زَبَدُ الســنينِ الجامحات على الورى
تبـّيـَضُّ مــــــــنه أرؤس العظمــاء

هذي كؤوســـي والحيــــاة شجـــيِّةٌ
والصبرُ أهْـوَن مِــن هوى الحسناء
فاشـْـربْ صديقي. إنّ هـْمــَّّـك باذخٌ
والكأسُ قد يأتيـــــــــــــــك بالأنباء

ما زلـْـتُ رغــم الأربعين مُغـَـــــرِّدا
كالعندليب بروضــــــــــةٍ غنـَّــــــاء

وَدَويِّ سَيـْـــلٍ في الهواجل دافــــقٍ
أرْوي الشـَبـِيـْبــةَ من دمِ العنقــــاء

يفنى الزمـانُ.... ولا تـُغــِّـير همـّتي
فِتـَـنُ الحِســــَـــان وسَــطوة الأنواء

ولقد عصيتُ على النوائب كلـّهــــا
من ذا يُطارحُ قاســـــــــــم الأرزاء؟
مَنْ شـَــيّـعَ الدنيا وناءَ عَـنِ الهوى
أنـّـــى تـُغـَـيّره الظروفُ بـِـــــ ـداء
صنوان مِن كَبِد الخلودِ.........مُغرّدٌ
بين الضـلوع و مَــولِدُ الشــــــعراء

هيهات يا دنيا....... يُجرّدني النوى
عُـفـْــرَ الشمائل في دمــي وغنائي
صَلـْـــبٌ أنا كالصخــــــرة الصمـــاء
أزجي المَعَـالمَ حِنــْـــــكة الإبـْـــــداء
كالغيثِ يمطرُ في جديــــــبٍ مُقـْـــفِرٍ
ما مَلَّ يومــــا مِــن جزيل عـَطــــاء

تنمو النوارسُ فـي جبيــــــني غرّةً
وتـُعَرِّشُ الأمـــــطـار تحـــت ردائي

وأظلُّ رغم الصادعــــــــات مُحَلـِّـقا
بين الخيـــالِ وفكرةٍ عصمــــــــــاء

أستاقُ من مُتـَـعِ الحـــــياة قليلـَـها
وأذبُّ عنـِّــــــي نزغــة الفـــحشاء

ألِقٌ كوجه الصبح يسفر في الضحى
شرسٌ كـَليـــــثٍ مُحْــــصَرٍ بـِـفـِناء