في لحظةٍ:أحمد عبد الرحمن جنيدو
في لحظةٍ،من أمنياتي تعبرين،
فتملكين الحلم،
تختصرين وقتي،ترفضين،وتقبلين،
كلعبة الأطفال في طلب الحليبْ.
في لحظةٍ،حيث الحياة تنام في عينيك،
والصمت الملوّن ينشر الأسرار،
أقطف زهرتي من وجهك الملفوح بالنسرين،
أغدق قبلةً،
تاهتْ طويلاً في المدى،
عادتْ إلى شفتي لهيبْ.
في لحظةٍ،حيث البداية كالنهاية،
والوجود بلمسةٍ شردتْ،
أنوب عن الكلام بوهج عينيك البريء،
أتوق، يا لغةً تناستْ أحرفي،
كدمٍ يسيل على الصليبْ.
في لحظةٍ، والحب أصناف اعتصار،
والتواصل في الجحيم،
أطالع الأخبار من شفتيك،
قاتلتي تبالغ في احتراقي،
أحصد الأزهار من جسد القباحة،
لا تخافي، أسكن الوقت الحريق بلا مغيبْ.
في لحظةٍ، كلّ الطيور تزوّجتْ ضعفي،
بيوض الحب ديدان التراب،
سأنجب الموت المخيف،وأقطف النجمات من وهني،
أطير إلى الشروق،
فتفتح الشمس الخبايا والنوايا،
أين ملحمتي؟أضعت الرسم من أملٍ كئيبْ.
في لحظةٍ، آمنت بالقتل البطيء،
أتيت جرحاً فاقداً قدر السعادة،
يمتطي عنقي،
ويرقص رقصة الحبل البليدة فوق ذاكرتي،
فيهتف صوتك المسجون في عمق الأنين،
فتسقط الألحان من فم عندليبْ.
في لحظةٍ،لا أستعيد مفاصل المتراكمات،
فأسرفُ الأوجاعَ،
أنفقُ ما تبقّى من مهملاتٍ في خيالي،
أركب الموج الخطير،
أطارد الأشباه،
تلقين الجبال على ذراعي،
أحمل الأيام في كتفي،
وألغي مُقْبلات النور،
صارتْ مهجتي نسغاً من الديجور،
والخوف الرهيبْ.
في لحظةٍ،أقتات قصّتنا،
فأهبط من تراكيب الرجاء
وأبلغ الدرنات يوم وصولنا
ذاك المكنّى بالعجيبْ.
سقطتْ دوافعنا،
تنام على الزهور على صقيعي،
أنجب الإحباط،
أنت ملاذنا السفليُّ،حلمٌ مستحيلٌ،
أنت المدارك كلّها،أنت التناسي والظهور،
حضور جيش الحزن في موتٍ مهيبْ.
إني أحبّك عاجلاً أم آجلاً،
والحب مقبرة الأماني،والحديث يدور،
أين نكون؟! أين أنا؟!
سجينٌ في عوالمنا البعيدة،
يقظة الإحساس في خلطٍ معيبْ.
في لحظةٍ،أيقنت أنّ زوالنا أمرٌ قريبْ.
إني عشقت الوقت،والوقت اختلافاً،
هذه الأحلام ليستْ موطني،
غادرت نفسي نحو هاويةٍ،
أمشّط شعرها المنساب تحت شروق دمعي،
يا أليفاً كالغريبْ.
في لحظةٍ،
حيث امتزاج الروح بالروح انقلابٌ للحقيقة،
وانصهار الجسم في الجسم اختلالٌ للعقائد،
يمكن الإيحاء بالعبثيّة المثلى،
ويمكن أنْ نكون هنا أساساً،
فارضين الحب قانوناً لخاتمةٍ تجيبْ.
في لحظةٍ،أنا موغلٌ بالحزن مولاتي،
وأنت حكايتي،أنا هاربٌ من لفظتي،
حين استقام الجرح،أخشى النطق ملهمتي،
وحزني لا يغيبْ.
قي لحظةٍ،
أنت الأماني،
والتمنّي والحبيبْ.
23-1-2008
شعر: أحمد عبد الرحمن جنيدو
حماه-عقرب-سوريا