[size="6"]لايمكن لأي كان أن ينسى دور ايران في مساعدة حزب الله على تحرير الجنوب اللبناني من الاحتلال الصهيوني ودعمه بالسلاح وسياسيا و اعلاميا و تمويله حتى أصبح شوكة في حلق العدو الصهيوني وكذلك نفس الأمر بالنسبة لحركتي حماس و الجهاد الاسلامي فقد دعمتهما مالا و سلاحا و اعلاما الى درجة أنهما تمكنا من الوقوف بندية أمام الحرب الاجرامية التي ارتكبتها دولة العصابات الصهيونية في مطلع هذا العام على غزة ويمكن أن نعزو ذلك الى أن ايران تتبنى رسميا فكرة الثورة الاسلامية التي قادها الخميني ولكنها في المقابل تقف موقفا عدائيا من الشعب العراقي في مواجهة الاحتلال الأمريكي الذي جاء لتحقيق الأمن للكيان الصهيوني بتدمير الدولة العراقية و اهدار ثرواتها و تاريخها و حضارتها وقد ساعدت الميليشيات الطائفية الآتية من ايران و التي ركبت ظهور الدبابة الأمريكية الغازية و ساهمت في تقتيل العلماء العراقيين و أساتذة الجامعات و الطيارين وقادة الجيش العراقي السابق الذين اشتركوا في حرب الثماني سنوات و التي شنتها ايران بلا هوادة على العراق بدعوى تصدير الثورة الاسلامية واضافة الى هذه الجرائم التي تتم بعلم رسمي ايراني بحكم تواجد المخابرات الايرانية على التراب العراقي منذ الاحتلال الأمريكي فان الفلسطينيين الموجودين بالعراق قد ذاقوا الأمرين تقتيلا و تعنيفا واعادة تهجير من قبل الميليشيات الطائفية المدعومة ايرانيا فان هذه المواقف المزدوجة تثير في أنفسنا سؤالا لماذا تمارس ايران التي تدعي أنها ثورة الاسلام على الطغيان ولكنها تمارس أدورا مشبوهة وقد ثبت تورطها مع الدوائر المعادية لأمتنا منذ فضيحة ايران غايت حيث تعاملت مع العدو الصهيوني ضد العراق وقد تفطن لهذا الخور ليس نحن العرب المكتوين بنار الحقد المجوسي فقط بل ان قطاعات كبيرة من الشعوب الايرانية قد تفطنت الى مثل هذه التصرفات الرعناء و اعلنت ثورتها على "الثورة" و ظهر ذلك جليا على اثر نتائج الانتخابات الأخيرة و ما صحبها من جدل اعلامي وتظاهرات شعبية عارمة عمت كل المدن الايرانية وقد وصل الأمر الى حد رفع شعارات مناوئة لمرشد الثورة ورفع شعارات من مثل الموت لخاميني وهو أكبر تحد لسلطة المرجع الديني في ايران وبناء عليه فاننا كمثقفين عرب ونعتبر أن ايران ليست عدوا تاريخيا للأمة العربية بل هي جار وتربطنا معها أواصر الدين و التاريخ و الجوار الجغرافي ندعوها الى مراجعة جملة مواقفها وخاصة تجاه العراق و الكف فورا عن كل تدخل مشبوه وترك أمر تحرير بلادهم لأنفسهم لأن تدخل ايران لصالح الميليشيات الطائفية المرتبطة بالمحتل الأمريكي قد ساعد الأمريكيين كثيرا وأجل هزيمتهم الساحقة لعدة سنوات فلو لم تتدخل ايران لصالح أمريكا لانهزمت أمريكا منذ و قت و فرت من هناك و الا بماذا نفسر زيارة نجاد للعراق تحت حراب المحتل وبناء عليه فعلى الدوائر النافذة في ايران الانتباه الى خطورة الدور المزدوج الذي يلعبونه و لا يمكن أن تستمر اللعبة الى ما لا نهاية لها فالأمة العربية لها من الامكانيات و القدرات التاريخية و الحضارية و الامكانيات المادية و البشرية التي تقدر بها أن تدافع بها عن نفسها بدليل انهزام أمريكا أمام المقاومة العراقية الباسلة ونتمنى أن تستفيق ايران من العمى الذي أصابها و تعود الى الجادة و تتعامل مع العرب باحترام و بكل قيم الجوار و العلاقات التاريخية .[]