كان الجميع يترقب النتيجة بكل خوف وقلق أتراها كذلك...؟!! هي ستكون فعلا.....؟!! أم سينجيها الله منها ولايكون كذلك....!!
وأتت الممرضة والبسمه في عينها سألناها....؟؟طمنينا...فأجابت سليمة ولله الحمد....وأخذنا نعانق بعضنا فرحا وبشرى أنها ستعود بصحتها بيننا وسننعم بوجودها بالقرب من جديد بعد هذا الفترة التي قضتها بالمشفى وأتانا الطبيب يبشرنا أن الأمور بخير وأنها فقط مسألة وقت لتستعيد مافقد جسمها في الفترة الماضية وأنها فقط تحتاج لعناية ومتابعة حتى تعود أفضل مماكانت عليه قبل مرضها....
وزرع الأمل في القلوب وطارت قلوبنا فرحا بالأخبار....وبدأت اجراءات المتابعة وبقيت كلمات الطبيب محفذا لنا ودافعا رائعا بأنها تحتاج ل15 يوما لتستعيد ما فقده جسمها أثناء مرضها بعد أن حولها لمختصة رفع كريات الدم ودراسة توازنها....
فقد كان نقص الكريات شديدا وفي كل مرة تأخذ الحقنة كانت تقول أرى نفسي أتدهور ونحن نخفف عنها لاحبيبتي هكذا وصفت الطبيبة وبالفعل كما قال الطبيب كان تحولا جذريا في حياتها ولكن باتجاه عكسي فبعد 15يوما فارقت أمي الحياة وكأن شبحا اختتطفها من بيننا وتبين أن الطبيبة أعطتها جرعة خاطئة تعاكس مايحتاج جسمها فتوقف قلبها عن العمل.....
شجعنا الجميع بأن نرفع دعوى ضدها.....ولكن لم ؟!! هل ستعود بيننا مثلا.....مالفائدة....؟!!
تعددت الأسباب والموت واحد.....فقد انتهت أيامها في الدنيا ورحلت لمن هو أحن منا عليها....تلك الإنسانة التي لا أذكر يوما أن شغلها أمر دنيا فكل همها كان كيف تصلح بين المتخاصمين وكيف تجبر كسر قلوب المحتاجين....لا أنسى تلك الكراسات التي كانت تكتب بها أسماء العائلات المحتاجة وتذهب للجمعيات الخيرية لتصلهم بهم.....وإن رأيت دمعها أوسمعتها تبكي فيكون ليلا وهي تصلي وتدعو الله....
كم كنت جاهلة وكم كان تفكيري محدود عندما ظننت حينها أن أحدا قد أغضبها أو كسر قلبها فلذلك تبكي......
الجميع كان يشعر بالخوف عليها عندما تمرض ولكنها موقفها كان الأقوى فلا أنسى عبارتها كلما رأت الخوف في أعيننا كانت تقول "يامرحبا بلقاء الله"
عملت....تعبت.....واجتهدت....فاشتاقت ورغبت بلقائه سبحانه...هذا حال المؤمن....هنيئا لك القرب والأجر.....
كنت مدرسة ياحبيبتي.....رحمة الله عليك أمي....