عاهرات بإسم الفن
هادي جلو مرعي
العاهرة المصرية غادة عبد الرازق تشن هجوما عنيفا على العاهرات أمثالها من جيل الثمانينيات وتتهمهن بأنهن مارسن الإبتذال في أداء أدوارهن وكن يلبسن المايوه وينمن في أحضان الفنانين معهن في أدوار سينمائية فوق الساخنة،وإن ماتقوم به من أدوار تمثيلية هو تعبير عن الواقع الإنساني وهي لم تأت بجديد ،ردا على إتهامات وجهت لها من فنانات ثمانينيات قلن ،إنها ممثلة إغراء! وتحاول فوق ذلك الظهور بمظهر المصلح في مجتمع فاسد( مهووس جنسيا) على حد وصفها الساذج..
وفي الأمثال العربية ( غراب يقول لغراب،وجهك أسود) ،وهو كناية عن الفعل السئ الذي يأتي به طرفان ثم ينزه أحدهما نفسه عنه ويتهم به الآخر مع إن كلاهما في حال واحد لايختلف.
قضية الأستاذ الأزهري عبدالله الذي وجه إتهامات للممثلة المغرية صاحبة الشفايف العسلية التي لم تترك شيئا من الرغبة في نفوس زملائها الفنانين إلا ولبته له من أيام (الهلفوت) الى أيام ( إمرأة من نار) وأعني بها المحروسة إلهام شاهين ،تحول الى صراع محاكم وصار الرجل يدافع عن نفسه بعرض تلك الصور الفاضحة ومن حقه ذلك لأنه يدافع عن منظومة قيمية أخلاقية ومن حقها ان تقيم دعوى قانونية ضده وغذا كانت تمتلك الدليل والبرهان الذي يدينه فلتفعل ماتقدر وتستطيع، فمن غير المعقول أن نسمح لمجموعة من العاهرات أن يظهرن على التلفاز عاريات في أحضان رجال آخرين بدعوى الفن والتعبير عن الواقع وملايين النساء في العالم العربي يتابعن بإندهاش تلك المشاهد الساخنة ( فرق بين الدفاع عن حرية التعبير والدفاع عن الرذيلة والإنحطاط والإبتذال) كما يفعل البعض عندنا حين يدافع عن شرب الخمر ويتفاخر أنه ينشر صوره أمام الملأ وكأن الحق له وليس لغيره ،فمثلما يمكنك الحديث في ذلك ونسمح لك فإننا لانقبل بأن تنشره بيننا، وتجعله حكما مقضيا،والأمر ليس أمر دين وعقيدة وحلال وحرام بل هوالذائقة الإنسانية والإحترام..يسألونني لماذا لاتشرب الخمر؟وأقول ،أنا لاأرغب في وضع مادة نجسة برائحة مقززة في معدتي لتسري في دمي.. هذا أمر يعود لي وقد يكون سبب عقائديا وربما صحيا فأنا لاأريد لكبدي أن يتشمع ولالمعدتي أن تتقرح ولالفمي أن يتعفن برائحة مقززة وكريهة ولاأن أعود الى بيتي ولاأعرف الطريق إليه. وإذا كان البعض يريد أن يفسد نفسه وأهله ويشرب الخمر ويمارس الدعارة والعهر فليس له الحق أن يجعله في بيوت الناس ويوصل ذلك إليهم، ومن حق الجهات التي تجد في نفسها القدرة على منع تلك الأفعال أن تمنعها أو تقننها بأماكن خاصة ليكون هولاء كمن أصيب بالجذام وتم عزله في أماكن قصية عن الناس والحواضرولكي لاتكون الجرباء الى جانب الصحيحة ،وليس بالخمور ترتقي الأمم ،وليس بالعهر والجنس الفاضح تتقدم وتنهض ،لاحظ إن بلدانا في أوربا تمنع قيادة السيارة في حال كان السائق مخمورا وتعاقبه بحسب نسبة الكحول في دمه ساعة القيادة.
الممثلات المصريات منذ ثلاثينيات القرن الماضي وهن يمارسن العهر والدعارة على الشاشة وفي أماكن السياحة ثم جاء المال الخليجي ليفعل فعله من خلال أمراء العائلة السعودية والأمير الوليد بن طلال خاصة الذي حول القنوات الفضائية الى ملاه وبيوت دعارة عابرة للحدود بأموال طائلة،وفي بغداد أسرني صديق إلتقى بواحدة تدعى (مي كساب) تغني وترقص،قالت له،إننا ندفع الثمن لاحقا جراء النجومية التي يساعدنا في الوصول إليها منتجون ومخرجون وممثلون،حيث تكون المحطة التالية والأهم هي الخليج وأموال الأمراء والشيوخ والتجار وأصحاب النفوذ،وهي تعني أنهن يبعن أجسادهن،وصدقت غادة عبد الرازق في هذه الجزئية حين صورت ذلك في فيلم ( الريس عمر حرب) ومثله في فيلم ( كلمني شكرا) وسواها من أعمال سينمائية يجري فيها بيع الاجساد للمال الخليجي القذر.ولعل فضائح الممثلات والمغنيات اللبنانيات في العراق لاتخفى على أحد من أيام فيروز حتى يومنا هذا وعربدة مادلين في بغداد وسكرها وغعتداء العض عليها غير وعي منها.وليس ببعيد شكوى المغنية الساقطة هيفاء وهبي من ملك البحرين الذي يعذب شعبه ويقتله في السجون من جهة ويتحرش بها كما إدعت وهي صادقة في ذلك لإنه دأب أهل الخليج الذين أسرني سائق تكسي في بيروت أنه وعشرات من أمثاله يذهبون بالرجال القادمين من الخليج الى أماكن اللهو والغانيات ويلعبون مع نسائهم من دون علمهم طبعا.( حاشا الأسر المتعففة في دول الخليج وهي كثيرة طبعا).
لافرق بين مي كساب وإلهام شاهين وغادة عد الرازق وسواها من ممثلات كن سفيرات العهر والدعارة ،منذ أيام المخابرات المصرية بزعامة ( صلاح نصر) الذي لم يترك واحدة منهن إلا وجندها لحسابه وصور لها شريطا جنسيا فاضحا وحتى أيام غادة عبد الرازق ودينا وسواها من عاهرات.
أنا مع حرية التعبير ،ولكن أي تعبير ذاك الذي أقصده؟هل التعبير عن القاذورات والفضائح الجنسية وإسقاط أخلاق الشعوب ،وهل بذلك نصل الى العالمية؟لا طبعا فهناك دول إسلامية نشطت في مجال الفن السينمائي بالحجاب الإسلامي وحصدت جوائز مهرجان (كان) لسنوات توالت.
لن يعجب كلامي هذا الكثير والكثير ،ومنهم أصدقاء يعاقرون الخمر وينشرون مفاهيم خطرة على بينة المجتمع وقيمه الأخلاقية والتربوية.لكني أقوله لأن الحق هو الذي يجب أن يتبع في النهاية.