عــيــونــكِ مــلــجــأ دربــــــي الــطــويـــلْ
إلـيـهـا ستـمـضـي الـخـطـى فـــي رحــيــلْ
أدثــــــرُ بــالــشــوقِ أغـــصـــان حـــبّـــي
أودعُ أدغـــــــــال حــــزنـــــي الــعــلــيـــلْ
تُــفــتــشُ عـــنـــكِ خـــرائـــط عــشــقـــي
و بـوصــلــة الــوجـــدِ قــلــبــي الــدلــيــلْ
فـــهـــل كـــنـــتُ أحـــســـبُ أن هـــــــواكِ
سـيـشــعــلُ فــــــي أغـنـيــاتــي الـفـتــيــلْ
سـيـجـتـاحُ طــوفـــان عـشــقــي الــتـــلال
و يـشـتـقُ فـــي الـصـخـر ألــــف سـبـيــلْ
لأنـــــــي رأيــــــــتُ جــــــــداول حــــــــبٍّ
تـــســـيـــلُ بـعــيــنــيــكِ كـالـسـلـســبــيــلْ
سـأبــقــى بـأشــعــار عـشــقــي أجــــــوب
بــــوادي الهــــوى فــــوق مهــري الأصيلْ
تُــهــرولُ فــــي كـــــلّ ســهـــلٍ عـيــونــي
تُــلــبــي نـــــــداءات رمـــــــش كــحــيـــلْ
أُســـــرّجُ بــالــشــوقِ ريــــــح جــنــونــي
حــروفــي هــديــر و هـمــســي صـهــيــلْ
كــــأنــــي مــلـــيـــك بــــــــلاد الــــغــــرام
و مـــــا لـــــي بـدنــيــا الــغـــرام عَــديـــلْ
فــلــن يـسـكــنَ الــــروح يــومــاً ســــواكِ
و مــــا زار قـــــلـبــي غـــــرام بَــــديـــــلْ
فــــإن جُــــنّ عـقــلــي و تــهـــتُ فــإنـــي
لــعـــائـــلـــة الـــشــــعــــراء سَــــلــــيــــلْ
و فـــي دوحــــةِ الـعـشــقِ لــــي أقــربــاء
فـــعـــروة عـــمـــي و خـــالـــي جــمــيــلْ
و صــاحــب عــــزّة كــــان ابــــن عــمــي
و مــجــنــون عـــامـــر كــــــان زَمـــيــــلْ
و فــــــارس عــبــلــة كــــــان غــريــمــي
أنــــــا إن سَــــــردتُ فـــســـوف أُطـــيـــلْ
و لــســـتُ الـــــذي لا يـــــذوب بــشـــوقٍ
و لــســـتُ بـضــيــف الــغـــرامِ الـثـقــيــلْ
فــــإن جــفّــفَ الـقـهــر آبـــــار شــعـــري
سَـــآوي لـحـضـن الــهــوى كــــي أُقــيــلْ
و أبـقــى عـلــى الـعـهـد حــتــى الـنـهـايـة
لا الـقـلــب يـنـســى و لا الـصـبــر عــيـــلْ
فـفــي جـنّــة الـعـشـقِ لـــي ألـــف قـصــر
و لــــي فــــي الـمـحـبــة بـــــاع طــويـــلْ
و فــي فـنـدقِ الـشــوق عـشــت غـرامــي
و فـــي لـهـفـتـي ســــوف أبــقــى نَــزيــلْ
و تــرجــمــتُ كــــــل لـــغــــات الـــغــــرام
و أرْشـفـتـهــا فـــــي أغــانـــي الــهَــديــلْ
و رمّـــمـــتُ كــــــل كـــوابـــل شـــوقــــي
و وجــهـــتُ صـحــنــي لأرضِ الـنـخــيــلْ
و أصْـلــحــتُ كـــــلّ لـــواقـــط عــشــقــي
و شــفّــرتُ مــــا كــــان مـنــهــا دَخــيـــلْ
و قـدمـتُ فــي مـسـرحِ الـشـوق شـعــري
و فــي مـعـرض الـحــبّ مـــا لـــي مَـثـيـلْ
و لــــي فـــــي قــنـــاة الــغـــرام حــديـــث
لأنـــــــي إمـــــــام الــــغــــرام الــجــلــيــلْ
و مـــا عــــدتُ أدركُ ســاعــات عــمــري
فـصـبـحـي مــســاء و فــجـــري أَصــيـــلْ
تـنــاثــرَ فـــــوق الـشــواطــىء جــرحـــي
و نــــزفِـــــيَ أصــــبـــــح كــالأرْخَــبــيـــلْ
و لــــي فـــــوق أرضـــــكِ روضـــــة ورد
و لــــي فــــي سـمـائــكِ ســقــف ظـلــيــلْ
سـتــعــزفُ نــايـــات عـشــقــي لـحــونــي
تـــداعـــبُ خــــــدّ الــجــمـــال الأســـيــــلْ
و أرســـــمُ حــبـــي بــفــرشــاة شـــوقـــي
عــلــى صـفـحــةٍ مــــن خــيــالٍ صَـقــيــلْ
أجـــــود بــأنــهــار حـــبـــي و شـــعـــري
فــمـــا نـــــال مــجـــد الـــغـــرام بــخــيــلْ
فـلـن يـعـرف العـشـق مــن عــاش عـبــداً
و لــــن يــعــرف الــحــب يــومــا ذلــيـــلْ
سـيـبـنــونَ أبـراجــهــمْ فــــــي ســمــائــي
و يـنــفــونَ عــطـــر الــهـــواء الـعـلــيــلْ
سـيـأتـونَ مـــن كــــل حــــدبٍ و صــــوبٍ
بـــأرتـــالِ أوهــامــهـــم كـــــــي أَمـــيــــلْ
فــــإن ضــعــتُ قــبــل وصــولــي إلــيـــكِ
فــمــا لــــي بــــأرضِ الـضــيــاع كَـفــيــلْ
و إن أدخــلــونـــي لــســجـــنِ الــحـــيـــاة
فـحـســبــكِ ربــــــي و نـــعـــم الــوَكــيـــلْ
فــفــي ســيــركِ هــــذا الــزمـــان أرانـــــا
سَــنــحــسِـــبُ أن الــــجـــــرادة فـــــيـــــلْ
و أن الــــغــــرام ســحـــابـــة صــــيـــــفٍ
و أن الـــــمــــــودّة هـــــــــــمٌ وَبـــــيــــــلْ
و أن الــمــحــبّــة صـــفـــقـــة جــــنـــــسٍ
و أن الــــســـــلافـــــة كــالــزَنْــجــبـــيـــلْ
يــدكــونَ بـالــخــوف غــابـــات عـشــقــي
و مـــــــا لــلــغـــرام بـقــلــبــي مُــــزيــــلْ
فـــإن غِـبــتِ غـاضــتْ مـنـابــع وجــــدي
و إن عُـــــدتِ عـــــاد الـــغـــرام يَــســيــلْ
سَـأحـمـلُ فـــي جـعـبـتـي قــمــح شــوقــي
و لــيــس مــعــي فــــي طـريـقــي خـلـيــلْ
أعــــــولُ قــيــاثـــر حـــبــــي بــشــعـــري
فـــهـــل لـلـمـشــاعــر مــثــلـــي مــعــيـــلْ
و أســـكـــنُ فــــــي الــذكــريــات و أروي
بـــمــــاء الـــغــــرام لــهــيـــب الـغــلــيــلْ
بـــوجـــدٍ سَــأعــبــرُ بـــحــــر غـــرامــــي
عــلــى الــمــاء أمــشــي و زادي هــزيــلْ
و أحْضـنُ فـي القـلـبِ جـرحـي و أمـضـي
بـــعـــزة نــفــســي و حـــزنـــي الـنـبــيــلْ
أنـــــا مـــــا عُـــرفـــتُ بــغــيــر هَــــــواكِ
فــكــيــف ســأصــغــي لـــقـــالٍ و قـــيــــلْ
ثـــوانـــي بـــعــــادكِ تــصــبـــح دهـــــــراً
و خـــطـــوة وجــــــدٍ سَـتـصــبــحُ مـــيـــلْ
جــــــداول حـــبّـــكِ صـــــــارت بـــحــــاراً
فــهــل لــــي بــمــوج الـهــيــام قـبــيــلْ ؟
فـــمـــا هــمــنــي أن يـــجـــود زمـــانــــي
و حـــظـــي مــــــن الأصـــدقـــاء قــلــيــلْ
و مـــــا هـمــنــي أن ســكــنــتُ الــخــيــام
و عـــشـــتُ بـــوجـــدي كـــأنـــي قــتــيــلْ
فـعـيـنـيــكِ بــيــتــي و مـــرفـــأ مـــوتــــي
و درب خـــطـــايَ إلـــــــى الـمـسـتـحـيــلْ