هديه من الاستاذ احمد حسن محمد:


الهدية بشأن ما يسمونه همزة الوصل! تلك التي اعتدنا تعريفها أنها تنطق ولا تكتب إذا كانت في بداية الكلام أو لا تكتب ولا تنطق بعد كلام.

كنا قديمًا نتساءل: ولماذا يسمونها همزة، ما دام الأمر الأساسي هو عدم كتابتها، حتى لو لفظت والغالب أنها لا تلفظ لأنه لا وجود لها أصلاً. ويقال إنه يؤتى بها لعدم النطق بالساكن.

الآن وقعت على أسلوبين أفادني بهما الغلاييني رحمه الله تعالى، وجعل أجره جزيلاً بإذنه وحده، ومفاد الطريقتين تسهيل رائع في اللغة يفيد أهلها:

- أولهما (ولا يخص همزة الوصل): في إيراده مذهب أبي عليّ الفارسي في كتابة الألف اللينة! إذ يكتبها ألفًا دائماً دون الرجوع إلى أصلها في الكلمة، (صــ156، ج2، جامع الدروس العربية (موسوعة من ثلاثة أجزاء)المكتبة العربية، صيدا، بيروت)
فمثلا يكتب

* قسا = قسا (وهذا في الكتابة المتداولة يكون سببه أن لام الفعل أصلها الواو، فتكتب ألفًا، في ماضيه المثبت، بينما هي عند أبي علي الفارسي غير مبررة ولا مفسرة، وإنما هي تكتب هكذا دومأ.)

* هوى= هوا ، هدى= هدا (والكتابة بالألف مذهب أبي عليّ الفارسي، أم القياسية عندنا فهي بالنظر إلى أصل لام الفعل، وهو الياء في "يهدي، يهوي" ومن ثم تكتب ألفه المتطرفة برسم الياء غير منقوطة).

الثاني (همزة الوصل): وهذا ما قاله الغلاييني الذي يضرب بعرض الحائط ما كنت أعرفه من قبل؛ إذ قال: "همزة الوصل
همزةُ الوصلِ: هي همزةٌ في أوَّل الكلمة زائدةٌ، يُؤتى بها للتخلص من الابتداءِ بالساكن، لأنَّ العب لا تبتدئُ بساكنٍ، كما لا تَقِفُ على متحرّكٍ، وذلك كهمزة: "اسمٍ واكتبْ واستغفِرْ وانطلاقٍ واجتماع والرَّجل".
وحُكمُها أن تُلفَظ وتُكتب، إن قُرِئتْ ابتداءً، مثلُ: "إسمُ هذا الرجل خالدٌ"، ومثلُ: "إستغفرْ ربكَ"، وأن تُكتَبَ ولا تُلفَظَ، وإن قُرِئتْ بعد كلمة قبلها، مثلُ: "إنَّ إسمُ هذا الرجل خالدٌ"، ومثلُ: "يا خالدُ إستغفرْ ربكَ"."

وأنا أجد أن هذا نوع من أنواع التسهيل في الكتابة كذلك، وبالذات في أمر همزة الوصل المضمومة كما نقول "أستُغفرَ!

هل ترون أن نتبع الغلاييني، وبالذات أنها مساعدة لمن يتعثر في كتابة هذا النوع من الهمزة دائماً..
احمد حسن محمد