أخي في القدس
أخي العربيّ في القدسِ :
ألم تسمعْ ...؟
أما بلَغَتْكُمُ الأنباءْ ؟
بأنّ فطاحلَ الزعماءْ....
وأنَّ أكابرَ الحكامِ..
من عجَمٍ وأعرابِ .
و كلَّ رموزِنا النكراءِ :قد أسموك إرهابي...
* * *
ألمْ تسمعْ ؟
أما بلغتكمُ الأنباءْ ..؟
بأنّا قد بدأنا اليومَ ..
نقطفُ موسمَ الخيبه .
نهلنا في مدارسنا ،
تنادَينا .. وهرولنا ...
ووقعنا …. ووثّقنا ....
وبوّبنا مخازيَنا ،
فأعدمناكْ !
وأثبتْنا بمحضر جلسةِ الإعدامِ :
أن الحرَّ إرهابي .
وأن حصانَنا العربيَّ إرهابي .
وأن جميعَ من في المسجدِ القدسيِّ
إرهابي .
وأنَّ الحقَّ إرهابي .
وكلَّ مدافعٍ عن عرضهِ ،
عن مالهِ ،
عن أرضهِ ،
عن أقدسِ الحرماتِ : إرهابي .
وأنَّ الماردَ العربيَّ :
إرهابي .
وأعدمناكْ ..
أشْهَدْنا على الإعدامِ كلَّ الناسْ ،
ووقّعنا ونحن بكامل وعيـِنا النذلِ :
على الإعدامْ .
وأسلمْنا إلى القوَّادِ :
كلَّ مرابطِ الخيلِ
* * *
ألم تسمع ؟
بأنا قد مسحنا اسمَ العروبةِ ....من دفاترنا .
شطبنا اسمَ الفلسطينيِّ والعربيِّ … والإسلامَ ..من قاموسِ غفوتِنا .
وألغينا نصوصاً من كتابِ الله .
كي لا يغضبَ الشيطانْ .
وباتت لعنةُ الإرهابِ :
لحناً في مقاهينا
* * *
ألم تسمع بأنك صرت كابوسا ،
وشكلاً من مآسينا .
وأنك لم تعد حرفاً
يُقال بحضرةِ السلطانْ .
وأنك لم تعدْ منا ، ولا فينا .
وما عادت شؤونك في العلى شأنا .
ولا عادت همومُك من قضيتنا .
ولا عادت لكل حياتنا معنى .
ولا عادت شؤون العُرْب والإسلامِ :
شيئاً في مسيرتنا .
فلن نرضى بأنْ يُغتالَ -بعدَ اليوم – مغتصِبٌ.
ولن نرضى
بمن عادى لصوصَ الأرضِ والعرضِ .
ولن نرضى بمن يقضي :
شهيدا في ربى القدسِ .
ولن نرضى بمن يغتالُ بالأحجارِ :
وحشاً في مدينتكم …
ومن يغتالُ بالأقوال:
قرداً في مدينتنا
* * *
لقد قلنا:
ونحن نتيه في فيضٍ من القشُبِ،
و كاملِ وعينا العربي :
بأنّك لم تعد منّا ….
وأنّ عليك أن تُسبى...
وأنْ تُصلب....
لأنّك ألفُ إرهابي
* * *
أخي في القدس :
صدقاً :
إنّنا نُغتالُ كلَّ صباحْ ،
بسكّين تقطّعنا ...
بسيفٍ يقطع الأحشاء.... كلَّ صباحْ .
فنحن هنا كما اللاشيء …..
كالأشباحْ .
قد جفّت مآقينا ،
وأنستْنا صروفُ القهرِ
كيف نكون أحرارا
* * *
أنا منكم .
وحاشا أن تكونوا قطعةً منّا .
فنحن حثالةُ التاريخ :
نقعدُ هاهنا صمّاً ،
ونرزح في قيود الوهم والأهواءْ .
ونُدفَنُ في الثرى بكماً ،
رهينةَ رغبةِ الشيطانْ
* * *
أخي في القدسْ :
أنا منكمْ
وليس إباؤكم منّي ..
وحاشا أن يكون فخارُكم منّي .
فلستم في مراقي مجدكم منّي .
ولستم في علا آمالكم منّي .
أنا وهمٌ...... أنا نَكِرهْ .
جبانٌ ، لا أحب الموت مثلكُمُ .
بقايا حالمٍ يقتاتُ من كينونةٍ قذرهْ
* * *
أقبّلكم
أقبّل في وجوهكمُ :
ترابَ المقدسِ الدامي .
وأدفن في فخاركمُ :
معاناتي وآلامي .
فضمّوني !
أناشدكم بكل الحب :
أن أرقى إليكم ... في مسيرتكم .
أقبّل : وجهَ قافلةٍ ...تسافر خلفَ قافلةٍ … تسافر خلف قافلةٍ
لتقضيَ في رحابِ القدس ،
مؤْثرةً جوارَ الخالق الباري
وتحرقُ في مآثرها :
كتابَ الخزي والعارِ
* * *
أخي في القدسْ
صمدتم .. وحدَكمْ ..
في قلب ملحمةٍ من الغضبِ ،
تنوءُ بحملها الأنواء .
حجارتُكم :
تسامي باسمكم قدري .
فضمّوني ...أغيثوني ...
أودّ لو انني منكم ،
لأرمي مثلَكم حجراً كما ترمونْ .
وأقضي ... في ذرى حطين : حراً مثلما تقضون .
وأغْمِدُ في غدي المصلوبِ سيفاً :
نصلُه المسلولُ شيءٌ من كرامتكم .
. . .
أنا منكمْ
رموزُ كرامتي منكمْ....
بقايا نخوتي منكمْ.....
فضمّوني :
لعلّ الله يقبلني شهيداً في قوافلكم
* * *