|
بالغار غارت للخصوم جحافلُ |
|
|
فيها من الشر البهيم غوائلُ |
وبها غَشُومٌ ذو بلاهة فاجرٌ |
|
|
فظٌ عتلٌ ذو غباء جاهلُ |
يمضي لقتل النور (أحمد) سيدي |
|
|
هل يقتل المحفوظ طه قاتلُ ؟! |
وهو الذي في حفظ ربٍّ حافظٍ |
|
|
تأتيه منه على الدوام نوائلُ |
كانت قريشٌ بالعداء لدعوة |
|
|
فيها ضياءٌ للخلائق نازلُ |
بالخير والأمر الرشيد لعالمٍ |
|
|
عمته بالفسق المقيت نوازلُ |
يغشى ظلاما بالخطايا دامسا |
|
|
ويؤمه بغي أثيمٌ واغلُ |
حتى استبان النور في شرع الهدى |
|
|
يتبعه بالإخبات قلبٌ عاقلُ |
ينثال في التبيان صوب رشاده |
|
|
وله فؤاد للهداية قابلُ |
وثوى بديجور الغواية كافرٌ |
|
|
عن شرعة الهادي المشفع غافلُ |
بالطائف الأنصار كَفُّوا عونهم |
|
|
ونأت عن النور البشير عوائلُ |
و(خديجةٌ) ماتت وعمٌّ ناصر |
|
|
فازداد بالإيذاء وغدٌ سافلُ |
من بعد إسراء تتابع منهمُ |
|
|
كيدٌ رهيبٌ بالمصائب باهلُ |
حتى تبدَّت هجرة في طيها |
|
|
نصرٌ عظيم بالشريعة صائلُ |
فانسابت الأخيار صوب مدينة |
|
|
فيها يقيم المستنير الوائلُ |
وبها لأصحاب الرسول أحبةٌ |
|
|
منهم تفيض مع الوداد مناهلُ |
وحمامة بالغار تحمي المصطفى |
|
|
والخيطُ والعش الضعيف الحائلُ |
والعنكب المبهور بالنور الذي |
|
|
بالغار أعمى من هناك تقاتلوا |
حتى استقروا في مخازي خيبة |
|
|
شلتهمُ وبها الصَّغَار الشاملُ |
ورسولنا المختار يخرج آمنا |
|
|
صوب المدينة في سناه شمائلُ |
وصديق الصديق يرقب دربه |
|
|
فهو المحب العبقري الناهلُ |
من نور طه باليقين فقلبه |
|
|
قلب له بالمعطيات قوافلُ |
و(سراقة) المشتاق للنوق انبرى |
|
|
صوب الثراء قد اعتراه تخاتلُ |
ظن الحبيب مع الرفيق غنيمة |
|
|
فإذاه يثوي في الصخور الخاتلُ |
لاقى الهلاك مولولا متوسلا |
|
|
تأتيه من بسط الحبيب وسائلُ |
تنجيه من كرب شديد بعدما |
|
|
لاقاه حتف ذو مصاعب ماثلُ |
وحبيبنا المحمود يمضي هانئا |
|
|
يحميه ربٌّ يرتجيه السائلُ |
حتى يلاقي بالمسيرة خيمة |
|
|
فيها أمُّ (معبد) .. والجفافُ الماحلُ |
أضحى نعيما مستطابا دافقا |
|
|
لما أتتها للحبيب معاقلُ |
والشاة درَّت من ضروع سخائها |
|
|
وَلَّى الهزال وجاء دَرٌّ حافلُ |
يا سعد (عاتكة) البلاغة أبدعت |
|
|
وصفا به طول الزمان جلائلُ |
وصف تلألأ بالضياء ل(أحمد) |
|
|
بفصاحة فيها تفيض فضائلُ |
والمصطفى المبرور صوب مدينة |
|
|
فيها بشوق قد تشوق جائلُ |
يهفو إلى المختار أقبل مشرقا |
|
|
بالنور يشدو بالهيام مُقَابلُ |
فالبدر هلَّ مع الضياء عليهمُ |
|
|
فهم الكرام مع الكريم تقابلوا |
في هجرة عصماء فاح أريجها |
|
|
ولها أريجٌ بالأطايب هائلُ |
وبها لأمته الدروس تعددت |
|
|
منها استفاد المستقيم العاملُ |
هيموا بها شوقا وحبا .. تُجتلى |
|
|
منها العظات وتستقر منازلُ |
ونكون بالإخبات نسعد بالتقى |
|
|
عنا تُوَلِّي بالحياة قلاقلُ |
صلى الإله على النبي وآله |
|
|
ما لاح بالأجواء غيم هاطلُ !! |