افتتاح المعرض الأول لتوظيف ذوي الاحتياجات الخاصة الحركية والحسية
المصدر آنا البني- مودة بحاح
03 / 03 / 2007
تحت رعاية الدكتورة "ديالا الحج عارف" وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل افتتح أمس السبت في مدينة الفيحاء الرياضية المعرض الأول لتوظيف ذوي الاحتياجات الخاصة الحركية والحسية بتنظيم الغرفة الفتية الدولية JCI في دمشق، بمشاركة فعاليات اقتصادية وشركات من القطاع الخاص، منها المجموعة المتحدة للنشر والإعلان والتسويق التي قدمت المساعدة في التنظيم لإنجاح هذا المعرض.....
وأشارت الدكتورة "ديالا الحج عارف" خلال جولتها على الأجنحة المشاركة في المعرض إلى أن المعرض هو لفتة من الجهات الأهلية في سورية لتسليط الضوء على هذه الفئة من المجتمع، والتي تسعى الدولة إلى دمجها بسوق العمل على اعتبار أن أبناء هذه الفئة مواطنين سوريين لهم كافة الحقوق، وأشادت بهذه الخطوة التي نظمتها الغرفة الفتية الدولية لأنها،بالإضافة إلى مساهمتها في تأمين فرص عمل لذوي الاحتياجات الخاصة، لكنها ستسهم في زيادة وعي الشركات نحو هذا الأمر، وحتى ستسهم في محاربة ظاهرة استغلال هؤلاء المعاقين من قبل ذويهم، ومن قبل المجتمع باعتبار أنهم أشخاص طبيعيون عندهم نقص ببعض القدرات وهم قادرين على العطاء.
وبدوره ذكر السيد "صالح رستم" رئيس الـJCI في سورية، أنه يمكن اعتبار المعرض خطوة أولى في طريق دمج المعاقين في سوق العمل، مشيراً أن المهم في هذا المعرض هو توفير فرص عمل كافية للمعاقين.
وأضاف: "تعتبر هذه الخطوة إيجابية، خاصة أننا استطعنا جذب الشركات التي آمنت بالفكرة".
وبيَّن السيد رستم قائلاً: "نحن سنقيس نجاح المعرض بعد انتهائه من خلال معرفة عدد الأشخاص الذين توظفوا، مشيراً أن توظيف ذوي الاحتياجات الخاصة ليس مجرد عمل إنساني، إنما لتمتعهم بالكفاءة والخبرة، وهم من خلال احتكاكهم مع المشاركين سيطلعون على تجارب ناجحة لشركات وظفت ذوي احتياجات خاصة وأثبتوا جدارتهم، لأن هذه الشركات عندما وظفت أول شخص (ذو حاجة خاصة) وأثبت نجاحه ففكروا بإعادة التجربة".
وعن مستقبل البرنامج الحالي أكد السيد رستم: "سنتابع مع الشركات لنعرف إلى أين وصلنا وسننسق مع الوزارة التي دعمت المشروع بشدة وقدمت كل ما نحتاجه، كما إننا أعددنا كتيب هو الأول من نوعه في سورية يوضح كيفية تهيئة مكان العمل بما يتناسب مع ذوي الاحتياجات الخاصة، ويقدم كل التفاصيل البسيطة التي يحتاجها المعاق وعلى اختلاف نوع إعاقته".
في حين أوضحت الآنسة "رشا أيوب آغا" مديرة المشروع في JCI قائلة: "نظمنا قبل هذا المعرض ورشتي عمل واحدة لمدراء الموارد البشرية لتدريبهم على كيفية استقبال ذوي الاحتياجات الخاصة، والثانية لذوي الاحتياجات الخاصة، وكيف يحضرون لمقابلة العمل".
وتابعت: "راسلنا في هذا المعرض 90 شركة، ولكن شاركت 20 حيث كان هناك اتجاهين البعض كان متحمس جداً للفكرة، والبعض الآخر كان رافض لها تماماً، ولكننا نتأمل أن يكون هناك توظيف، وأن يشارك معنا العام القادم شركات أكثر".
آراء بعض المشاركين
وقامت "بلدنا" باستطلاع آراء بعض المشاركين:
• السيدة "لورا خضير" مسؤولة تنفيذية في المجموعة المتحدة للنشر والإعلان والتسويق بينت أن هذا المشروع مطروح منذ ثلاث سنوات في خططنا، لإيماننا بدور ذوي الاحتياجات الخاصة في بناء المجتمع، وعندما طرحت علينا JCI هذا المشروع، اهتممنا كثيراً به، وقمنا بمساعدتهم بالتنظيم لإنجاحه، وقد لاحظنا أن هناك إقبال كبير على المعرض".
وأضافت: "لقد طرحت UG وظائف خاصة لذوي الاحتياجات كمدققين لغويين ومحاسبة وغيرها، ووجدنا أن هناك الكثير من ذوي الاحتياجات الخاصة لديهم المؤهلات للعمل معنا، خاصة أن بعضهم خريجو أدب عربي وأدب إنكليزي، ومحاسبة".
• السيد "رازي الأسطواني" المدير الإعلامي لمشروع "شباب" حدثنا عن هذه المشاركة: "نحن هنا لنقدم النصائح للشباب من ذوي الاحتياجات الخاصة للدخول في عالم الأعمال، وكيفية كتابة السيرة الذاتية والمقابلة، وسنقوم بتأمين هذه المعلومات على أشرطة من أجل المكفوفين".
وأضاف أن مشروع "شباب" يسعى لتأكيد فكرة المسؤولية الاجتماعية للشركات لتكون نشيطة أكثر في هذه الخدمة.
•السيد "محمد عياش" مدير الموارد البشرية في شركة النجم للإنتاج الفني، والتي هي جزء من مجموعة الدعبول، إلى أن مشاركة شركتهم في المعرض جاءت بعد حضور الورشات التي قامت بها الغرفة الفتية الدولية حول هذا الموضوع منذ فترة قريبة، موضحاً أن هدف المعرض استقطاب الكفاءات إلى الشركة من ذوي الخبرة بغض النظر عن إعاقاتهم بما يتناسب مع ظروف العمل، وقدرتهم على العطاء بحيث يمكن الاستفادة من خبرة مقعد في الرسم، أو مهما كانت إعاقته بالكتابة".
•السيدة "سوسن تاجي" نائبة المدير العام في شركة أسيل ذكرت أن "الغرفة الفتية سعت للفت نظر الناس نحو ذوي الاحتياجات الخاصة، ومساعدتهم على إيجاد فرص عمل بمختلف الشركات".
وأضافت: "نحن كشركة سرنا بهذا الخط منذ زمن ووظفنا عدة أشخاص في معملنا منهم "شلل حركي كامل وإعاقات دماغية"، إضافة إلى ذلك فإن مشاركتنا ليست فقط لمجرد جذب موظفين جدد، وإنما من أجل دعوة الشركات للاحتذاء بتجربتنا الناجحة العائدة إلى حوالي اثني عشر عام في هذا المجال".
•السيد "طلال عسلي" مدير الموارد البشرية في شركة بوزانت يعقوبيان، قال: "إن شركة بوزانت يعقوبيان لديها إحساس بالمسؤولية عالي تجاه المجتمع، وقد شاركنا بالكثير من الأعمال الطوعية، وندعم الثقافة، والآن وفرت لنا JCI المشاركة في هذا المعرض المهم، ولدينا النية بتوظيف ذوي احتياجات خاصة بحدود ظروف العمل لدينا، خاصة أننا شركة تجارية، الأمر الذي لا يسمح لنا بتوظيف أي نوع من الإعاقة، لكن هناك معاقون تحصيلهم العلمي جيد، ومتقنين اللغات، هؤلاء لابد أن يأخذوا حقهم في المجتمع، ونحن لابد أن نساعدهم".
ويتابع: "هناك الكثير منهم يبدعون في مجال الكومبيوتر، فمن الممكن الاستفادة منهم، كما إن هناك الكثير من ذوي الاحتياجات الخاصة خبراتهم تفوق العاديين".
• السيدة "هلا شالح"، مديرة قسم الموارد البشرية في جامعة الوادي السورية الخاصة حدثتنا قائلة:
"تأتي هذه المشاركة انطلاقاً من إيماننا بخدمة المجتمع، ومساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة في الحصول على فرصة عمل، إذا وجدنا مهارات مناسبة من بينهم، لنثبت أن الإعاقة ليست حاجزاً أمام تطورهم أو انخراطهم بالمجتمع".
• السيدة "سمر عناية" رئيس جمعية تطوير وتأهيل الموارد البشرية أشارت: "بما أننا موجودون للموارد البشرية، فذوو الاحتياجات الخاصة هم مورد بشري، فنحن نحاول قدر الإمكان أن نساعدهم بكتابة السيرة الذاتية، وبالتحضير لمقابلات التوظيف".
وحول جديَّة الشركات المساهمة بتوظيف ذوي الاحتياجات الخاصة أضافت: "هناك البعض جادون بشكل كبير، فمن ناحيتنا نحاول تأهيل ذوي الاحتياجات لينالوا فرصة عمل، ولتكون لديهم الخبرات اللازمة".
•الآنسة "ريما صراف" مسؤولة الموارد البشرية في بنك عودة؛ قالت: "إحدى موظفاتنا من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتعمل معنا في مجال المحاسبة، ونحن فخورون أنها تعمل معنا، حيث استطاعت أن تحصل على العمل بخبرتها، وجاءت مشاركتنا اليوم لرغبة بنك عودة الجادة بتوظيف أشخاص أكثر بمؤهلات علمية معينة".
•وبالنسبة لمجموعة "جيمني"، فقد بيَّن السيد "رفعت زيتون" نائب مدير التسويق في مجموعة جيميني، عن مشاركة المجوعة في المعرض: "نحن مجموعة مطاعم ولدينا أعمال إدارية يمكن أن نستفيد من ذوي الاحتياجات الخاصة فيها بهذه الأعمال، وخاصة أن هناك الكثير منهم لديهم الخبرات والشهادات التي نطلبها".
لقاءات مع مجموعة من ذوي الاحتياجات الخاصة
كما كان لـ"بلدنا" لقاءات مع مجموعة من ذوي الاحتياجات الخاصة حول أهمية هذه المعارض قي إدماجهم بسوق العمل...
حدثنا "غسان أحمد السنغري" عضو مجلس محافظة حماة لشؤون المعاقين، وعضو مجلس إدارة مركز دراسات وأبحاث المعاقين، قائلاً: "هذه الفعالية جيدة جداً، ونحن نشكر الغرفة الفتية الدولية على هذه البادرة، لأننا بحاجة لتأهيل المجتمع لاستقبال ذوي الاحتياجات الخاصة سواء في قطاع الخاص أو العام لتعريفهم بإمكانيات المعاقين". وحدثنا عن إعاقته قائلاً: "لم تؤثر إعاقتي على حياتي بل أعطتني دافع للحياة لأن أكون فاعل في المجتمع".
أم مروان، أمٌّ لأربعة أطفال يعانون من الصمم، قالت: "استطاع أولادي الوصول إلى مرحلة الإعدادية، ولم يعد بإمكانهم متابعة التعليم لأنهم بحاجة لحاسة السمع، والآن يحاولون تطوير خبراتهم عن طريق تطوير مهاراتهم على الكومبيوتر، وأتأمل أن نجد فرص عمل عن طريق هذا المعرض،".
أم عبد الكريم: "أصيبت ابنتي بالشلل منذ كانت طفلة، ولم تستطع المشي من بعدها لكن استطاعت أن تصل إلى صف السابع، والآن تطور من خبراتها في اللغات والكومبيوتر". واما ابنتها نورا فأضافت: "لم تؤثر إعاقتي على حياتي فأحاول نسيانها وأتمنى أن أجد فرصة عمل مناسبة".
أما "وصال شحود" فتتابع: "أصبت بالشلل منذ الطفولة، لكنني تجاوزت هذه الإعاقة، لأنه من المفترض أن يتعايش الإنسان مع واقعه، ولابد أن يثبت وجوده.. وأنا الآن أدرس في التعليم المفتوح- قسم الترجمة، سنة 3، وعملت لفترة في محل ألبسة، واكتب مقالات حول موضوع الإعاقة وأنا الآن دون عمل، وآمل- عن طريق هذا المعرض- أن أجد هذه الفرصة، وأن يثبت هذا المعرض فعاليته لنا".
"محمد عوض"، يقول: "ليس لدى ذوي الاحتياجات الخاصة الخبرة الكافية مع القطاعات الخاصة لذلك نتمنى أن تساهم هكذا معارض في التعرف على المكفوف- قدراته وإمكاناته".
ويتابع: "أصبت بالعمى، وأنا في سن متقدم، حيث كنت طالب جامعي أعيش حياتي بشكل عادي لكن هذه الإعاقة أدت إلى تغيير حياتي، فبقيت فترة طويلة لا أستطيع التأقلم، لكن الآن أمارس حياتي بشكل طبيعي، وأشعر أنه من الممكن أن أكون ناجحاً في أيّ عمل أقوم به أكثر من السابق".ش
آخر تحديث ( 03 / 03 / 2007 )