هم الدعاء وهم الإجابة
روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه قال: « إنِّي لَا أَحْمِلُ هَمَّ الْإِجَابَةِ وَإِنَّمَا أَحْمِلُ هَمَّ الدُّعَاءِ فَإِذَا أُلْهِمْتُ الدُّعَاءَ فَإِنَّ الْإِجَابَةَ مَعَهُ ».
هم الإجابة : لا يحمل هم الاجابة لان الاجابة حاصلة مع الدعاء لقوله تعالى : وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ.
ومما قيل في هَمَّ الدُّعَاءِ : أي أنه يحرص على فعل السبب وانتفاء المانع "آداب وأحكام وشروط الدعاء"، والدعاء بحد ذاته نعمة ودلالة على توفيق الله لعبده، لكونه من أعظم العبادات، ولا يوفق إليها أي أحد .
وهم الدعاء : أن يلهم الدعاء وأن يكون بذل وافتقار وانكسار واحتياج ، وأن يهتم بتحصيل شرائط قبول الدعاء ويجعل ذلك اكبر همه لأن الله قد ضمن إجابة دعاء داعيه، فمتى فتح الله على العبد بابا من ابواب الدعاء ووفقه الى التحلي بشروط الاجابة والتخلي عن موانعها، فليوقن بأن ربه مستجيب لدعائه، فما فتح عليه باب الدعاء إلا وهو يريد أن يستجيب له.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه : قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ادُعوا اللهَ وَأنْتُمْ مُوقِنُونَ بالإِجَابَةِ ، واعلموا أنَّ الله لا يَسْتَجِيبُ دُعَاء من قَلْبٍ غَافِلٍ لاهٍ » .أخرجه الترمذي (3479) وقال: هذا حديث غريب وحسنه الألباني (2766).
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: « إن الله لا يقبل إلا الناخلة من الدعاء، إن الله لا يقبل من مسمِّع، ولا مراء، ولا لاعب، ولا لاه، إلا من دعا ثبتَ القلب ».
الناخِلة أَي المنخولة الخالصة فاعلة.
وفي صحيح مسلم عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لاَ يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّبًا وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّى بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) وَقَالَ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ». ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ يَا رَبِّ يَا رَبِّ وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ وَغُذِىَ بِالْحَرَامِ فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ ».
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ وَجَمِيعِ سَخَطِكَ