غزوة بني قريظة , ودورات الزمان
بقلم الشيخ عبد العزيز محمود
بعد أن أنتصر المسلمون علي يهود بني النضير، وأمرهم النبي - صلي الله عليه وسلم - أن يتركوا المدينة .. وتم نفيهم إلي خيبر ظلوا ينتظرون ما يحل بالمسلمين من خلال المناوشات التي كانت قائمة بين المسلمين والمشركين .. ولم يتعظوا بما أصابهم من نتيجة الغدر والتآمر .. ولم يفيقوا من غيهم .. ولم يستكينوا , بعدما ذاقوا ألوانا ً من الذلة والهوان, نتيجة غدرهم وخياناتهم , ومؤامرتهم ودسائسهم .
ظلوا ينتظرون اليوم الذي يستطيعون فيه التآمر من جديد علي المسلمين، وأخذوا يعدون العدة، لتصويب ضربة إلي المسلمين تكون قاتلة لا حياة بعدها .. وعندما رأوا أنهم لا يجرأون علي قتال المسلمين مباشرة ، خططوا لهذا الغرض .. فخرج زعمائهم وسادتهم إلي قريش بمكة ، يحرضونهم علي غزو الرسول - صلي الله عليه وسلم - ويولونهم عليه .. ووعدوهم من أنفسهم بالنصر لهم فأجابتهم قريش .
ثم خرج هذا الوفد إلي غطفان ، فدعاهم إلي ما دعا إليه قريش فاستجابوا لذلك .. ثم طاف الوفد في قبائل العرب يدعوهم إلي ذلك فاستجاب لهم من استجاب.
وهكذا استطاعوا بنشاطهم السياسي أن يؤلبوا معظم العرب علي محاربة رسول الله - صلي الله عليه وسلم.
وصدق الله العظيم إذ يقول "لتجدن أشد الناس عداوة للذين أمنوا اليهود والذين أشركوا...." .
إنه الهدف الذي لا يتغير لليهود علي مر الزمان وهو الرغبة في استئصال شأفة المسلمين .. فيهود بني النضير الذين أحنوا رقابهم لفترة مؤقتة ، سرعان ما أشتعل مرجل الحقد في قلوبهم بعد الهزيمة .. وراحوا يؤلبون العرب ضد الإسلام والمسلمين .. ويتحالفون معهم لا علي هزيمة محمد - صلي الله عليه وسلم - فقط .. وإنما علي استئصال شأفته .
ولقد خاب وخسر من ظن أن اليهود تخلوا عن هذا الهدف يوما ً .. فهم يظنون أنفسهم شعب الله المختار .. نعم قد يتحالفون يوما ً مع هذا أو ذاك.. ولكن لتحقيق هدفهم ومصلحتهم العليا وهو القضاء علي الإسلام والمسلمين , ويستغلون في ذلك سلاح المال الذي يستميلون به الحكام والرؤساء كما فعلوا مع غطفان .. أقنعوهم بالحرب ضد المسلمين مقابل نصف ثمار خيبر .. ألم يفكروا يوما ً بشراء الخليفة المسلم ؟ .. من أجل السماح لهم بالهجرة إلى فلسطين .. وسلاح الإعلام الذي يصورهم بأنهم ضحية وأنهم المجني عليهم.
ورد الله الأحزاب بغيظهم لم ينالوا خيراً وكفي الله المؤمنين القتال.. وصدق وعده .. وأعز جنده .. ونصر عبده .. وهزم الأحزاب وحده .
ولقد كان لبني قريظة موقفهم المخزي في غزوة الأحزاب مع المشركين ضد رسول الله .. وأستطاع حيي بن أخطب زعيم بني النضير ورئيس الوفد الذي كان سببا ً في غزوة الأحزاب أن يقنع كعب بن أسد كبير بني قريظة وزعيمهم بنقد العهد مع رسول الله صلي الله عليه وسلم .
وهذا هو دأبهم وديدنهم ، لا عهد لهم ولا ذمة .. يخطئ من يظن أنهم يوما ً سوف يوفون بالعهود والمواثيق .. فاليهود أكثر الناس تناقضاً مع مبادئهم حين يكون لهم مصلحة في ذلك .
ولمن يفرقون بين شارون ، ونتنياهوا ، وباراك ، و أولمرت ، نسوق هذا النموذج .. لقد أستطاع حيي بن أخطب الذي يملئ قلبه الحقد والكراهية للرسول والمسلمين أن يغير موقف كعب بن أسد الذي كان يتميز بالحكمة ورجاحة العقل .. ورغم وجود بوادر الخير عند كعب إلا أنه في النهاية يهودي غادر لا يرضيه شئ أكثر من إنهاء الوجود الإسلامي ، إنه الهدف النهائي لليهود مهما أظهروا علي الطريق من سلام وود "ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم .........." إننا أمام نموذج حي من انتهاء اليهود إلي معسكر واحد في النهاية ، قد يكون بعضهم أشد حقدا من بعض ، لكنهم أعداء في النهاية محاربون ، وناكثون للعهد ناقدون كذلك ، لقد التقت كلمة اليهود جميعاً ، النضير و قريظة و قينقاع الذين تبقوا في خيبر علي استئصال الوجود الإسلامي ، جيشوا الجيوش ، وحزبوا الأحزاب ووحدوا صفهم لضرب المسلمين ، فهم وافون بالعهود طالما أنهم ضعاف أذلة ، وهم ناكثون للعهد حين يلاقون الفرصة مواتيه للانقضاض ، لقد كانوا يقولون : من محمد ؟ لا عهد بيننا وبين محمد ، وذلك عندما ذكرهم السعدان بحلفهم مع رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فهم يرفضون المعايشة مع الإسلام فكراً وواقعاً طالما أنهم قادرون علي ذلك .
وما إن انتهت غزوة الأحزاب ، وفي اليوم الذي رجع فيه رسول الله صلي الله عليه وسلم إلي المدينة جاءه جبريل عليه السلام وهو يغتسل فقال : أوقد وضعت السلاح يا رسول الله ؟ فإن الملائكة لم تضع أسلحتهم ، وما رجعت الآن إلا من طلب القوم ، فأنهض بمن معك إلي بني قريظة فإن سائر أمامك أزلزل حصونهم ، وأقذف الرعب في قلوبهم فسار جبريل عليه السلام في موكبه من الملائكة .
وأمر رسول الله صلي الله عليه وسلم مؤذنا فأذن في الناس : من كان سامعاً مطيعاً فلا يصلين العصر إلا ببني قريظة ، واستعمل علي المدينة ابن أم مكتوم ، وأعطي الراية لعلي بن أبي طالب ، وقدمه إلي بني قريظة ، فسار علي حتى إذا دنا من حصونهم سمع منها مقالة قبيحة لرسول الله صلي الله عليه وسلم .
وخرج رسول الله في موكبه من المهاجرين والأنصار ، وبادر المسلمون إلي امتثال أمره ، ونهضوا من فورهم ، وتحركوا نحو قريظة ، وأدركتهم العصر في الطريق فقال بعضهم: لا نصليها إلا في بني قريظة كما أمرنا ، حتى أن رجال منهم صلوا العصر بعد العشاء الآخرة ، وقال بعضهم لم يرد منا ذلك ، وإنما أراد سرعة الخروج ، فصلوها في الطريق فلم ينكر رسول الله صلي الله عليه وسلم علي الطائفتين .
وهكذا تحرك الجيش الإسلامي نحو بني قريظة إرسالاً حتى تلاحقوا بالنبي صلي الله عليه وسلم ، فنزلوا حصون بني قريظة ، وفرضوا عليهم الحصار، فلم أشتد عليهم الحصار نزل نباش بن قيس وكلم رسول الله صلي الله عليه وسلم علي أن ينزلوا علي ما نزلت عليه بني النضير ولهم ما حملت الإبل إلا السلاح ، فأبي رسول الله صلي الله عليه وسلم إلا أن ينزلوا علي حكمه.. وعاد نباش إليهم بذلك .
وهكذا نجد اليهود في كل مرة لا يقاتلون ، إنما يهزمون بالرعب ، ففي بني قينقاع يخورون بعد الحصار ، وفي بني النضير يخورون بعد الحصار ، وفي بني قريظة يخورون بعد الحصار ، وحسب اليهود أن تكون هذه المحاصرة كأخواتها ، وينجون بأنفسهم ، ولكن لا نجاة هذه المرة فيرفض رسول الله المفاوضات ، ولا يقبل إلا الاستسلام التام له ، لأن نقضهم للعهد كان أشنع نقض ، ولأنهم استغلوا أسوأ الظروف للبطش بالمسلمين ، ولو انتصروا لأبادوا المسلمين عن أخرهم ، ولقد بلغ به السفه قبل أن يفاجئوا بقوة المسلمين أن يسبوا رسول الله صلي الله عليه وسلم ويشتموه ثم ها هم الآن يتذللون ويتمسكنون ويودون النجاة بأشخاصهم وأموالهم ونسائهم ، مثل كل مرة ويتنازلون عن سلاحهم ، ولكن هيهات ، فلن يلدغ المؤمن من جحر مرتين ، وهل الخندق إلا ثمرة من ثمارهم المرة يوم نجوا بأرواحهم ، فراحوا يخططون لإبادة المسلمين , فأين النجاة لهم بعد هذا الغدر والكيد .
لقد وضعوا بين فكي الكماشة ، الاستسلام بدون قيد ولا شرط ، أو الموت جوعاً وعطشاً كما قال لهم حليفهم أسيد بن حضير : يا أعداء الله ، لا نبرح حصنكم حتى تموتوا جوعاً ، إنما أنتم بمنزلة ثعلب في جحر .
عند ذلك تدارس يهود الأمر فعرض عليهم رئيسهم كعب بن أسد ثلاث خصال : أما أن يسلموا ويدخلوا مع محمد صلي الله عليه وسلم في دينه ، فيؤمنوا علي دمائهم وأموالهم ، و أبنائهم ونسائهم فقال : لهم والله لقد تبين لكم أنه لنبي مرسل ، وأنه الذي تجدونه في كتابكم فقالوا لا نفارق حكم التوراة أبدا ، ولا نستبدل به غيره ، لقد دخلت عبادة العجل في دمائهم وبطونهم فشربوها شرباً ، وامتزجت بكل شرايينهم فكان جوابهم القاطع ، وكعب يعرف أن قضية اليهودية عندهم عصبية أكثر منها عقيدة فعرض عليهم الأمر الثاني التضحية الخالصة أن يقتلوا أبنائهم ونسائهم لتكون الحرب الطاحنة ، فلا يأسوا علي مال أو زوج أو ولد فرفضوا الثانية . وقالوا فما للعيش بعدهم من خير فعرض عليه الثالثة الهجوم المباغت علي المسلمين ليلة السبت فاعتذروا أنهم لا يفسدون سبتهم ، نعم أنهم أجبن من أن يحاربوا رسول الله صلي الله عليه وسلم ، أجبن من أن يقاتلوا بشرف ، أو يقاتلوا ببسالة ، أو يقوموا ببطولة ، فهذا منطقهم ، لقد أصابهم الخور والضعف والجبن ، والخوف من المسلمين، فلم يستطيعوا أن يحسموا أمرهم ، أو يتخذوا قراراً حتى قال لهم كعب بن أسد ما بات رجل منكم منذ ولدته أمه ليلة واحدة من الدهر حازمة .
لا أدرى ما الذي حدث للعرب في زماننا ؟ ما الذي أصابنا ؟ لقد تبدلت المواقع وتغيرت.
أصبحنا نخشى اليهود ونهابهم، بدلا من أن نستغل حرب 73 لتربية الأجيال على عدم الرهبة والخوف منهم، زرعنا في قلوب أبنائنا الخوف من جديد ،وتمسكنا بسلام هزيل ضعيف يستفيد به طرف دون الآخر . انتهت فكرة الحرب والمواجهة عند العرب وراحوا يحلمون باسترداد الأراضي بالطرق السلمية ، ويقدمون المشروع الحل السلمي ولا يناقشون أطلاقاً الوجود اليهودي ، بل يطلبون استعادة الضفة الغربية لتكون وطن للفلسطينيين وكفي الله العرب القتال ، أنها مأساة هذا الجيل، مأساة الاستسلام المتخاذل ، مأساة اليقين عند الحكام العرب وكثير من شعوبهم أن إسرائيل لم تقهر ، وأن العرب لن ينتصروا ، ما أصابنا هو ما أصاب اليهود علي عهد النبي صلي الله عليه وسلم ، فرغم كثرة المسلمين وقوتهم إلا أنهم عاجزين عن حرب اليهود وأصبحوا يهابوا اليهود ويخشونهم .
لقد علم يهود بني قريظة وعرفوا في قرارة أنفسهم أنهم مهزومون إن لم يتبعوا هذا النبي ، ومع ذلك رفضوا أن يدخلوا في الإسلام حقدا وضغينة وعصبيه ، لقد كانوا يعلمون أنهم يقودون معركة خاسرة ، وأنهم لو قاتلوا عن بقرة أبيهم فلن ينتصروا علي محمد النبي .
وعرب اليوم حين يعودون إلي هذا النبي ، ويعودون إلي هذا الدين ، ويقاتلون به سوف تظهر طبائع اليهود ، وسوف يظهر اليهود في جبنهم وتخاذلهم كما ظهروا في بني قينقاع وبنوا النضير و قريظة .
إن الجديد في المعادلة هو أن عنصر التفاعل لم يقع بعد ، وقاتل اليهود عرباً ولم يقاتلوا مسلمين ، وحين يقاتلون المسلمين يظهر اليهود علي حقيقتهم بلا خلاف .
ثم كانت المحاولة الأخيرة اليائسة من بني قريظة لمعرفة ما يفعل بهم رسول الله صلي الله عليه وسلم فطلبوا أن يرسل لهم أحد حلفائهم ، فذهب أبي لبابة بن عبد المنذر فسألوه عن حكم محمد صلي الله عليه وسلم بهم فأشار إليهم أنه الذبح
وبرغم ما أشار إليه أبو لبابة قررت قريظة النزول علي حكم رسول الله صلي الله عليه وسلم ، وأمر رسول الله باعتقال الرجال ، فوضع القيود في أيديهم تحت أشراف محمد بن مسلمة الأنصاري وجعلت النساء والذراري بمعزل عن الرجال في ناحية ، فقامت الأوس إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله أحسن في موالينا فقال : إلا ترضون أن يحكم فيهم رجل منكم ؟ قالوا بلي فأرسل إلي سعد بن معاذ وكان في المدينة لم يخرج معهم للجرح الذي كان قد أصابه في معركة الأحزاب ، فركب حماره وجاء إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فجعلوا يقولون يا سعد ، أجمل في مواليك ، فأحسن فيهم فإن رسول الله قد حكمك لتحسن فيهم ، وهو ساكت لا يرجع إليهم شئ ، فلما أكثروا عليه قال لقد أن لسعد ألا تأخذه في الله لومه لائم ، ولما أنتهي سعد إلي النبي قال للصحابة قوموا إلي سيدكم فلما أنزلوه قالوا : يا سعد إن هؤلاء قد نزلوا عي حكمك . قال : وحكمي نافذ عليهم ؟ قالوا : نعم قال : وعلي من ها هنا ؟ في الناحية التي فيها رسول الله صلي الله عليه وسلم ، وهو معرض عن رسول الله أجلالاً له فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "نعم" قال سعد : فإني أحكم فيه أن تقتل الرجال ، وتقسم الأموال ، وتسبي الذراري والنساء .. فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم لسعد : "لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع سموات".
لقد كان حكم سعد في غاية العدل والإنصاف ، فإن بني قريظة ، بالإضافة إلي ما ارتكبوا من الغدر الشنيع ، كانوا قد جمعوا لإبادة المسلمين ألف وخمسمائة سيف ، وألفين من الرماح ، وثلاثمائة من الدروع ، وخمسمائة ترس ، حصل عليها المسلمون بعد فتح ديارهم .
أمر رسول الله صلي الله عليه وسلم فحبست بنو قريظة في دار بنت الحارس أمرآة من بني النجار ، وحفرت لهم خنادق في سوق المدينة ، ثم أمر بهم فجعل يذهب بهم إلي الخنادق إرسالا ، وتضرب في تلك الخنادق أعناقهم ، وكان أمر رسول الله صلي الله عليه وسلم بقتل من أنبت وترك من لم ينبت ، وهكذا تم استئصال أفاعي الغدر والخيانة ، الذين كانوا قد نقضوا الميثاق المؤكد ، وعاونوا الأحزاب علي إبادة المسلمين في أحرج ساعة كانوا يمرون بها في حياتهم ، وكانوا قد صاروا بعملهم هذا من أكابر مجرمي الحرب الذين يستحقون المحاكمة والإعدام .
إن لسيوف الإسلام أخلاقا ً
لم يكن فعل رسول الله صلي الله عليه وسلم في اليهود غضبا لنفس أو إهانة لآدمية ، فلقد حرص صلي الله عليه وسلم علي إلا يكون التشفي والثأر هو الذي يسيطر علي الموقف ، فكان يقول صلي الله عليه وسلم : "أحسنوا إسارهم ، و قيلوهم واسقوهم ، لا تجمعوا عليهم حر الشمس وحر السلاح" وكان يوماً صائفاً ، فقيلوهم وسقوهم وأطعموهم ، فلما أبردوا راح رسول الله صلي الله عليه وسلم وقتل من بقي منهم ......
واليوم نري من هؤلاء عبدة العجل والخنازير ما يفعلونه بالنساء والأطفال والشيوخ دون مراعاة لأي حرمة أو حتى عرف قد أقروا به ، فهم يتفننون في التعذيب والتجويع والإهانة والسحق ما يشيب من هوله الولدان ، فالأصل عندهم إهانة كرامة الإنسان وتجويعه ، وتجريعه غصص العذاب وكما يقول الشيخ سيد قطب "أن الوحوش تأكل لتقتات ، أما هؤلاء فيتلذذون بالعذاب ويبقي الإسلام الذي يكرم الإنسان بصفته أنساناً فيعاقبه بما يستحق دون شهوة غضب وحقد وتشف يذيقه أشد مما يستحق
وإلي لقاء مع غزوة أخري من غزوات المسلمين تحمل لنا العزة والكرامة.. نستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه .
http://www.egyig.com/Public/articles...31418394.shtml