كتب مصطفى بونيف
أرجوكم لا تفهموني (غلط ) !
هي ألمانية .. إذا نظرت إليها من الأمام ..عيناها سبحان المعبود ..عينان كبيرتان ساحرتان تذبحان بلا سكين ..تغمز بعينها اليمنى ..فتجرفك إلى اليمين وإذا غمزت بالشمال تحرفك إلى الشمال ...أما إذا نظرت إليها من الخلف فلديها خلفية رائعة تجعلك تحلم بركوبها ...مابك ، لماذا امتقع وجهك هكذا ؟ ..أنا أتكلم عن السيارة الجديدة التي اشتراها صديقي ...إلى أين شرد بك تفكيرك ؟ ...أنتم دائما هكذا عندما أتكلم (تفهمونني غلط ) ..رغم براءة نياتي وأنا أكتب لكم كل أسبوع ..مقالاتي الساخرة ! .
يجب أن نتعاون مع الكتاب والأدباء أكثر ونفهم نواياهم بشكل صحيح ، وأن لا نورطهم بفهمنا الخاطئ وندفع بهم إلى التهلكة !!.
لست أدري لماذا تفهمنا زوجاتنا خطأ حين نقول فيما يشبه زلة اللسان ونحن نشاهد فتاة بكامل أناقتها تسير في الشارع ...( يا أرض احفظي ما عليك !)
فلا نشعر إلا بالحقيبة تقع على رؤوسنا ..وهن يقلن ( امش وأنت ساكت )..؟؟...لتجد نفسك موعودا بليلة سوداء ...والفهم الخاطئ نفسه يتكرر حين يتساءل الزوج في براءة ..(هل نام الأطفال ؟ ) ...
ولعلنا فهمنا خطأ وعود السادة النواب في حملاتهم الانتخابية ..وذهبنا إلى مراكز الانتخاب وأعطيناهم أصواتنا ...فحين يقول المرشح بأنه سوف يساهم في توفير حياة كريمة مرفهة ، فهو لا يعنينا نحن الشعب الكادح ولكنه يقصد نفسه بالدرجة الأولى ...بل إننا فهمنا وظيفة السادة النواب أيضا بالغلط فهم ينوبون عنا في عيش الحياة الكريمة والعزيزة ...ينوبون عنا في ركوب السيارات الفارهة ( ولا أحد يفهمني غلط في مسألة الركوب أرجوكم ) ..وفي السكن بالفيلات الفخمة ، والسفر إلى أوروبا وأمريكا وما جاورهما ...وفي النوم تحت قبة البرلمان ..وطبعا أنتم تفهمون معنى النوم تحت تلك القبة !!.
حتى عندما يخرج علينا وزير الصحة و هو يقول أن الصحة العمومية بألف خير ، ووزير الداخلية حين يقول بأن الأمن بألف خير ، و السيد وزير التشغيل حين يقول بأن لا بطالة في البلد ..يجب أن نفهمهم جيدا ، وأن لا نكذبهم ..لأنهم يتكلمون عن شعوب أخرى ..وأن لا نضظرهم إلى أن يقسموا بأغلظ الأيمان ..بأن البلد ( السويسري ) بخير ورخاء ونعيم والحمد لله ! .
يجب أن نركز أكثر ونحن نستمع إلى خطابات المسؤولين الذين لا هم لهم سوى السهر على راحتنا ، والحفاظ على استقرارنا !.
سافر أحدهم لحضور فرح صديقه وأخذ معه ابنه ...وفي الليل استيقظ الطفل من النوم حتى يقضي حاجته ..فأيقظ صاحب والده وهمس في أذنه ( أريد أن أصفر )..و يقصد بأصفر أي اقضي حاجتي .لكن الرجل لم يفهم مقصد الطفل فعاتبه قائلا : ( كيف تصفر ياولدي والناس نيام ..في الصباح صفر كما تشاء !).
لكن الطفل أجابه باكيا ...( لا أحتمل لا بد أن أصفر الآن ..).
وأمام إصرار الطفل المحسور ..والرجل (الفاهم ) ...استسلم صاحبنا للطفل قائلا ..( صفر في أذني بهدوء ..وكن حريصا أن لا تزعج أحدا) .
وبالفعل ..فعلها الطفل وصفر في أذن صديق والده ( الأنتيم ) !!.
حين كتبت بأنني ضد السيد الرئيس في جميع قراراته التي أرى بأنها غير مدروسة ، وبأنه السبب الرئيسي في جميع الكوارث التي حلت بنا ، خاصة مشكلة المجاري وقنوات الصرف التي طفحت ..والقاذورات التي انتشرت هنا وهناك ...وبأننا لا يجب أن نقبل بالتجديد له ...بالعكس بل يجب أن نتابعه قضائيا بتهمة التقصير والإهمال ..حتى يصبح عبرة لمن يعتبر وأن يخاف كل من يفكر في أن يخلفه في المنصب جيدا ...
كان يجب أن تفهموا بأنني كنت أقصد فخامة السيد رئيس الحي .فلا تفهموني (غلط ) من فضلكم .!!.
مصطفى بونيف