دَعْهُمْ فُؤَادِي/
/
/تَطَاعَنُوا فِي غيابٍ حدَّه الأملُ = وينقض الطَّعْنُ تَخْمِينًا وَ مَا غَزَلُوا
قالوا تشاغل عنا ليس يرجعه =إلَّا الصِّعَابُ و ما ضاقتْ به السبلُ
تقَّاذفوا ولِحَاظُ العَيْنِ مُشْرَعَةٌٌ = نحو الجوابِ فما جادتْ بِنَا الْمُقَلُ
تسَّاءلوا و الهوى باق بأفئدةٍ =ما تجمع الريحُ مِن صَلْدِ الأُولَى ارْتَحَلُو
دَعْهُمْ فُؤاديَ إنَّ الحُبَّ أَوْدِيَةٌ =مِنها المتاهاتُ كَمْ أُعيتْ بِها الحِيلُ
والعادياتُ انْكفاءاتٌ مُحطِّمَةٌ = والأمنياتُ تمطَّى فَوقَهَا الجبلُ
أَغْرارَ مَلْحَمَتي لَا تُلْهِكُمْ دِعَتِي =أَقْسَى الُّليوثِ بِكَيْلِ الضِعف ينشغلُ
لَا الغَابُ يُرْهِبُ في ظَلمَائِهِ أسَدًا = سِفْرُ البُطُولَةِ ما أَوْصَتْ بِهِ المُثلُ
صَفْوُ القُلوبِ مَرَايَا غَرْبَلَتْ صُوَرًا = فَهَلْ يُرِينُ عَلى مِرْآتِكُمْ دَجَلُ
إِنْ غَابَ فِي عَاطِرِ الْآمَال ضيغمُنا = فَفِي الثُّغُورِ لَنَا مَا أَبْدَعَ البَطلُ
لَا تَنْهَشُوا الظَّهْرَ فِي غَيْباتِهِ إِحَنًا =إِنَّ الثعالبَ في أَنْفَاقِهِمْ قُتِلُوا
أُصْغِي إِلَيْهِ وَفِيَّ الْقَلْبُ زَنْبَقَةٌ =تَعَطَّرَتْ بَأَريجِ الشِّعْرِ تَكْتَمِلُ
ذَاكُمْ أَمِيري الَّذي أَفْضَتْ لَهُ لُغَةٌ =وَ فَاضَ مِنْ نَهْرِهِ الْإِبْدَاعُ يَنْهَمِلُ
أُزْكِي إِلَيْه بآياتِ الْوَفَا جَزِِلًا =كَمْ أَجْبرَتْنِي على إهدائِها القُبَلُ
بالإمتنان أردُّ البِرَّ مُنتَشِيًا =مَن يَجْدِلُ النُّورَ مَن يُحْنَى لَهُ الآملُ
برُّ الْأَمانِ تلقَّى الحرَّ مُبتهِجًا = تبسَّم التُّربُ مَزْهُوًّا بِمَنْ وَصَلُوا
أَحْلَامنا في أَكُفِّ الحرفِ زُخْرُفُها =وَ الْجُرْحُ مِنْ مَبْسَم الجرَّاح يندملُ
صُبُوا كؤوسَ الرِّضا في صَرْحِنا رَغَبًا =وَ اسْتَسْلِمُوا لِبيانِ الْحَقِّ وامْتَثِلُوا
لَوْ كَانَ لَثمُ الثَّرى في سجدةٍ فَرَحًا =فلتفرحيه -أَمَانُ اللهِ- يبتهلُ
حُمْرُ الحُرُوفِ بِلَا خَمْرٍ نُنَضِّدِهَا = مِنْها الأحبَّةُ كَمْ عبُّوا وَ كَمْ ثَمِلُوا
يَا رِحْلَةً طَوَّفت بِالحِبِّ مَوْطِنَهُ=إنْ كانَ نشوانَ فلا سَاءتْ لَهُ الرِّحَلُ
إِنْ غَارَ في الجَوفِ شهدُ الحبِّ مُسْتَتِرا =نَضْحُ المُحَيَّا أَلَا يُوشِي بِهِ الْعَسَلُ
دمتم مبدعين