الضحك في أصله بكاء آخر تحديث:السبت ,25/12/2010
حسن مدن
كم مرة في اليوم يضحك الإنسان، وهل يحدث أن تمر أيام لا نضحك فيها، وإذا حدث ذلك فما السبب؟ هل لأن بواعث الضحك انتفت، أم لأننا في مزاج سيئ لا يجعلنا قادرين على الضحك أو راغبين فيه؟
يقود هذا إلى أسئلة أخرى من نوع: هل أن أمراً من الأمور يمكن أن يكون في ظرفٍ ما مُضحكاً، لكنه في ظرف آخر لا يكون كذلك تبعاً للمزاج الذي نحن فيه؟
والأغلب أن لدى كل إنسان أجوبة مختلفة على هذا النوع من الأسئلة، ولكنها تشكل مداخل للاقتراب من عالم الضحك الذي من مظاهره أن لدى الناس أشكالاً أو طرقاً مختلفة للضحك .
بعض الضحك أشبه بالقهقهة الطويلة، وبعضه الآخر له صوت مُدوٍ، وبعضه الثالث أشبه بالابتسامة العريضة أو الضحكة المكتومة .
ثم إن القابلية للضحك تتفاوت بين شخص وآخر . بعض الناس دائمو الضحك، وبعضهم الآخر لا يضحكون إلا لماماً . والدراسات لا تجزم بأن الشخص الميال للضحك هو بالضرورة أكثر سعادة من الذين يضحكون بشكل أقل . قد يكون الشخص في داخله أميل إلى الحزن، ولكنه في مسعى ربما يكون غير واع يتغلب على ذلك بالمبالغة في الضحك .
“الضحك في أصله بكاء”، فحين يرى الطفل شيئاً أو شخصاً غريباً تثير لديه المفاجأة نوعاً من الفزع يعبر عنه بالبكاء، لكن ما إن يألف المشهد حتى يشعر بحالٍ من الاسترخاء يُعبر عنه بالضحك .
يذهب باحث اسمه برغسون للقول، إننا نضحك على أنفسنا في المقام الأول، فلا شيء هزلياً خارج ما هو بشري . إننا لو ضحكنا على حيوان نكون قد استحضرنا في سلوكه الباعث على الضحك سلوكاً للبشر أنفسهم .
وحين نضحك على قبعة غريبة فإننا لا نضحك إلا على الفعل البشري الذي صنعها بهذا الشكل، ونضحك من الشخص الذي يرتديها لأنه برأينا غريب أو باعث على الضحك . ويقترح صاحبنا اقتراحاً طريفاً: “جربوا أن تسدوا آذانكم بوجه صوت الموسيقا في قاعة رقص، سيظهر لكم الراقصون سخفاء في الحال” .
يمكن تطبيق هذا الاختبار على أمرٍ آخر يخصنا: جربوا أن تكتموا صوت التلفاز وأنتم تشاهدون حلقة من برامج الحوارات السياسية في بعض فضائياتنا، وركزوا جيداً في تعابير وحركات أيدي المتحاورين والمذيع الذي يتظاهر بتهدئتهم بعد أن يكون قد أشعل العراك بينهم .
كيف سيبدون لكم؟