تطور (العيديات) في أرياف الأردن
العيدية هي ما يقدمه الرجال لمن هم في دائرة (أرحامهم) أي البنات والأولاد (الصغار) والعمات والخالات وبنات العم وبنات الأخت وبنات الأخ والجدات الخ. وهي أحياناً تقدم من النساء أيضا، وتكون أشكالها إما بشكل نقود أو هدايا معينة كالحلويات وغيرها.
في الخمسينات من القرن الماضي، كانت النساء يقمن بصنع (خبز العيد) وهو مكون من طحين القمح وزيت الزيتون والحبة السوداء (القزحة) وبعض حبات (الينسون) وتوضع على قوالب خشبية منقوشة بشكل معين لتترك النتوءات في القالب نقشتها على الرغيف، فتؤخذ عدة أقراص من ذلك الخبز وتوزع على النساء من ذوي الأرحام المذكورات. ولم تكن لتتطير النسوة من ذلك رغم أنهن قد صنعن في بيوتهن مثل ذلك الخبز، فالمسألة محصورة بفكرة التواصل لا بشكل (العيدية).
وفي أواخر الخمسينات أصبح يُضاف فوق الخبز قطعة من (حلاوة الطحينة) [ وهي مصنوعة من عصير السمسم مع شرش الحلاوة والسكر).
وفي أواسط الستينات استبدلت الحلاوة والخبز ب (راحة الحلقوم) وهي حلويات مصنوعة من نشا القمح مع السكر توضع في علب كرتونية متواضعة وتوزع على النسوة.
وفي أواخر الستينات استبدلت تلك الحلويات بعلب من (الشوكلاتة) كانت تُصنع في رام الله (بفلسطين) تحت اسم (سلفانا) وبعد الاحتلال استعيض عنها بعلب من الحلو السورية تحت اسم (ناشد أخوان)، وبقيت لعشرة سنين أو أكثر.
وبعد الفورة المالية، أصبح الناس يوزعون أصنافاً من الحلويات المشغولة في مشاغل كثيرة انتشرت بعد نزوح أهالي نابلس المشتهرين بفنون صناعة الحلويات النابلسية (بقلاوة، برما، برازق، كنافة الخ).
في الخمس سنوات الأخيرة، اتجه كثيرٌ من الناس الى دفع قيمة العيديات بشكل نقود، تحت تبرير أنها أكثر فائدة من الحلويات.
ومن يدري فلعل المستقبل يحمل معه فكرة سندات قيد، كأن يُبعث للمرأة إشعار قيد (سجلنا لحسابكم مبلغ كذا .. وذلك بدل عيدية)!