منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 7 من 7
  1. #1

    و في ذلك.. ( مقالات ملفقة 1\3)



    وفي ذلك ..

    مقالات ملفقة
    ( 1 \ 3 )
    بقلم- محمد فتحي المقداد

    منذ قديم الزمان، اتخذّتْ المُنافسات شكلَ رِهَاناتٍ جرّتْ الويلات على أهلها، فحرب داحس و الغبراء دامت أربعين عاماً، هلك فيها من الحرث و النسل، ما لا يعلمه إلا الله، قصة رُوِينَاها من غابر أيام جاهلية العرب، بمجيء الاسلام نهى عن المراهنات في منافسات سباق الفروسية، و المبارزة فيما بين الفرسان، و الألعاب كافة، بلْ وحرّمها؛ لأنها نوع من المقامرة.
    و الروح هي النّفْسُ، ويقال خرجتْ نفْسَهُ، والنفس الدم أيضاً، و التعبير عن ذلك، سَالتْ نفْسه، جاء في الحديث الشريف: (ما ليس لهُ نفسٌ سائلة، فإنهُ لا يُنجِّس الماء، إذا مات فيه)، والجسدُ هو النفْسُ، والروح و الجسد هما مكونا الإنسان، فعندما يرتقي بجسده عن وهاد الحياة، يكون قد سما بروحه إلى المرتبة العظمى في إنسانيته.
    وعينُ الشيءِ نفْسُه للتأكيد عليه بالذات، ويقال: رأيتُ فلاناً نفسه، وجاء فلانٌ بنفسه، واستخدمتْ مجازاً للشيء المماثل، و البديل بنفس مواصفات الأصلي.
    قديماً جرى التنافس بين العلماء في ميادين العلم كافة، و كان ابن النّفيس الدمشقي، عالماً موسوعياً، وطبيباً له إسهامات في الطب، وهو مُكتشف الدورة الدموية الصغرى، وأحد مؤسسي علم وظائف الأعضاء في الإنسان، و ما زالت نظرياته في هذا المجال يعتمدها العلماء. وهو أبو الحسن علاء الدين علي أبي الحزم القُرشي، نسبة إلى بلدة القرَش قرب دمشق، ولد(607م -687م)، ومن أعظم مستشفيات دمشق، مستشفى ابن النفيس يحتوي على كل الأقسام، ومنها التعليم الجامعي بكافة تخصصاته.
    إذا توقف نَفَسُ الإنسان، حتماً سيفارق الحياة، على خلاف من يتنفّس مالئاً رئتيْه بالنسيم العليل، و الرجل تنفّس، أما إذا تنفّس الصعداء؛ فيكون أخذ نَفَسَاً عميقاً طويلاً من تعب أو كرْب، وكل ذي رئة مُتَنَفِّسٌ على خلاف دواب الماء لا رئات لها، كما تطيب الأجواء في آخر الليل، للعابدين و الزاهدين، إذا الصّبْحُ ظهر وتبلّجَ؛ أي تنفّس؛ فتصافح الأرواح خالقها، ويستفيق الكون على لحن مقامٍ سماويّ، ربما يتوقف البيان عاجزاً، أمام بهاء، وعظمة اللحظة الفارقة في كل يوم.
    كثيراً ما عُدْتُ بعد كل قراءة بعد كل قراءة إلى كتاب(حديث النّفس)، للشيخ والأديب الدمشقي علي الطنطاوي، بالقراءة و إعادة القراءة من جديد، للجاذبية الخاصة لكتاباته السهلة الممتنعة، الممتعة للروح و العقل، وهو من النفائس، التي يُتنافس فيه برغبة اقتنائه، وعلى استعداد لأبذُل أنفسَ مالي، و أحبَّهُ، و أكرمه عندي آنذاك؛ لاقتنائه في مكتبتي الصغيرة.
    وللمؤمنين أن يتنافسوا على نعيم الجنة، وقد حثّ القرآن الكريم على ذلك(وفي ذلك فليتنافس المتنافسون)، ليستبق إلى مثله المستبقون، و المغالاة في طلبه، و التزاحم عليه، رغبة في النعيم المنتظر لنفاسته، كما ورد.
    و تعتبر السيدة نفيسة، وهي حسنيّة من جهة الأب و الأم، ينتهي نسبها إلى سيدنا علي بن أبي طالب، انتقلت مع والدها إلى المدينة المنورة، وهناك تلقت علوم الفقه و الحديث على علمائها، حتى لقبتْ بــ(نفيسة العلم) وكانت يومها صغيرة دون سن الزواج، وبعد زواجها ارتحلت مع عائلتها إلى مصر، وتتلمذ على يديها خلق كثير هناك، وفي رجب سنة 208 هـ. أصابها المرض، واشتد عليها توفيت على إثره، وهناك قبرها وهو من معالم القاهرة الإسلامية، ومزاراً دينياً.
    ومن (نَفِسَ) الشيء، فقد ضنّ أي بخل به، أما إذا (نَفُسَ) الشيء و المنافسةُ فيه، أي صار مرغوباً فيه، و إذا رغب فيه على وجه المباراة في الكرم، فهو (نِفاساً)، فهم( تنافسوا) فيه أي رغبوا.
    بينما صديقي(كامل النصيرات)، يقدم برنامجاً على إحدى الفضائيات الأردنية بعنوان(تنفيس)، يستضيف به شخصيات مختلفة، يحاورها بطريقة مبتكرة جديدة على الشاشات، بساطة وتلقائية محببة إلى نفس المشاهد، و(التنفيس) هو الترفيه، وورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (من نَفّسَ عن مؤمن كُرْبَةً من كُرَبِ الدنيا ، نَفّسَ الله عنه كُربةً من كُرَبِ يوم القيامة)، وما أكثرها.
    أم علم النفس، يقوم عادة بدراسة الإدراك و السلوك و الشخصية، و الآليات الناظمة لهما، وهو مخصص للإنسان، لكن يمكن أن يطبق على الحيوان أو الأنظمة الذكية. وعلى كافة النشاطات الإنسانية، بما فيها المشاكل اليومية، ومعالجة الأمراض العقلية. كما تشعبت سُبُل علم النفس في المجالات التجريبية، و التربوية، والاجتماعية، والتحليلية، والجنائية، والرياضية، والطبية، كل ذلك في سبيل فهم الإنسان بشكل دقيق، و النفاذ إلى دواخله، في محاولة سهولة قيادته والسيطرة عليه، لصالح برامج حكومات الأنظمة على اختلافها، لتنفيذ سياساتها بسهولة بلا معارضة لها. ختاماً، لا يفوتني المثل الحوراني (مدّاح نفسه كذّاب)، وهو يتوافق تطابقاً مع الآية الكريمة(ولا تُزَكّوا أنفسكم)، أما التفكر بالنفس هو من العبادات التي حثّ عليها القرآن(وفي أنفسكم أفلا تبصرون). أنا باحثٌ معكم عن الحق و الحقيقة، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.

    الثلاثاء 24 \ 11 \ 2015م
    عمّان \ الأردن

  2. #2
    (مدّاح نفسه كذّاب)
    اما هذه فكلمة حق..انا لاأحب من يمدح نفسه وكانه يبعد عن نفسه الشك.
    ********
    ايها الباحث عن الحقيقة ، لعلك من نسل من يحب سلمان الفارسي الباحث دوما عن الحقيقة.
    فكن بخير.
    تعددت يابني قومي مصائبنا فأقفلت بالنبا المفتوح إقفالا
    كنا نعالج جرحا واحد فغدت جراحنا اليوم ألوانا وأشكالا

  3. #3
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسامه الحموي مشاهدة المشاركة
    (مدّاح نفسه كذّاب)
    اما هذه فكلمة حق..انا لاأحب من يمدح نفسه وكانه يبعد عن نفسه الشك.
    ********
    ايها الباحث عن الحقيقة ، لعلك من نسل من يحب سلمان الفارسي الباحث دوما عن الحقيقة.
    فكن بخير.

    أستاذ أسامة
    أسعد الله أوقاتك بكل الخير
    بالفعل هناك صفات قبيحة في تصرفات البشر
    ممقوتة من ذوي الفطرة السليمة ..
    نجن جميعاً ننفق حياتنا في سبيل البحث عن الحق
    و الحقيقة.. فهي ديددنا ..
    تحياتي أيها النبيل

  4. #4
    شكرا على هذا الموضوع أستاذ محمد نريد مواضيعا كهذه بعدما جنح مركب البشر الى شاطئ لانعرفه.
    إذا كنتَ لا تقرأ إلا ما تُوافق عليـه فقط، فإنكَ إذاً لن تتعلم أبداً!
    ************
    إحسـاس مخيف جـدا

    أن تكتشف موت لسانك
    عند حاجتك للكلام ..
    وتكتشف موت قلبك
    عند حاجتك للحب والحياة..
    وتكتشف جفاف عينيك عند حاجتك للبكاء ..
    وتكتشف أنك وحدك كأغصان الخريف
    عند حاجتك للآخرين ؟؟

  5. #5
    أشكر أخي أسامة على همتك وفطنتك لمثل هذه المواضيع التي تكشف الغث من السمين , لك كل المودة .

  6. #6
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رغد قصاب مشاهدة المشاركة
    شكرا على هذا الموضوع أستاذ محمد نريد مواضيعا كهذه بعدما جنح مركب البشر الى شاطئ لانعرفه.

    أستاذة رغد قصاب
    أسعدك الله
    كل التقديرر لمرورك
    دمت بخير

  7. #7
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غالب الغول مشاهدة المشاركة
    أشكر أخي أسامة على همتك وفطنتك لمثل هذه المواضيع التي تكشف الغث من السمين , لك كل المودة .

    أستاذ غالب الغول
    لك كل الود و التقدير
    تحياتي

المواضيع المتشابهه

  1. مقالات ملفقة (18/2)
    بواسطة محمد فتحي المقداد في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 08-31-2019, 10:57 AM
  2. ضربني..و بكى ( مقالات ملفقة 9\3)
    بواسطة محمد فتحي المقداد في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 02-15-2017, 03:38 PM
  3. الكتابة هي الحل ( مقالات ملفقة - 34\2)
    بواسطة محمد فتحي المقداد في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 11-01-2016, 08:41 AM
  4. لا .. بل للحق ( مقالات ملفقة- 27\2 )*
    بواسطة محمد فتحي المقداد في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 10-31-2016, 10:23 AM
  5. قل للمليحة .. ( مقالات ملفقة 31\2)
    بواسطة محمد فتحي المقداد في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 11-04-2014, 02:14 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •