الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله ..أعلم من أين سأبدأ .. لفت نظري تعليق لأخي الأستاذ محمد أحمد بابا – شفاه الله – و نص التعليق :(موفق هذا الاتجاه) .. وتبين بنظرة إلى أعلى التعليق أنه يعلق على مقالة لسيدتنا الشريفة الدكتورة العالية ماء العينين .. وعنوان المقالة "خطاب الرفض في شعر المرأة الحسانية".قبل كل شيء قطعا استمتعتُ بالقراءة مرتين .. مرة بالفكرة .. ومرة أخرى .. بالنصوص المصاحبة .كان لي أن أكتفي بهذه النقطة .. لولا .. أنني لم أفهم تعليق أخي الأستاذ محمد – شفاه الله – وهذه ليست قضية . . فليست المرة الأولى التي لا أفهم فيها .. أعاذني الله – سبحانه وتعالى – وإياكم ممن "آفته الفهم السقيم"!لنطوي عدم الفهم "ولنسدل عليه ذيل نسيان" كما يقول أبو ريشة.الممتع حقيقة في قراءتي للمقالة أنها أشعلت قدرا لا بأس به من الأسئلة .. تربع على رأسها .. هذا السؤال :هل يوجد فرق بين "الرفض" و"التعبير"؟بمعنى آخر .. إذا كانت فتاة تجلس مع"أترابها" ومر "شاب" فهمست بأمنيتها أن"يتزوجها" .. هل هذا مجرد"تعبير" عن أمنية إنسانية عادية أم أنه"رفض"؟ ..وهل "الرفض" "فكر"؟السؤال التالي : هل يوجد تاريخ – تقريبي – لأول "نَصٍ= تبريعة" قيلت في هذا الفن؟السؤال الذي يليه : هل شعر"الرفض" هذا .. يختلف من مرحلة لأخرى .. بمعنى آخر : هل مر بمراحل .. أم أنها "فكرة"جامدة .. ظلت كما بدأت؟فهذه التبريعة ،التي أوردتها الكاتبة الكريمة ..ذَا لْواقَعْ مَرِيـــــــرْ**يَسَعْدْ لِّ رَالُ تَغْيِيرْ(محظوظ من يستطيع تغيير هذا الواقع المرير)
فهذه مفردات حديثة جدا .. أقول هذا و في بالي ما قرأته في كتاب عن"الشعر الحساني" – لمؤلف مغربي أنسيت اسمه – من استنكار المؤلف لوجود "شعر نسائي : تبراع" فاحش!!السؤال الأهم : هل تسير المرأة على خطى"جلادها" ؟وقد أوردت الكاتبة الكريمة هذه التبريعة :وَمْنَيْنْ نْصَّلِّ*** يَحْجَلِّ وَنْعَلْ امَّلِّ(عندما أبدأ صلاتي أتذكر حبيبي فأضطر لإعادتها)فهذا التبريعة تذكر مباشرة بقول أحد"الجلادين"كنت آن لمام خاظت ريم اعل عينِالزم منهَ بعد السلام كل امصلِّ سجدتينوهذه التبريعة :يَنَّاسْ لْقَبْلَ ***كانَتْ شَرْگْ أُعَادَتْ گَبْلَ
أيها الناس، إن اتجاه قبلة الصلاة تغير من الشرق إلى الجنوب)
هنا نتذكر مباشرة قول المجنون :أراني إذا صليت يممت نحوها * بوجهي وإن كان المصلى ورائياإضاءة : إذا كانت هذه المعاني التي تضمنها الشعر النسائي الحساني"التبراع" .. تُعد "رفضا" .. وها نحن نرى "الجلاد = الرجل" يورد نفس الأفكار .. فهل هذا الشعر"رفض" من الرجل أيضا؟ما المرفوض ... من الجنسين إذا؟أم أن القضية كلها تتلخص في "لماذا الرجل؟!!"أي : لماذا يُسمح للرجل بالتغزل بـ"بنات الناس" حتى المتزوجات .. ولا يُسمح للمرأة أن "تعبر" عن مشاعرها ... "على رئسه ريشة" !!!على كل حال .. تظل"الأخلاق" هي"الأخلاق" .. لا تُفرق بين الرجل والمرأة .. وهنا"شطحة" فقد كتب ألبرتو مانغويل:(طوال القرن التاسع عشر كان يُوصى بالنصوص الكلاسيكية الرومانية والإغريقية للتربية الصالحة للنساء،لكن فقط بعد تطهيرها عبر الترجمة. جاهر ج.و.بورغن الموقر بهذا الرأي عندما ألقى موعظة في سنة 1884،من نيو كوليدج في أكسفورد،ضد السماح للنساء بالدخول إلى الجامعة،حيث يتعين عليهن دراسة النصوص بلغتها الأصلية. "إذا كان عليها أن تنجح في منافسة الرجال على"مرتبات الشرف"(كتب الموقر المتخوف)،"فعليكم بالضرورة أن تضعوا الكتّاب الكلاسيكيين القدماء بين يديها من دون أي روادع – بكلمات أخرى،عليكم أن تقدموا لها فواحش الأدبين الإغريقي والروماني. هل أنتم جادون في إقدامكم هذا؟ أذلك إذن جزء من برنامجكم لتدنيس تلك الروح الجميلة بقذارة حضارة العالم القديم،واطلاع العذارى في زهرة شبابهن على مئات من الأشياء المقيتة خير للنساء ألف مرة العيش من دونها،أيا كان عمرهن".. وخير للرجال أيضا،لو أمكن ذلك"){ فن القراءة ص 278 – 279}.محل"الشطحة" قول"الموقر" :(وخير للرجال أيضا،لو أمكن).نعود لسيل الأسئلة التي أثارتها مقالة سيدتنا الشريفة ..هل نستطيع أن نقول أن كل شعر نسائي .. أي في صيغة خاصة بالمرأة .. هو "شعر رفض"؟هذا السؤال سوف يجرنا إلى فتح باب الشعر"النسائي" في العالم العربي .. بطبيعة الحال .. ما وقفتُ عليه.أبدأ بالشعر النسائي في"الحجاز" .. وقد كتبت عنه الأستاذة طاهرة السباعي تحت عنوان ( الفراعن : شعر نساء الحجاز)،وقد نشرت المؤلفة كتابها سنة 1986 ... دفعها إلى ذلك أن كاتبا مغربيا، ألف كتابين هما "رباعيات نساء فاس" و " العروبيات" قد ذكر ..( عن الشعر النسائي في كل من المغرب واليابان،على أنهما النوعان الوحيدان في الآداب العالمية){ص 1}.لم تذكر المؤلفة أن لـ"الفرعي" – والجمع فراعن – "وزن" أو"صفة" محددة .. كما هو حال"التبريعة" – والجمع التبراع - شعر المرأة الشنقيطية أو الشعر الحساني النسائي .. والذي يتكون من شطرين فقط .. بينما يتكون شعر"الرجل" – وتكتبه المرأة أيضا – في أقل صوره .. من "قاف" يتكون من أربعة أشطر .. تشبه إلى حد كبير .. "الدو بيت".كما أشرتُ لم تذكر الأستاذة"طاهرة" "وزنا"معينا ... ولكنها أشارت إلى "طبيقة" دون أن تشرحها :أمس العصر كنت أبيع تفاح * وكل تفاحة بغازية
وريحتو في المجلس فاح * ما ياكلوه إلا الكبارية
ولكن في الوقت نفسه .. أوردت نصوصا أطول،
قالت امرأة علمت أن زوجها قد تزوج عليها،حسب كلام المؤلفة :
مثلي لمثلك ما ينخضاع * إن كنت بدر بالجمال مبرقع
إن كنت مكة والحطيم وزمزم * ومشاعر الله العظام الأربع
لم عاد قلبي يتخذك صاحب * كلا ولا لكثر كلامك أسمع
إني وهبتك للذي صاحبته *وهبت كريم في العطا لا يرجع { ص 33( الفراعن : شعر النساء في الحجاز)}
بطبيعة الحال .. هذا النص .. "رفض" وإن كان في إطار "رفض" أمر "شرعي" .. وهو عكس "التبريعة" التي أوردتها سيدتنا الشريف أعنينَبْغوهْ اَسْوَ شَدْ**وَحْدَ عَشْرَ أَلْفْ إِلَ گَدْ
(أحبه حتى لو كان متزوجا بواحدة، أو عشرة أو ألف، إذا استطاع..)
وتعلق الدكتورة"العالية" على هذه التبريعة : (العاشقة مستعدة لتجاوز كل القيم الاجتماعية بل وحتى الدينية (أكثر من أربعة)، لتكون مع حبيبها)
هذه التبريعة تذكر .. بشعر"رجالي" .. والنص لعمر بن أبي ربيعة :خبروها بأنني قد تزوجتُ * فظلت تكاتم الغيظ سرا
ثم قالت لأختها ولأخرى * جزعا : ليته تزوج عشرا
وأشارت إلى نساء لديها * لا ترى دونهن للسر سترا
ما لقلبي كأنه ليس مني * وعظامي إخال فيهن فترا
من حديث نمى إليّ فظيع * خلتُ في القلب من تلظيه جمرا
العجيب هنا أن هذه الأبيات – وإن قالها رجل – قيلت في مجتمع فيه"تعدد" .. بينما "التبريعة" صدرت من مجتمع ليس فيه"تعدد" وقد كتبت سيدتنا الشريفة :(مثلا ،من المعروف أن المجتمع الحساني مونوغامي"لا تقبل تعدد الزوجات).فهل قائلة "التبريعة" مطمئنة ... لعدم وجود التعدد ...فتكون " عشرة أو ألف" من باب السخرية .. وليست مثل "تزوج عشرا" في نص ابن أبي ربيعة؟كنتُ أتكلم عن ماذا؟آه .. الشعر النسائي ..إذا كانت مؤلفة"الفراعن.." لم تذكر له "صيغة"محددة .. فإن الأستاذ محمد الفاسي قد ألف أو جمع تحت عنوان"رباعيات نساء فاس" . . كان الكتاب في مكتبتي – بعد أن قرأتُ عنوانه في كتاب الأستاذة"طاهرة السباعي" – لا أعلم أين ذهب الكتاب .. ولم أسجل أي ملاحظات في"كناشاتي"..بحثت في "الشبكة العنكبوتية" فوجدتُ أن الكتاب كُتب بالفرنسية أولا .. ثم ترجمه مؤلفه بعد ذلك إلى اللغة العربية .. كما وجدت في"المقالة" ما يلي :(ونشير أن المرأة القروية بالمغرب قد خلفت إرثا من شبيهة { هكذا – محمود} بهذه الأنواع من الزجل الملحون،إلا أنها كانت تنشدها إما للتغلب على مشاق العمل،أو أثناء أفراحها مواسمها وهو بواسطة"لمزوكي"أو"الرباعي"أو"حمادة"أو"السرارب"){http://melhoun.over-blog.com/article-34127415.html}.أما في العراق .. فنجد الباحث الأستاذ ماجد السفاح يتحدث عن الشعر النسائي في العراق .. أو ما يسمى بـ"الدارمي" أو"غزل البنات" وهو يعيده لاضطهاد المرأة .. كما تحدث عن سبب تسميته بهذا الاسم "الدارمي" .. والأرجح أنه سمي بهذا الاسم نسبة إلى أول امرأة قالت هذا النوع من الشعر .. وهي من "بني دارم" – من بني تميم في "بيسان" .. أما الفرضية الأخرى لمعنى الاسم فهو نابع من معاناة المرأة تحت سطوة "حماتها" .. فلا تستطيع التعبير عن غضبها إلا بـ"الدمدمة"أو"الدردمة" .. أي الهمس بكلام غير المفهوم .. من أمثلة "الدارمي" .. أن امرأة كانت في"بلم"أو"هويرية" قارب صغير ،فطلب منها رجل أن تحمله معها .. فتعذرت وقالت :متعذره ما لت صيد ما تاخذ ويايتغرق من العصفور بس آن وهْواي هنا سأعود إلى "تبريعة" أوردتها سيدتنا الشريفة تقول صاحبتها :(مَنْدَرْتِ يَكاَنْ***رَگْ لْمَحْشَرْ فِيه َصَّبْيانْترى هل سنلتقي الأصحاب في فضاء يوم الحشر؟)أعتقد أن ترجمة"الصبيان" بـ"الأصحاب" ليست دقيقة .. فهو"مصطلح" لعل ترجمته الحرفية" الخدن"على كل حال .. عدت لهذه"التبريعة الحسانية" فقد ذكرتني بأخرى عراقية :كثر عذاب الروح أرضاها يهاوي .. بالحشر بلكي يطول موقافك ويايقبل أن نغادر "العراق" سآخذ لقطتين ... لا تخلوان من "تعبير" .. أو طرح مزيد من الأسئلة .. وربما أجابتا على بعض الأسئلة!!يقول الأستاذ ماجد السفاح .. وهو يتحدث عن "قصة دارمي" : (واعدها صاحبها القديم وهي تطحن على الرحى .. زوجها راح طارش وواعدها .. فالإشارة اللي بيناتهم وهي تطحن بالليل على الرحى ..فهذا راح طرق الصريفة من بره .. عمتها نايمه يمها .. العجوز .. تريد تقله عمتي نايمه شتقله؟ قالت درامي وفلسفته .. قالت له :نومتها نومت ذيب روح لْهَلَكْ روح .. إلخ)كما روى – أي "السفاح" – قصة أخرى .. عن موسم جني ثمار النخيل في"البصرة"فيكون هناك سوق لفترة محددة .. وقد جاءت فتاة مع والدها ... وبعد انتهاء"الموسم" .. والعودة إلى مقر إقامتهما .. سقطت "مريضة" وعُولجت بكل شيء .. حتى"الكي" .. ثم "فطن والدها" فدخل عليها وهي"مسجاة" وقال لها :( أبوي.. بالسماء أجيبه .. بالقاع أجيبه) .. فطلبت ماء .. وفي اليوم الثاني طلبت طعاما .. وفي اليوم الثالث .. دخل عليها وانتظر .. فقالت :كلبي انفلك نصين وي فلك طره نص ساكن الغراف ونص بالمجره
فذهب إلى ذلك الموقع .. وعثر على"الشاب" فذهب إلى والده .. وقال له :أمامك أسبوع إما أن ترسل إليّ خاطبا .. أو ترسل لي"دية بنتي"!!السؤال التالي ... ولا أعرف عدد الأسئلة التي استمطرتها مقالة سيدتنا الشريفة .. السؤال :هل يوجد "التبراع" و"الدارمي"و"فرعي" ..إلخ .. في كل مجتمع عربي .. ولكننا لا نعلم به؟الباحثة الأردنية ليلى أبو لغد أقامت فترة لدى قبيلة "أولاد علي" في مصر .. وللقبيلة امتداد داخل ليبيا .. أحضرها والدها لتكون ضيفة .. من أجل دراسة مجتمعهم .. ثم نشرت بحثها تحت عنوان : "أولاد علي مشاعر محجبة".لم تذكر الباحثة أن لدى نساء تلك القبيلة شعرا خاصا بهن .. لكنها أوردت نصين .. أوهذا ما عثرت عليه في "كناشتي" .. أما الكتاب نفسه فهو "لا جئ" في مكتبة أحد الإخوة!تقول إحدى فتيات "أولاد علي"يا سواق الجيب اتفضل * نديرو لك شاي بحليب لو مو عيبوأوردت كذلك :التويوتات اول ما جدُّوا * جابو نور العين وردُّوهنا سنعود قليلا للإشارة إلى ما ذكرته سيدتنا الشريفة عن مظهر من مظاهر "الطقوس" الاجتماعية لدى المرأة الحسانية :(بكاء العقد وهي حالة تنتاب المرأة عندما يتم الاعلان عن إتمام عقد الزواج،ويكون ذلك بدقات معينية على آل الطبل تصاحبها أغنية خاصة بالمناسبة. والسؤال المطروح هل الحالة طبيعية،أم أنها أصبحت كذلك بحكم العادة خصوصا أن عدم بكاء العروس يعتبر عيبا لأنه يكشف عن رغبتها وهذا ليس مقبولا اجتماعيا){ خطاب الرفص في شعر المرأة الحسانية}يبدو – فعلا – أن هذه المقالة تمطر أسئلة!فهل ينتاب البكاء المرأة أم الفتاة؟في هذا السياق نعود إلى "أولاد علي" حيث كتبت الدكتورة ليلى أبو لغد :(عندما تسمع الفتاة التي تتحشم أن شخصا يطلب يدها،تأخذ في البكاء. والعروس الصالحة تبدأ في الصراخ عندما يحاول عريسها الاقتراب منها،وتحاول أن تدفعه بعيدا عنها. وتثير عدم رغبتها في الحديث إلى العريس،أو الإجابة علي أي من أسئلته،تثير الإعجاب. على حد قول الشبان الصغار الذين يسترقون السمع من خلف النافذة في ليلة الدخلة){ ص 100( أولاد علي : مشاعر محجبة ) / ليلى أبو لغد / ترجمة : أحمد جرادات}.هل لهذه الإلماحة إلى"التجسس" على"العروسين" من دلالة ؟السؤال التالي : رأينا أو علمنا بوجود "شعر خاص بالمرأة" لدى بعض الدول العربية .. وقد لا يوجد لبعض النساء العربيات "شعر خاص بهن" : السؤال : ما الفرق .. أو ما الذي يضيفه الشعر النسوي الخاص ؟قلنا من قبل أن "الفرعي" هو الشعر الخاص بنساء الحجاز .. بينما لم أطلع – حتى الآن – على وجود شعر نسائي خاص بالمرأة في بادية الجزيرة العربية .. وسبق لي أن قراتُ كتابا عن شعر النساء في البداية.. ومما كتبتُأنهيت قبل أيام قراءة كتاب (شاعرات من البادية) لمؤلفه / عبد الله محمد ردّاس،والنسخة التي بحوزتي تمثل الطبعة السابعة {هذا شيء لافت للنظر،سبع طبعات،والأمة لا تقرأ،والأمية منتشرة؟!!! رغم أن ذلك لم يلفت نظري أول مرة!!} للكتاب ( 1412هـ - للجزء الأول)،وقد قدم للكتاب الشيخ / حمد الجاسر – رحم الله والديّ ورحمه - ،وليس بالكتاب ما يدل على تاريخ طبعته الأولى،وإن كان المؤلف أهداه للملك فيصل – رحم الله والدي ورحمه – مما يشي بأنه طُبع قبل 1394هـ.بما أنني أطلتُ فسأشير سريعا – قدر المستطاع – إلى الطريقة التي عبرت بها المرأة العربية في البداية عن نفسها .. والنقطة الأبرز .. والمخالفة لـ"التبراع" و"الدرامي" .. إلخ. .. هي أن الشاعرة – في بعض النصوص - معروفة باسمها واسم قبيلتها !!أ- الشاعرة كنة الشمرية،والتي رفض أهلها تزويجها،بعبد الله الشمري لفقره،ولكنها أصرت على موقفها،فاستجاب أهلها لرغبتها،بعد أن قالت أبياتا منها :
لعيون من قال لعيونه * يجري اخلاف الرديات {ص 161}
ب-المرأة تطلب الطلاق :يقول المؤلف :(( ومن شاعرات قبيلة شمّر امرأة رأت من زوجها ما لا يعجبها فقالت،تهجوه { كلمة تهجوه هنا،ليست دقيقة،ما لم يكن الهجاء قد حُذف} :
يا شوق ما طلقن وأجزاك * عدك بنا عامل طيب
يوم أنا عيني تبي لا ماك * ما طعت أنا كل خطّيب
واليوم عيني تبي فرقاك * دايم دموعي على جيبي
تلقى العوض عاشقة تشهاك * وألقى عشير يهلي بي { ص 190}
د-جرأة أم بحث عن الحقوق؟!هذه شاعرة من قبيلة شمر تزوجها رجل يقال له ( هقاش)،ثم اتضح أنه (عنين)،فقالت :
حظ الندم جاب لي هقاش * وأنا من البيض مقرودة
لا هو كريم ولا هواش * والخيل ما صقلت عوده
شاف الفريش فرش وانحاش * يبغي منام ورا ذوده
يا يوه أنا بانهزم وانحاش* ما ني على الذل مردودة {ص 195}
وهذه شاعرة أخرى تزوجت رجلا عنينا،وبعد أن صبرت عليه عدة سنوات،قالت تناجي أخاها :
يا خوي يا ريف الركاب المزاميل * مقدم مهار عجّهن مقتفيهن
أنشدك عن رجل شرى له معاميل * ذا له ثمان سنين ما دق فيهن
إما يسوي السوات الرجاجيل * وإلا يخليهن لمن يعتنيهن
((وما أن علم الزوج بمقصد هذا الكلام،حتى بادر إلى تسريحها بإحسان ونفس راضية)) { ص 215}.هـ- مساجلات :جرت مساجلة بين الشاعرة نورة الحمود والشاعر سليمان العبد الله ابتدأته قائلة :
العفو يا حبك لقرب الخوندات * لو كنت شايب بك شلايا الهبال
فرد عليها قائلا :
ضربتني يا ناب الأرداف بهواة * أذكر دوا ما شفت لو غالي
قلبي خضر لو كان بالراس شيبات * أبغي التسلي وما ني بسالي
فردت عليه بقولها :
غرك هروجي والعلوم الطريات * أنا بعيدة غوص يا (هم لالي)
ترى الهوى والنفس وإبليس خطرات * يا ما رمن من عالي للسفالي
إن طعتني فاندم على كل ما فات * ليته يكفر منك ما مضى تالي{ص 237 – 238}
و- تُفضل زوجا تضربه :الشاعرة مويضي في حوار الشعري مع أختها (بنا) تفضل زوجا :
لو أضربه مشدة في كراعه * ما هو بشاكيني ولا الناس دارين { ص 178}
ز - العشق ... وما أدراك :وردت عبارة : قالت فلانة تتغزل في معشوقها،بشكل لافت للنظر،فقد وردت أكثر من عشرين مرة،مثل :1 - (( وهذه الشاعرة (مرسى) العطاوية العتيبية المشهورة تتغزل في رجل كانت تحبه) { ص 18}.2-(( وهذه شاعرة من بني علي من قبيلة (حرب) تدعا (وضحا المشعان) تتغزل في معشوقها "سعود البسيسي" ..)) { ص 28}.3- (( وهذه شاعرة تدعى (نافعة) من ذوي عون من قبيلة مطير تتغزل في معشوقها المدعو " هلال" ..)) { ص 36}.4- وهذه شاعرة – لم يتمكن المؤلف من معرفة اسمها- تقول لمعشوقها :
إن كان قلبك باين به رقوم * امسح على القصة وتبرا مكاويه
انظر لردف مثل شط الردوم * وأذيال شقر فوق المتين تكسيه
ثم تقول له :
مرخوص مني في جميع العلوم * إلا الجسد خله لراعيه
أما سبب ذلك :
وأما أنت عندي غالي ومحشوم * وأدري حساب الرب عن شي أسويه { ص 61}
السؤال قبل الأخير .. ألا تبدو المرأة في البادية .. والتي لا تملك "شعرا خاصا" بها .. أكثر قدرة .. على التعبير عن نفسها؟ أم أن هذا هو السبب الذي جعل المرأة في البادية لا تحتاج إلى شعر خاص بها؟سؤال الختام : هل بقي لديك – يا محمود – أقوال أخرى؟نعم. ألف .. ألف شكر .. دكتورتنا .. وشريفتنا الكريمة الدكتورة العالية ماء العنين ..أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي المدنيوهذا رابط المقالة الأصلية :https://almasdare.com/173756