آخر الناس...
مازال يتخبط ُ في أمواج تلك الحياة المحرقة والغريبة..كل يوم قنبلة جديدة...لقد سئم هذه الحياة.
لا يدري كيف يجب أن يحاول العيش براحه وهو الذي يهب الثقة للناس ويتقبل مقالبهم وردات فعلهم السلبية بروح راضيه!!
هل خلق كي يتعذب بمبادئه النظيفة كما يزعم؟
لقد تعود أن يقوم بمساعدة غيره بصمت قاتل برضي ومحبه ويتلقى صدمات تقتله قهرا , ورغم ذلك لا يستطع أن يخلع جلده!
يكفي أنه يشعر بوجوده على ظهر حياة لا تعترف إلا بالقوي وقد وجد كنه قوته هكذا!!!
كيف سيعيش بأمان لا يدري حقيقة...شعور متناقض غاية التناقض...
باتت كلمة شكرا ومحبة مفقودة يبحثها... زائفة أحيانا, يجدها في خضم حياة لا هوية لها...تؤرقه تلك الأمور التي عششت في عقله المتعب...
ما يعرفه أن المال لله والطاقات هبة الرحمن نحن مدينون لنهبها من يحتاج ..هكذا كان مقتنعا لأن مشوار الحياة أقصر من أن ندور في دوامات لانهاية لها!!وفي فلك يجذبنا للداخل كمثلث برمودا الخانق القاتل....
ورغم ذلك تحرقه نظرات ناكري المعروف وفاقدي الإحساس بأمثاله!!!هل هو من الديناصورات المنقرضة؟
أم هو من زمن ولى وهرب منا حنقا؟
ساقت له الحياة محمدا,بجد مرآة نفسه..تماما كماه هو ...
عانقه قبله..أحسن أنه توأمه الروحي...
قطعا عهدا في الأخوة غالٍ...
صار أغلى عليه من روحه من كل من حوله ...لقد سئمهم جميعا مهما كانوا....
************
ما أقسى تلك الذكرى...
سأل عنه كثيراً وكثيرا جدا.. ولم تعد الذكريات تسعفه للوصول...انقطعت السبل فجأة ماذا جرى لا يدري حقيقة..
انتهى لمسامعه أنه مضى في طريق آخر...
ومازال السؤال في أذنه ملحا...
هل يمضي في طريقه؟
أم فراس 31-1-2009