بسم الله الرحمن الرحيم
تقديم :
يسعدني أن أقدم لحضراتكم اليوم الحلقة الاولى من برنامج (تم قبول الرسالة) يهدف البرنامج الى توسيع دائرة المعارف لدى الباحثين في مجال الخدمة الاجتماعية ، وتنمية مهارات التفكير المتعمق ، والاتصال و المشاركة العلمية ، والمعرفة بالطرق المختلفة والاساليب المتعددة للبحث في الخدمة الاجتماعية ، وذلك من خلال عرض أحدث الرسائل العلمية في مرحلة ماجستير الخدمة الاجتماعية من الجامعات والمعاهد المختلفة للخدمة الاجتماعية والتي تم قبولها و صلاحيتها للدراسة والاقتباس.
الحلقة الاولى:
عنوان الرسالة:
"أثر برنامج دمج الأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة في مرحلة ما قبل المدرسة على اتجاهات أولياء أمور الأطفال العاديين"
“The effect of inclusion program on children with special needs at preschool through attitude parents “
*الجهة : كلية الخدمة الاجتماعية - جامعة القاهرة - فرع الفيوم - جمهورية مصر العربية.
*اسم الباحث : نوران محمد عبد التواب مختار.
*المستوى : ماجستير - قسم خدمة الفرد.
* لجنة التحكيم : أ.د/ محمد سمير.
أ.د/ أسماء محمد عبدالله.
أ.م.د/ أحمد محمد كمال.
د/ محمد الدمرداش فاروق.
مقدمة عامة:
يعد موضوع التربية الخاصة من ا لموضوعات الحديثة نسبيا في ميدان الخدمة الاجتماعية و التربية وعلم النفس، إذ تعود البدايات العلمية المنظمة له إلى النصف الثاني من القرن العشرين، وقد تطور بعد ذلك تطورا سريعا كما وكيفا. كما تطورت وظيفة التربية الجديدة للأفراد ذوي الاحتياجات التربوية الخاصة، وأصبحت تقدم لهم خدمات خاصة من خلال تخصيص فصول دراسية مستقلة لهم في المدارس العام، أو تخصيص مدارس متخصصة لرعاية هؤلاء، سواء أكانوا متفوقين أم موهوبين، أم كانوا يواجهو إعاقات مختلفة عقلية، أو حسية أو حركية أو سلوكية أو صعوبات في التواصل، أو كانوا يعانون من التوحد أو صعوبات في التعلم.
هنالك العديد من المصطلحات للإشارة إلى المعاقين وهذه المصطلحات تعبر عن نظرة القصور إزاء الأفراد المعاقين حيث تشير إلى القصور والعجز وأوجه العيوب والشذوذ عما هو مألوف ومتعارف علثه من الصفات الحسية والمعنوية وهناك بعض المصطلحات مثل: أعمى، أعرج، أبكم، ضرير، أبله. . وجميعها تعبر عن الإتجاه السلبي نحو الإعاقة حيث تعكس صورة مخيفة للأفراد العاديين عن القصور لكون الفرد يفقد المهارات والإمكانات (الشخص، 1986)
من أجل ذلك اندفع كثير من العلماء والباحثين إلى استخدام مصطلح "غير عادي" للإشارة إلى اللأفراد الذين يختلفون عن الأفراد العاديين فمثلاً المتخلفون عقليا والمتفوقون عقليا يعتبرون من الأفراد غير العاديين وذوي اجتياجات خاصة يشير مصطلح "معاق" إلى عدم قدرة الفرد على القيام بعمل ما نتيجة قصور معين يعاني منه وإذا أمكن تهيئة ظروف معينة أمام الفرد المعاق أو إجراء تعديلات في اللبيئة عندئذ يصبح في وسعه أداء هذا العمل. كما يشير كتاب (الشخص والدمياطي، 1992) إلى مفهوم العجز بأنه انحراف عضوي أو نفسي وهذا العجز يشكل إعاقة للفرد. بينما يُعَرِّف كتاب (حسين، 1993) الطفلَ غير العادي، بأنه الطفل الذي تظهر لديه انحرافات عن السوية أو العادية من حيث الخصائص الشخصية أو النفسية أو الجسمية أو التواصلية أو التعليمية؛ الأمر الذي يتطلب رعاية تربوية خاصة. . . ويُعَرِّف (القريوتي، 1995) مع ما أقرته منظمة الصحة العالمية (1981) من أن الكثير يخطئون في اعتبار الإعاقة سببا لحالة بينما هي في واقع الأمر نتيجة لمجموعة متداخلة من الأسباب وتتفق معظم المصادر والمراجع على تعريف الإعاقة بأنها حالة تشير إلى عدم قدرة الفرد المصاب بعجز ما على تحقيق تفاعل مثمر مع البيئة ا لإجتماعية أو الطبيعة المحيطة أسوة بأفراد المجتمع المكافئين له في الفعمر والجنس.
وبعد هذا العرض من التعريفات للإعاقة نستطيع أن نميز في مجال التربية الخاصة بين مفاهيم محورية ثلاث، وهي:
1. الإصابة.
2. العجز.
3. الإعاقة.
والتي لا يصح استخدامها كمترادفات نظرا للفروق الواضحة فيما بينها، فالإصابة تعني أن الفرد قد يولد بنقص أو عيب خلقي أو قد يتعرض بعد ولادته بخلل فسيولوجي أو جيني أو سيكولوجي، أما العجز فيعني افتقار الفرد أو نقصان قدرته على القيام بمهام معينة، بينما يشير مصطلح الإعاقة إلى حالة من عدم القدرة على تلبية الفرد لمتطلبات أداء دوره الطبيعي في الحياة المرتبطة بعمره وجنسه وخصائصه الإجتماعية والثقافية ، وذلك نتيجة الإصابة أو العجز (سليمان ، 1999).
وينتمي الفرد من ذوي الحاجات الخاصة إلى فة أو أكثر من الفئات التالية:
1. التفوق العقلي والموهبة الإبداعية: الأشخاص المتفوقون هم الذين ينحرفون بازدياد ملحوظ عن المتوسط بمقدار انحراف أو انحرافين معياريين، فالطفل الموهوب هو ذل الفرد الذي يتميز بدرة عقلية عالية تزيد عن 130 في نسبة الذكاء وقدرة عالية في التفكير الإبداعي (كيرك، 1979) وتعريفات أخرى تؤكد معيار القدرة العقلية ولكنها تضيف بُعْداً آخر في تعريف ا لطفل الموهوب وهو بعد الأداء المتميز وخاصة في المهارات الموسيقية والفنية والكتابية والميكانيكية والقيادة الإجتماعية (سمبتون لوكنج و لوسيتو جلفورد، 19) .
2. الإعاقة ا لبصرية : من أكثر التعاريف المستخدة في تعريف الإعاقة البصرية هو تعريف (Barraga 1976) الذي ينص على أن الأطفال المعوقين بصريا هم الأطفال الذين يحتاجون إلى تربية خاصة بسبب مشكلاتهم البصرية الأمر الذي يستدعي إجداث تعديلات خاصة على أساليب التدريس والمناهج ليستطيعوا النجاح تربويا (الحديدي، 1998) ، إن التعريف التربوي يشير إلى أن المكفوف هو الذي لا يستطيع أن يقرأ أو يكتب إلا بطريقة بريل (الروسان، ) المكفوف شخص لديه حدجة أقل في البصر 20/200 أو ضعيف البصر (المبصر جزئيا) لديه حدة بصر أقل من 20/70 ولكن أحسن من 20/200 (الحديدي، 1998).
3. الإعاقة السمعية: يُعَرِّف (فهمي، 1980) الطفل الأصم من الناحية الطبية أنه ذلك الطفل الذي حرم من حاسة السمع منذ ولادته، أو فقد القدرة على السمع قبل التعلم على الكلام ويعرف (حسين، 1986) الطفل الأصم بأنه الطفل الذي فقد حاسة السمع لأسباب وراثية أو فطرية أو مكتسبة سواء منذ الولادة أو بعدها الأمر الذي يحول بينه وبين متابعة الدراسة وتعلم خبرات الحياة مع أقرانه العاديين بالطريقة ا لعادية ولذلك هو بحاجة إلى تأهيل يناسب قصوره.
4. التخلف العقلي: يرى (الطريفي، 1996) أن مصطلح التخلف العقلي يستخدم كمفهوم شامل للدلالة على ا نخفاض الأداء الوظيفي العقلي بكافة درجاته ويعرف (السخص والدمياطي، 1992) الإعاقة العقلية بأنها مصطلح يستخدم على نحو واسع وتشير إلى أداء ذهني عام أقل من المتوسط بدرجة دالة حيث تظهر خلال الفترة النمائية ويصاحبها في نفس الوقت خلل في السلوك التكيفي. كما أقرت الجمعية الأمريكية للطب النفس (1994) التعريف التالي اشترطت فيه ثلاث محكات، هي:
1. أداء ذهني وظيفي دون المتوسط نسبة ذكاء 70 أو أدنى على اختبار ذكاء يطبق بشكل فردي.
2. عيوب أو جوانب قصور مصاحبة في الأداء التكيفي الراهن أي كفاءة الشخص في الوفاء بالمستويات المتوقعة ممن هم في عمره أو جماعته الثقافية في اثنين على الأقل من المجالات التالية (الاتصال والتخاطب) واستخدام والطيفية.
3. يحدث قبل سن الثامنة عشرة.
5. الإعاقة ا لبدنية: تعرف الحكومة الفدرالية بالولايات المتحدة الأمريكية (1977) الإعاقة البدنية بأنها إصابة بدنية شديدة تؤثر على الأداء الأكاديمي للطفل بصورة ملحوظة وتشمل هذه الفئة الإصابات الخلقية مثل تشوه القدم الخلقي أو فقد أحد أعضاء الجسم والاصابات الناتجة عن الأمراض مثل شلل الأطفال وسل العظام والإصابات الناتجة عن أسباب أخرى مثل الشلل المخي أو بتر الأعضاء والكسور أو التمزق والحروق التي تؤدي إلى تقلص العضلات، ويقصد كل من (الشخص والدمياطي ، 1992) بالإعاقة البدنية نوعا من الإعاقة ينتج عن عيوب بدنية أو جسمية خاصة مثل العيوب المتعلقة بالعظام والمفاصل والعضلات ويطلق على الفرد بمثل هذه العيوب معاق بدنيا وحركيا.
6. صعوبات التعلم: يشير مفهوم صعوبات التعلم إلى تأخر أو اضطراب أو تخلف في واحدة أو أكثر من عمليات الكلام، اللغة ، القراءة أو الكتابة والتهجئة والعمليات الحسابية نتيجة لخلل وظيفي في الدماغ أو اضطراب عاطفي أو مشكلات سلوكية ويستثنى من ذلك الأطفال الذين يعانون من صعوبات تعلم ناتجة عن حرمان حسي أو تخلف عقلي أو حرمان ثقافي (كيرك،1963) ويقسم (السرطاوي والسرطاوي ، 1984) صعوبات التعلم إلى صعوبات تعلم نمائية ترجع إلى اضطرابات وظيفية في الجهاز العصبي مثل الإدراك الحسي (السمعي والبصري). . والإنتباه: أي التفكير والكلام والذاكرة وتتعلق هذه الصعوبات بالعمليات العقلية والمعرفية. وصعوبات تعلم أكاديمية وهي وثيقة السصلة بالصعوبات النمائية وتنتج عنها وترتبط هذه الصعوبات بالموضوعات الدراسية الأساسية مثل صعوبة القراءة والكتابة والعمليات الحسابية وصعوبة التهجئة.
7. الإضطرابات الإنفعالية: تشير أدبيات البحث النفسي أن الأطفال غير العاديين مما يطلق عليهم ذوي النشاط الزائد يظهرون مجموعات من السلوكات ذات العلاقة الواحدة منها بالأخر. الطفل الذي يعاني من ارتفاع مستوى النشاط الحركي بصورة غير مقبولة وعدم القدرة على تركيز الانتباه لمدة طويلة وعدم القدرة على ضبط النفس (الاندفاعية* وعدم القدرة على إقامة علاقات طيبةة مع أقرانه ووالديه ومدرسيه (الشخص ، 1985) أما (كوفمان وهالاهان / 1991) فيعرفان الطفل المضطرب انفعاليا بأنه ذلك الطفل الذي يظهر سلوكا مؤذيا وضارا بحيث يؤثر على تحصيله الأكاديمي أو على تحصيل أقرانه بالإضافة إلى التأثير السلبي على الآخرين.
8. التوحد: حالة غير عادية لا يقيم الطفل فيها أي علاقة مع الأخرين ولا يتصل بهم إلا قليلا جدا والتوحد يجب استخدامه بحذر فهو لا ينظبق على الطكفل الذي يكون سلوكه ناجم عن تلف في الدماغ ولا يمكن استخدامه في المجالات التي يرفض فيها الطفل التعاون بسبب خوفه من المحيط غير المألوف ويرى (بدر، 1997) أن التوحد اضطراب انفعالي في العلاقات الاحتماعية مع الآخرينن ينتج مع عدم القدرة على فهم التعبيرات الانفعالية وخاصة في التعبير عنها بالوجه أو اللغة ويؤثر ذلك في العلاقات الاجتماعية مع ظهور بعض المظاهر السلوكية النمطية.
مفهوم الدمج
لا يزال النقاش مستمرا حول أفضل الطرق التي يمكن استخدامها لتقديم خدمات التربية الخاصة حيث أن استخدام مصطلحات مثل الدمج الشامل ومبادرة التربية العادية وذلك لوصف المفاهيم التي تعبر عن الأساليب المناسبة للعمل مع الأطفال سواء العاديين أو ذوي الإحتياجات الخاصة (السرطاوي، الشخص، وعبدالجابر، 2000). وقد أظهر هذا الجدل وتلك المناقشات بعض المتطلبات الضرورية لنجاح نماذج إيصال الخدمة الجديدة بما في ذلك إعادة تنظيم المدرسة بشكل كامل ودمج التربية العامة. والتربية الخاصة في نظام تربوي موَّحد . وقد شهد عقد الثمانينات تقدما كبيرا باتجاه عملية الدجمج الشامل من خلال تحقيق الدمج (mainstreaming) أولا _مثل مشاركة الطلاب ذوي الحاجات الخاصة في التربية العامة عند الاعتقاد بأنهم مستعدون أكاديميا واجتماعيا وانفاعاليا ومن ثم عبر مبادرة التربية العامة مثل تعليم الطلاب المعوقين بدرجة بسيطة في المدارس العادية وذلك عبر مشاركة معلمي التربية ا لعامة والتربية الخاصة في تحمل المسؤولية ، ومع اقتراب عقد التسعينات عمل المدافعون عن الدمج على توسيع فكرة مبادرة التربية العادية لتشمل جميع الطلاب المعوقين بدرجة متوسطة وشديدة وقد تطور هذا المفهوم بحيث أصبح يركز على المدارس غير المتجانسة أو مدارس الدمج الشامل بحيث يتم تعليم جميع الطلاب على اختلاف إعاقاتهم في المدارس العادية (الشخص والسرطاوي، 2000) والواقع أن مفهوم الدمج تعرض لسوء فهم كبير وأحدث إرباكا حقيقيا لأن البعض رأى فيه دعوة لإغلاق صفوف ومدارس التربية الخاصة وتعليم جميع الطلاب المعوقين في صفوف الدراسة العادية ولكنه يعني توفير فرص التعلم القائمة على المساواة للأطفال ذوي الإعاقات البسيطة من خلا ل إلحاقهم في البيئة التربوية الأكثر ملائمة وقدة على تلبية حاجاتهم وتتمثل هذه البيئة في الصف الدراسي العادي أن لم يكن طوال الوقت فبعض الوقت على أقل تقدير (الخطيب ، 2004).
وقد أوضح (Underwood & mead 1992) أن بيئة التعلم الأقل تقييدا تكون على النحو التالي:
1. إعداد برنامج ملائم كما تم تحديده في الخطة التربوية الفردية.
2. تحديد في أي بيئة تعليمية يمكن أن يطبق الدمج.
3. اختيار البيئة المناسبة والتي يندمج فيها الطفل المعوق مع أقرانه العاديين إلى أقصى حد ممكن.
"البرامج التربوية التي تقدم بالدمج"
يقصد بالبرامج التربوية التي تقدم للطلاب ذوي الحاجات الخاصة طرق تنظيم وتعليم وتربية المعاقين. حيث أنه هناك أكثر من طريقة من طرائق تنظيم البرامج التربوية لكي يطبق المعلمون الدمج في فصولهم لا بد لهم من دعم ومساندة متنوعة التعليم لفئات مختلفة من الطلاب يتطلب فرق تعاونية لتطوير وتطبيق البرامج التربوية التعليمية لتلبية احتياجات كل طالب بشكل مستقل وبالرغم من أن ذلك غير سهل إلا أننا نستطيع التحكم فيها عن طريق استخدام عملية التخطيط التي تعتمد\ على خصائص الطالب بشكل عام ولا تتحدد الأهداف والخدمات فقط في ضوء الأهداف المحددة للطالب ولكنها تعتمد أيضا على أثر البرنامج على الأهداف المستقبلية للفرد ونوعية الحياة المطلوبة. (Giangreco Doniger & Iverson)
هناك برامج تربوية خاصة بالمعوقين بصريا وأخرى للمعوقين سمعيا والمضطربين إنفعاليا وغيره من الإعاقات وتطبق هذه البرامج من خلال مراكز الإقامة الكاملة للمعوقين ، ومراكز التربية الخاصة النهارية والدمج في الصفوف الخاصة الملحقة بالمدارس العادية حيث يتلقون برامج خاصة بهم مع الاستعانة بغرفة ا لمصادر، والدمج في الصفوف العادية بحيث يتلقون نفس البرامج والمناهج المقدمة للعاديين (الروسان ، 2001)
"البرنامج التربوي الفردي - Individual Education Program"
هو بمثابة وثيقة مكتوبة يتم إعدادها من خلال البرامج التعليمية الضرورية من أجل مساعدة الطفل ذوي الحاجات الخاصة للاستفادة من التعليم ويهدف البرنامج التربوي الفردي إلى التأكد من وصول الخدمات المناسبة للطفل وكذلك المشاركة الأسرية في البرنامج. فالمقصود بالتعليم الفردي تطوير منهاج خاص لكل طفل معوق على حدة وهذا المنهاج يعرف باسم البرنامج التربوي يضم أهداف تعليمية وأساليب لتحقيق أهداف ومعايير للحكم على أداء وفاعلية التلميذ
(Strick Lund & Turnbull 1993)
الدراسات السابقة:
في دراسة قام بها كل من
وجاء في الدراسة أنه خلال
عام 1990 المدارس العامة
الحكومية استجابت للحاجات المختلفة للأطفال وذويهم والمجتمع وإحدى إنعكاسات هذا الإتساع في التوجه نحو دمج الأطفال ذوي الإعاقات في أوضاع تعليمية مع العاديين ، ومنذ عام 1991 طلب من جميع المدارس الحكومية في جميع الولايات المتحدة أن تقدم الخدمات التعليمةية المجانية للأطفال ذوي الإعاقات في مرحلة ما قبل المدرسة . وبعد فرض هذا النظامم في المدارس ، وحد بأن هناك عوامل تحول دون تطبيق هذا النظام، وقد هدفت هذه الدراسة إلى :
1. وصف الطبيعة الفريدة لعملية دمج أطفال ما قبل المدرسة.
2. فحص الأساس أو القاعدة التي بني عليها الدمج.
3. التعرف على ثغرات (فجوات ) البحث.
4. إقتراح إطار يعتمد على نمط البناء البيئي ل (Bronfenbrenner) لقد بينت الدراسة أهمية معرفة دمج أطفال ما قبل المدرسة بطريقة منطقية ومعرفة الخصائص الفريدة لدمج الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة مثل البناء التنظيمي وتجهيز ا لمعلم وطبيعة نمو أطفال ما قبل المدرسة وممارسات تعليم الطفولة المبكرة، ويتكون النظام البيئي ل (Bronfenbrenner) :
1. النظام الدقيق (Micro System) ويحتوي على العوامل داخل بيئة الطفل المبائرة وهذه العوامل تؤثر في الطفل مباشرة وتتأثر بالطفل وكما هو ملاحظ لقد كرست جميع البحوث الدمج في مرحلة ما قبل المدرسة للتعرف على تأثير الدمج في سلوكيات وتطوير الأطفال ذوي الصعوبات.
2. النظام الوسطي (الداخلي) (Meso system)
يبين العلاقات المتداخلة بين وضعين أو أكثر مثل العلاقة مع الأهل والمدرسة والحيران والأقران وكذلك أشار (ونتون ، 1993) بأن العلاقات داخل الصف تنعكس على العلاقات خارج الصف مثال ذلك حفلات أعياد ميلاد الأطفال وغيرها من المناسبات.
3. النظام الخارجي: (ExoSystem)
يتكون من أوضاع بحيث لا تشتمل هذه الأوضاع على المشاركة النشطة للشخص الذي في طور النمو ، ومن الأمثلة على النظام الخارجي وكالة توصيل الخدمة المسؤولة عن برنامج الدمج.
4. النظام الخارجي الكبير: (Macrosystem)
ويشتمل على النظام الدقيق والنظام الوسطي والنظام الخارجي ويشكل في مجموعه المجتمع ويتطابق في الشكل والمحتوى مع الأنظمة الثلاث السابقة.
تطبيق طريقة البحث:
برنامج البحث الذي يفحص الدمج من منظور بيئي يجب أن يكون متعدد الأبعاد ويشتمل كلا الطريقتين التقليديتين أي الطريقة الكمية والنوعية
خلاصة الدراسة:
إن السياسات الإجتماعية التي تقود إلى الدمج في مرحلة ما قبل المدرسة تتطلب فهم كامل لطبيعة عملية الدمج المتعدد الأبعاد وإن ا لأنظمة البيئية التي تم تطويرها من قبل Bronferbrenner تزود بمفهوم مفيد لخطة العمل لبناء برنامج بحثي يتعرف على المعوقات والمسهلات لعملية الدمج لمرحلة ما قبل المدرسة حيث ان إطار هذا دقع الباحثون إلى النظرة عن قرب على نوعية الأسئلة التي تظرح لفهم كيف تضع هذه الأسئلة لتثمر معلومة ليست فقط دقيقة وسارية المفعول ولكنها أيضا مفيدة لصانعي القرار والمتدربين مثل هذه التحديات ليست موجودة فيط في مرحلة ما قبل المدرسة وإنما موجودة أيضا في الأبحاث المتعلقة لخدمة الإنسان حيث أنها تتحول من الصيغة النظرية إلى التطبيق العملي.
الدمج والأطفال الآخرون:
في دراسة قام بها Debbee Staub في جميع أنحاء البلاد 50% من ذوي الصعوبات تتراوح أعمارهم من 6 إلى 11 سنة منتظمون في صفوف عادية نفس الشيء 30% من الطلبة ذوي الصعوبات أعمارهم من 11 – 12 سنة يمتنعون عن الدمج.
عموما الدمج قائم بمعدل 10% في السنوات الخمس السابقة . المصادر في ذلك دائرة التربية وبرامج مكاتب التثقيف. هنا في هذا البحث بينا مدى تأثير الدمج على الطلبة العاديين.
يلقي الدمج اهتمام وافر في الوسط المدرسي وفي الصحافة الشعبية معظم الإهتمام يتركز على كيفية تأثير الدمج على ذوي الصعوبات ولكن ماذا بخصوص الطلبة العاديين؟؟؟ كمنسق لمشروع مجموعة البحث للدمج في المدرسة.
حيث كنت على صلة مع مئات المدرسين وأولياء الأمور والطلبة المياليين لعملية ا لدمج وعملت بحثا موسعا على موضوع ، طبعا كل دمج له وضع فريد فمثثلا بعض المدرسين يتلقون تدريبا أكثر من الأقران الآخرين، وبعض ا لمدارس تقدم وسائل مساعدة في الصف ومدارس أخرى لا تقدم مثل هذه الأدوات وبعض الصفوف تحتوي على عدد أقل أو أكثر من غيرها وهكذا دواليك.
وبغض النظر عن بعض الظروف لقد وجدت بعض المعلمين وأولياء أمور الطلبة يرغبون بمعرفة ما رأي البحث بالبندين التاليين:
1. هل سيعاني الطلبة الأسوياء بمستوى تعليمهم بسبب الدمج؟ حيث أن قليل من الدراسات تطرقت لهذا السؤال رغم ذلك بينت هذه الدراسة بأن الطلبة الأسوياء في صفوف الدمج لا يتأثرون سلبا من الناحية التعليمة مطقا، علما بأن جميع الطلبة أو النسبة العظمى منهم كانت مواقفها إيجابية من الدمج، وكذلك أولياء أمورهم، إحدى المسوحات الميدانية ل 300 رب أسرة للأولاد الأسوياء 89% منهم يرغبونن في دمج أولادهم في الصفوف المدمجة.
2. هل سيلاقي الطلبة الأسوياء وقت ورعاية أقل من ذوي الصعوبات في الصفوف المدمجة من قبل المدرسين؟؟
دراسة واحدة تبنت هذا الإستفسار في هذا البند في هذه الدراسة أخذت عينية عشوائية مكونة من 6 طلاب أسوياء من صف مدمج يشتعمل على الأقل حالة صعبة واحدة من إلإعاقات وأخذوا مجموعة أخرى من الأسوياء في صف غير مدمج حيث كانت النتائج إيجابية حيث لا يوجد تأثير سلبي على الأصحاء والنتائج كالتالي:
1. الصداقات: لقد نشأت صداقات حميمة ودائمة بين زملاء الصف الواحد، من الأصحاء وذوي الإعاقات.
2. مهارات إجتماعية: كثير من الطلبة الأصحاء أحسوا وتعلموا بأنهم بحاجة لأن يتعرفوا على أقران آخرين يختلفون عنهم في بعض السلوكات وهم بحاجة للمساعدة
3. إحترام النفس: كثير من المعاقين عادت الثقة لأنفسهم عندما وجدوا أو أحسوا بأنهم محبوبون بين أقرانهم الأصحاء. وبدأوا يتصرفون كأشخاص أسوياء مثل الآخرين.
4. مستوى التخفيف من المعاناة بين الطلبة والصبر: بسبب توطيد العلاقات بين كلا النوعين من طلبة الدمج أصبح كلا الطرفين أكثر قدرة على تحمل الصبر وذلك بسبب إطلاع الطلاب على ظروف بعضهم البعض، وإدراك حقيقة كل واحد على حدة... البحث يخلص إلى القول بأن العاديين وذوي الحاجات الخاصة قد استفادوا من عملية الدمج من نواحي متعددة كما ذكر سابقا.
في دراسة لرسالة ماجستير منشورة في الجامعة الأردنية بعنوان "الصعوبات المرتبطة بدمج الطلبة ذوي الإحتياجات الخاصة في المدراس العادية من وجهة نظر المعلمين" إعداد (عادة عبدالكريم جعفر):
لقد تم التعرف في هذه الدراسة على أهم صعوبات دمج الطلبة ذوي الحاجات الخاصة في المدرسة العادية من وجهة نظر المعلمين ومدى الإختلاف في تقدير هذه الصعوبات تبعا لمتغيرات الخبرة التدريسية : الجنس ، نمط الوظيفة، نمط المدراس ، تكون مجتمع الدراسة من معلمين ومعلمات المدارس الحكومية التي يوجد فيها غرف مصادر وبعض المدراس الأهلية التي يطبق فيها الدمج، حيث عينة الدراسة تكونت من 100 معلم ومعلمة ، 50 منهم معلمون معلمات عاديون و 50 معلم ومعلمات غرفة مصادر.
لقد تم بناء استبانة لأغراض الدراسة، ولم تشر النتائج إلى اختلافات في تقييم أفراد العينة لصعوبات الدمج تبعا للجنس، إلا أنه يوجد اختلافات تبعا لنمط المدارس وخرجت بتوصيات منها: الإهتمام بتطوير مهارات ذوي الإحتياجات الخاصة من جميع النواحي قبل دمجهم والإهتمام بالكوادر التعليمية وتوفير التدريب للمعلمين قبل وأثناء الخدمة وتعديل البيئة المادية والمعنوية وتنمية الإتجاهات الإيجابية لدى أفراد المجتمع المدرسي.
مشكلة الدراسة وأهميتها:
تكمن أهمية هذه الدراسة في معرفة آراء وتطلعات جميع المهتمين بعملية الدمج وبرغم ما كتب عن توقعات الدمج إلا أننا لا زلنا بحاجة إلى معرفة المزيد من الآراء والأفكار حول طبيعة الدمج، وتتمثل صياغة مشكلة الدراسة في الإجابة على الأسئلة التالية:
1. ما هي مواقف وآراء أولياء أمور الأطفال العاديين، تجاه الدمج في مرحلة ما قبل المدرسة.
2. هل تختلف مواقف وآراء أولياء أمور الأطفال العاديين تجاه الدمج في مرحلة ما قبل المدرسة بإختلاف عمر الطفل.
3. هل تختلف مواقف وآراء أمور الأطفال العاديين تجاه الدمج في مرحلة ما قبل المدرسة باختلاف جنس الطفل.
4. هل تختلف مواقف وآراء أمور الأطفال العاديين تجاه الدمج في مرحلة ما قبل المدرسة باختلاف المستوى التعلمي لأولياء الأمور.
5. هل تختلف مواقف وأراء اولياء امور الأطفال العاديين تجاه الدمج في مرحلة ما قبل المدرسة باختلاف المستوى الإقتصادي لأولياء الأمور.
سوف يطور الباحث استبيان يغطي اتجاهات أولياء أمور الطلبة العاديين تجاه عملية الدمج للأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة.
المراجع:
1. السرطاوي، زيدان، الشخص، عبدالعزيز السيد، عبدالجبار، عبدالعزيز، الدمج الشامل لذوي الاحتياجات الخاصة – مفهومه وخلفيته النظرية. – دار الكتاب الجامعي – العين – 2000م.
2. الشخص، عبدالعزيز السيد، عبدالجبار، عبدالعزيز ، السرطاوي، زيدان أحمد – الدمج الشامل لذوي الاحتياجات الخاصة ، تطبيقاته التربوية – دار الكتاب الجامعي – العين – 2000م.
3. الخطيب، جمال – تعليم الطلبة ذوي الحاجات الخاصة في المدرسة العادية – دار وائل – 2004م.
4. سليمان، عبدالرحمن سيد – سلوكية ذوي الحاجات الخاصة.
5. الروسان، فاروق - سيكولوجية الأطفال غير العاديين.
6. عبدالكريم جعقر، غادة " الصعوبات المرتبطة بدمج الطلبة ذوي الإحتياجات الخاصة في المدارس العادية من وجهة نظر المعلمين" رسالة ماجستير.
7. Stainback, W., & Stainback.S. (1984), A rational for the merger of special and regular education. Exceptional children.
8. Pugach, M. Warger, C. (1993) Curriculum consideration. In J. Goodlad & T. Lovitt *Eds). Integrating general and special education. New York: Macmillan Publishing company * PP.125-148)
__________________
( أ.مصطفى صدقي ).