أشكرك أخي الأستاذ عماد موسى , على تحليلك لبعض أسماء قد ذكرت في القرآن , مقابل أسماء دنيوية يتداولها العرب , ولقد أبدعت بهذا التصور , بالرغم من أن العقل العربي لم يكن أقل تفكيراً من العقل الغربي , لا بالماضي ولا بالحاضر , بل العكس تماماً , فالغرب أذهلهم الفكر العربي في شتى العلوم , الرياضية والكيماء والطبيعية والجنسية والتصورية والفلسفية , وغيرها , وكان القرآن الكريم هو مكتبتنا الزاخرة بالعلوم وهو المنهل الرئيسي لشحذ العقول بالقوة الفكرية والجسدية والأخلاقية , لأنه حث على العلم والعمل منذ قرون وقرون .
ولو نظرنا إلى بعض أطفالنا لوجدتهم عباقرة ,منهم حفظة القرآن , ومنهم الأفذاذ في المنطق والفكر , وما العقل الغربي إلا الوهم الساذج الذي تغنى به الأمريكان والغرب كله , لأن خزائنهم مملوءة بالذهب والبترول , ويد عاملة مختلفة المنابت والأصول , منهم الأردني والفلسطيني والمصري والصيني والياباتي والسوري والمغربي ومن كل أجناس العالم , وعندما ننطق كلمة العقل الغربي , فلا يعني إلا أن ننطق بالعقل العالمي الذي جمعهم بدولة أثروها بالعقول العالمية تحت قانون أمريكي أو غربي , ومن هنا يمكن القول , بأن ما يسمى بالعقل الغربي , فهو بالحقيقة ليس غربي العقل , بل هو سوري وفلسطيني ومصري العقل بعد أن استقطبتهم أمريكا للعمل لديها تحت إغراء الدولارات , ومثل هذا القول نستطيع أن نسمي العقل الغربي الفرنسي هو العقل العربي الجزائري الفرنسي .
هذا من جهة ,
ومن جهة أخرى , فإن القرآن الكريم , هو منزل من عند الله سبحانه , وإن الله أعلم وأدرى بعقول مخلوقاته , ومستقبل مخلوقاته , ولأجل ذلك أنزل الله القرآن على العقول العربية , بل وأنزل كل الديانات السماوية على العقول العربية , وهذا دليل على أن العقل العربي إذا ما توفرت لديه القوة الدينية والقوة المادية والحرية , فهو ذالك العقل الذي سيهيمن على جميع المخترعات السلمية منها والحربية .
لذلك , وبما أن الله يعلم كل ما تتطلبه النفس البشرية من مأكل ومشرب وعواطف , فقد خلق للمؤمنين فقط الجنة , وأما ما تحتويه الجنة , ليس هو التصور المطلق الذي يطابق موجودات الدنيا , فالنساء في الجنة ليست كنساء الدنيا , والناقة الأنثى الشبقة , لم يذكرها الله من موجودات الجنة , بل نستطيع القول , بأن الجنة كلها لذات وشهوات ومتعة لا يتصورها العقل البشري , وهي مخلوقة للمؤمن العربي وللمؤمن الغربي على حد سواء , وهل يجد البشر كلهم أفضل وألذ من حور العين والنساء ولحم طير مما يشتهون, وفاكة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة , وما أشبه ذلك .
أنا معك في قولك , بأن العقل العربي في أيامنا هذه فقط , هو عقل يبحث عن لذات محرمة , مثله مثل العقل الغربي الذي يبحث هو الآخر عن الفسق والفجور واللذات والنساء , فالمرأة في عصرنا هذا, أصبحت سلعة تبيع لذاتها وفنونها كالرقص والغناء والطرب واللهو الفارغ , ويطبل ويزمر لها الفاسقون , لأجل أن نبعد القرآن من بين أيدينا , وإذا ابتعد القرآن عن قلوبنا , فسوف تكون الدنيا ولذائذها هي المطلب الوحيد للغرب والعرب على حد سواء .
شكراً لكم أستاذ عماد موسى .
كتبه غالب الغول .