مصدر ملوحة مياه البحار
--------------------------------------------------------------------------------
بالنظر إلى النظريات السائدة، في شأن مصدر مياه البحار والمحيطات؛ وأنها مياه أولية Juvenile Waters، اختزلت من صخور باطن الأرض، مع حمم اللابات المتدفقة خلال القشرة الأرضية؛ فقد أشارت حسابات بعض الباحثين، إلى أن المياه، التي تكاثفت من الغلاف الغازي المحيط بالأرض، عند تكونها، لم تتجاوز 10%. ويعزي كثير من آراء الباحثين، في الواقع، نشأة الغلاف الغازي المحيط بالأرض، عند تكونها، إلى تدفق الحمم الصخرية على سطحها، في مراحل تكونها الأولى، ثم الأنشطة البركانية، التي ظلت مستمرة على قشرة الأرض، خلال عمرها الجيولوجي الطويل. وقد أوضحت دراسة للعالم فنر Fenner، عام 1926، أجريت على المصهورات البركانية، احتواءها على نسبة كبيرة من الكلوريدات Chlorides، والفلورايد Florides الممتزجة بالكبريتات وبخار الماء. وقد تعزى النسبة العالية من أيونات الفلورين، في ماء البحر، إلى تدفق المصهورات البركانية، في قيعان المحيطات، خاصة في أحياد أواسطها Mid-Oceanic Ridges.
والدورة الهيدرولوجية العامة)، ودورة الماء المستمرة فيها، عبر العصور الجيولوجية، عند تساقطه على اليابس، وتدفقه على سطحه، أو خلال طبقاته، نحو البحر، مرة أخرى؛ تمثل مصدراً آخر من مصادر ملوحة مياه البحار والمحيطات. فالقشرة الأرضية، تتكون من صخور مختلفة، مركبة من معادن وأملاح وأكاسيد، تختلف في درجة مقاومتها لعوامل التعرية والذوبان. ومن هذه المركبات ما هو سريع التحلل والذوبان في الماء. فالمياه الجارية فوق صخور سطح القشرة الأرضية، أو خلالها، تتيح ذوبان بعض مكونات هذه الصخور، وتنقلها معها إلى البحر.
وهكذا، تتجمع الأملاح في مياهه تجمعاً تدريجياً. وتقذف الأنهار، في مياه البحار والمحيطات، قرابة 2700 مليون طن، من الأملاح المشتقة من صخور اليابسة. فالماء، في الدورة الهيدرولوجية، يتبخر من سطح البحر، تاركاً خلفه الأملاح، ليتساقط على سطح الأرض، فيعود إلى البحر، من جديد، محملاً بكميات منها وهكذا. وتقدر كمية الأملاح، الذائبة في مياه البحار والمحيطات، بما يصل إلى 4.84×10 16 طن