الفرق بين العمر الزمني والعمر الانفعالي
--------------------------------------------------------------------------------
ما الفرق بين العمر الزمني والعمر النفسي؟؟
العمر الزمني معروف وهو الذي يحدده تاريخُ ميلاد الإنسان ، أما العمر النفسي أو العمر الإنفعالي فقضية مختلفة. فقد يكون عمر الشخص الزمني 25 وعمره الإنفعالي 15 أي أنه لا يزال يسلك مسلك المراهقين أو الأطفال في مواقف معينة وكأن عمره الإنفعالي قد توقف لسبب ما وهو لا يحس بذلك.
وخطورة طفولة البالغين أو مراهقة الكبار في السن كبيرة خاصة لو أن هذا الطفل البالغ أو المراهق الكبير ملك ما يمكنه من الآخرين.
وترى في هذه العقول الصبيانية التي تقدمت بها السنُ ألوانَ الفجاجة التي قد تستتر عن أصحابها أنفسهم وتستتر عن المجتمع لأنه-أي المجتمع- لم تتكون لديه عادات ثابتة لتقويم سلوك البالغين وتقديره من حيث النضج أو القصور عنه .
فترى استجابات (ردات فعل) مثلا رجلا في الخامسة والعشرين أو الثلاثين أو الأربعين تشبه من لا يزال(أو لا تزال) في سن المراهقة.فالقضية ليست عدد السنوات التي قضاها من عمره بقدر ما هي المهارات النفسية التي نجح في اكتسابها طوال هذه السنوات.وهذا الشخص تغلب عليه وتبقى معه الأساليب الطفلية في معالجة المشكلات(نوبات الغضب-التهديد-الصياح-الرفس(المعنوي والفكري)-السخرية من الآخرين لجذب الانتباه-التمركز حول الذات-العدوان –مد السان(المعنوي والفكري) وقد يستخدم رموزا لذلك- وعدم القدرة على التمييز بين الواقع وما في ذهنه فما في ذهنه هو الواقع أي أن الوجود العيني هو الوجود الذهني بالنسبة له والكلمة هي عين الشيء الذي وُضعت الكلمة كرمز له –والاحتماء بالكبير لجلب القوة-واستعداء الآخرين)كل هذه أمثلة للفجاجة العقلية التي يمارسها البعض من الكبار سنا ،الصغار عقلا. ولذا من أخطر الأمور أن يتحدث هؤلا ء عن الإسلام وأن يستلموا راية الدفاع عنه-زاعمين- وان يُسلم لهم الناس بذلك. لإنهم لا يرتقون إلى مستوى الإسلام بل ينزلونه إلى مستواهم الطفولي فيكون ضررهم أشد من نفعهم وصدق من قال: عدو عاقل خير من صديق جاهل.
لهذا لا بد من أن يقرأ الناسُ ليكونوا شخصياتهم وعقولهم بعيدا عن مناطق جذب هؤلاء ولتتكون لديهم القدرة على نقدهم وعدم التسليم لهم ولو وضعوا لأنفسهم من الألقاب ما وضعوا واستخدموا من المصطلحات ما استخدموا.
ولو أن هذا فاتنا في مرحلة التكوين في المدرسة فلم يفت الأوان ولن يفوت أبد.
وقد سرني جدا ما قرأت في كتاب عن نظام تعليمي للأطفال يكون فيه المعلم ميسرا أكثرَ من كونه ملقنا وموجها وتأملت كثيرا في عبارة تصف المدارس التقليدية التي يرتادها الأطفال بأنها تقدم لهم الأدوات-ألعاب وغيرها- لتكون الأدوات عونا لهم على فهم عقل المعلم لا لتكون عونا لهم على النضج والنمو العاطفي والعقلي لأن المعلم يريد أن يلعب الأطفالُ بطريقة محددة (يحددها هو) ويظن أنه يُحسن صنعا ويبقى هذا المنهج إلى أن يشاء الله وبذلك يبقى العقل في شرنقته لا يغادرها يسيطر عليه أصحاب الطفولة العقلية الذين ذكرت.
منتدى التعليم في منطقة الباحة