أعلن لؤي المقداد، المنسق السياسي والاعلامي للجيش السوري الحر، أن المعارضة السورية تلقت دفعات من الاسلحة الحديثة التي من شأنها ان تغير شكل المعركة مع قوات النظام السوري كما قال.
في غضون ذلك دافع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن صفقات السلاح الروسي مع حكومة الرئيس السوري بشار الأسد وقال إن على الغرب الا يرسل أسلحة لمقاتلي المعارضة وبينهم جماعات "إرهابية".وأعرب بوتين عن قلق بلاده من حدوث فراغ سياسي في سوريا في حال ترك الرئيس بشار الأسد السلطة الآن وأن يملأ المتشددون هذا الفراغ.وقال بوتين خلال مشاركته في حلقة نقاشية مع المستشارة الألمانية انجيلا ميركل بمنتدى اقتصادي روسي "اذا الولايات المتحدة... تعتبر واحدا من تنظيمات المعارضة السورية الرئيسية وهو جبهة النصرة إرهابيا... فكيف يمكن للمرء أن يسلم أسلحة لأعضاء المعارضة هؤلاء؟"
وقال في مؤتمر صحفي مشترك مع ميركل "نحن قلقون من احتمال حدوث فراغ سياسي في سوريا في حال اتخاذ بعض القرارات الآن بخصوص تغيير الحكومة في سوريا."
يوسف القرضاوي أحد رجال الدين السنة الذين أفتو "بالجهاد"
وأضاف "يرحل الأسد اليوم ويحدث فراغ سياسي - فمن سيملؤه؟ ربما... المنظمات الإرهابية.
تحذير
أمام ذلك، حذر رئيس اللجنة المستقلة للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا من ان زيادة تدفق الأسلحة لقوات الحكومة السورية وقوات المعارضة سيؤدي إلى زيادة في جرائم الحرب في حرب أهلية مستمرة منذ أكثر من عامين أدت إلى سقوط ما يزيد على 90 ألف قتيل.
وقال باولو بينيرو: "الدول التي تقدم السلاح عليها مسؤوليات فيما يتعلق بالاستخدام اللاحق لتلك الأسلحة لارتكاب... جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية."
وقال: "تلك الأسلحة ستساهم في زيادة جرائم الحرب. نشعر بقلق بالغ لأن المزيد من الأسلحة سيعني زيادة في وجود تلك الانتهاكات."
وقال بينيرو في وقت سابق هذا الشهر في تقرير قدمه إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف إن لدى فريقه أسبابا معقولة للاعتقاد بأن كميات محدودة من الأسلحة الكيماوية استخدمت في سوريا.
وقال التقرير إنه تعامل مع المزاعم بأن كلا من القوات السورية ومقاتلي المعارضة استخدموا الأسلحة المحظورة لكن معظم الشهادات قالت إن القوات الحكومية هي التي استخدمتها.
وأكد بينيرو تلك النتائج من جديد في نيويورك اليوم الجمعة عندما تحدث للصحفيين بعد جلسة غير رسمية لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لمناقشة التقرير.
"تنسيق مع أمريكا"
وقال رئيس هيئة اركان الجيش السوري الحر اللواء المنشق سليم ادريس لبي بي سي إن التنسيق قائم مع الولايات المتحدة الأميركية ودول أوروبية في موضوع تنسيق ارسال السلاح الى المعارضة السورية المسلحة، مجددا مطالبته باسلحة تقليدية متوسطة وثقيلة وصواريخ مضادة للطائرات واخرى مضادة للدبابات.
ورد ادريس على مخاوف الدول الغربية من ان تقع هذه الأسلحة بيد جهات متطرفة بالإشارة الى أن الإسلاميين المقاتلين في سورية معتدلون، اما جبهة النصرة التي أقر بوجود مقاتلين أجانب في صفوفها فلا تنسق مع قيادة الجيش السوري الحر على حد قوله، وقال ادريس ان جهة النصرة لن تتلقى هذا السلاح والجيش الحر مستعد لتقديم ضمانان بهذا الشان.
وكانت سوريا دعت مجلس الأمن الدولي إلى مطالبة قطر والسعودية وتركيا وفرنسا بالتوقف عما سمته دمشق انتهاكاتها التي تهدد الأمن والسلم في الأراضي السورية.
واتهمت وزارة الخارجية السورية في رسائل وجهتها للأمم المتحدة ومجلس الأمن هذه الدول بدعم الإرهاب.
كما تضمنت رسائل الخارجية السورية اتهاما مباشرا للحكومة المصرية بالتورط في ما وصفته بسفك الدم السوري، بعدما استضافت القاهرة مؤتمرا حضره بعض هؤلاء العلماء مؤخرا.
وجاء ذلك تعليقا على دعوة "رابطة علماء المسلمين" خلال ذلك مؤتمر الى "وجوب الجهاد" في سوريا.
اجتماع الدوحة
ويأتي هذا الاعلان عشية اجتماع السبت لدول "اصدقاء الشعب السوري" في الدوحة، يخصص لبحث المساعدات التي ستقدم الى المعارضة السورية، ومنها المساعدات العسكرية.
وأعرب مقداد عن تفاؤله "بالموقف الدولي الذي قرر في النهاية حماية الشعب السوري وحماية المدنيين السوريين من خلال تسليح الجيش السوري الحر".
وتوجه وزير الخارجية الامريكي جون كيري الى قطر في مهمة تهدف الى التنسيق مع الحلفاء حول الخطوات المقبلة في سوريا فيما تدرس الولايات المتحدة الى اي حد يمكنها المضي في خطتها تزويد مقاتلي المعارضة السورية باسلحة.
وقال مسؤول امريكي ان "هدف الاجتماع هو بحث اهمية كل نوع مساعدة تقدمها مجموعة "لندن11" (أصدقاء سوريا) في شكل ملموس وان يتم تنسيقها بشكل كامل والمرور عبر الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية فقط".
وصرح دبلوماسي فرنسي ان الاجتماع سيناقش بشكل "مشترك ومنسق ومتكامل" القضايا التي اثارها رئيس اركان الجيش السوري الحر سليم ادريس خلال اجتماع سابق ل"اصدقاء سوريا" في انقرة الجمعة الماضي.
وستطالب المعارضة المسلحة بتزويدها بصواريخ مضادة للطائرات وللدبابات في قتالها ضد قوات النظام، اذ اقتصرت مساعدة الغرب حتى الان على تجهيزات غير عسكرية مثل معدات اتصالات متطورة.
وسيتناول الاجتماع الذي يشارك فيه وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة المانيا وايطاليا والاردن والسعودية وقطر والامارات وتركيا ومصر اقتراح عقد لقاء بين الرئيس السوري بشار الاسد والمعارضة من اجل وضع حد للنزاع المستمر منذ 27 شخصا وراح ضحيته اكثر من 93 الف شخص.
وصرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس: "سنحاول في الدوحة ان نستعرض الوضع على الارض وان نرى كيف يمكننا مساعدة المعارضة والتوصل الى حل سياسي".
ومن المفترض ان يبحث الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي يقوم في نهاية الاسبوع بزيارة الى قطر والاردن كانت مقررة مسبقا، النزاع الدائر في سوريا مع امير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني، بحسب مسؤولين.
أما ميدانيا، فقد إستمر القصف الحكومي لمناطق في جنوب العاصمة دمشق وريفها بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض، في حين انفجرت عبوة ناسفة في سيارة بمنطقة أبو رمانة في وسط دمشق، مما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى.
بينما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" بأن وحدات من الجيش "أعادت الأمن إلى بلدة البجدلية في ريف دمشق بعد سلسلة من العمليات الناجحة قضت خلالها على من وصفتهم بالارهابيين.
وقالت مصادر المعارضة السورية ان قصفا صاروخيا حكوميا صباح اليوم طال مدينة الرقة شرق سورية ومدينة الطبقة التابعة لها.
وأضافت المصادر ان هذا القصف طال المشفى الوطني في الرقة مما اوقع عدة جرحى، في حين استمرت الاشتباكات داخل ابنية سكن الضباط في الفرقة 17 التابعة للقوات الحكومية وقالت مصادر حكومية انها قتلت 30 مسلحا معارضا خلال الاشتباكات المستمرة منذ اسابيع.
وقالت مصادر معارضة ان الطيران الحكومي قصف محيط الفرقة 17 كما قصف حي الرميلة وناحية عين عيسى يوم امس مما اوقع قتيلين من المدنيين.
الكونغرس
اعرض الملف في مشغل آخر
وفي العاصمة الأمريكية، طرح أربعة من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي مشروع قانون الخميس يمنع الرئيس باراك اوباما من تزويد المعارضة السورية بالأسلحة.
وقال السيناتورات الأربعة إن الإدارة لم تدل بمعلومات وافية بشأن ما يعتبرونه تدخلا محفوفا بالمخاطر.
ومن شأن مشروع القانون الجديد، الذي تزامن طرحه مع سعي إدارة أوباما للحصول على دعم الكونجرس لخطتها لتسليح المعارضة السورية، أن يمنع وزارة الدفاع ووكالات المخابرات الأمريكية من استخدام أي أموال لدعم عمليات عسكرية أو شبه عسكرية أو سرية في سوريا مباشرة أو بشكل غير مباشر.
ولا ينطبق ذلك على المساعدات الانسانية.
وعبر رعاة مشروع القانون وهم الديمقراطيان توم اودال وكريس ميرفي والجمهوريان مايك لي وراند بول عن شكوكهم في قدرة واشنطن على ضمان عدم وقوع الأسلحة في أيدي جهات غير مرغوب فيها، ودعوا إلى مناقشة في الكونجرس قبل انخراط الولايات المتحدة بدرجة اكبر في الحرب الأهلية السورية.
وقال بول في بيان "قرار الرئيس الأحادي الجانب بتسليح المعارضة السورية المسلحة مزعج للغاية بالنظر إلى قلة ما نعرفه بشأن من سنسلحهم."
الا ان أعضاء آخرين في مجلس الشيوخ أصروا على أن التدخل في سوريا يصب في صلب المصلحة الوطنية الأمريكية.
وقال أحد هؤلاء، وهو السيناتور الديمقراطي روبرت مينينديز الذي يترأس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ "الأمر يتعلق باحتمال انهيار الدولة السورية وتحول البلاد إلى دولة فاشلة يتمكن الإرهابيون من استخدامها لشن هجمات على حلفائنا وحتى على الولايات المتحدة ذاتها."
وكان أوباما، وبعد شهور من التردد، قد قرر الأسبوع الماضي تقديم مساعدة عسكرية لقوات المعارضة الساعية للاطاحة بالرئيس بشار الأسد بعدما حصل على ما وصفه بأدلة على أن الحكومة السورية استخدمت أسلحة كيماوية في حربها مع المعارضة.
ومنذ ذلك، تسعى الادارة الأمريكية لكسب مزيد من الدعم في الكونجرس للخطة.
وزار وزير الخارجية جون كيري مبنى الكونجرس مرتين على الأقل هذا الأسبوع ليقدم لأعضاء مجلس النواب إفادات بشأن سوريا.
وقدم هو ومسؤولون آخرون إفادة سرية يوم الثلاثاء لزعماء بالحزبين الرئيسيين ورؤساء لجان بمجلس النواب بشأن سوريا، كما قدموا يوم الخميس إفادة لأعضاء لجنة المخابرات بمجلس النواب ولجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ.
ولا يزال كثير من أعضاء الكونجرس لاسيما في مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون تنتابهم شكوك عميقة تجاه خطط تسليح المعارضة السورية ويتساءلون عن التكلفة في وقت يتم فيه تقليص برامج أخرى ويبدون القلق من خطر وقوع أسلحة أمريكية في أيدي جهات غير مرغوب فيها.
ويطالب آخرون منذ شهور بتقديم مساعدات عسكرية حيث ينتقد بعض أعضاء مجلس الشيوخ أوباما لتقاعسه عن التدخل في الصراع الذي أودى بحياة أكثر من 90 ألف شخص.
وصوتت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ في 21 مايو ايار بأغلبية 15 صوتا مقابل ثلاثة لصالح مشروع قانون لتزويد المعارضة السورية بمساعدات قاتلة. ولم يطرح مشروع القانون هذا على مجلس الشيوخ للتصويت عليه بكامل أعضائه.
وبول وميرفي واودال هم الأعضاء الثلاثة بلجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الذين صوتوا ضد ذلك المشروع>
بيبيسي